الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قطاع الفيديو الإخباري على مشارف طفرة جديدة في الولايات المتحدة

قطاع الفيديو الإخباري على مشارف طفرة جديدة في الولايات المتحدة
24 أكتوبر 2011 09:17
أصبح قطاع فيديو الإنترنت ذو الطابع الإخباري والسياسي على مشارف انتعاش جديد في الولايات المتحدة الأميركية، مدفوعاً بقوة مع بدء مواسم الترشيحات للانتخابات الرئاسية، وببرنامج لعدة محاكم أميركية ستبدأ بالسماح بتسجيل الفيديو لبعض المحاكمات ونشرها على مواقع الشبكة العالمية. وكل ذلك وغيره من خطوات متنوعة تقوم بها مواقع الفيديو المتخصصة، ينبئ في المحصلة بطفرة جديدة مقبلة في هذا القطاع. في وقت تؤكد فيه توقعات الإنفاق الإعلاني على مواقع الفيديو ارتفاعا يعد الأكبر بين كل الفئات والقنوات بعدة أضعاف، يزداد اهتمام بعض الصحف العالمية العريقة بإنتاج الفيديو الإخباري لإثراء مواقعها. برامج ومناظرات من المنتظر أن يمنح إعلان شركة جوجل المالكة لموقع يوتيوب مؤخرا عن إطلاق موقع الفيديو «بوليتيكس»، المتخصص بمتابعة حملات الترشيح لانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة العام المقبل، حشدا شعبيا غير مسبوق لدور الفيديو في هذه الانتخابات، التي كانت دورتها السابقة قد تميزت باعتماد الرئيس الحالي باراك أوباما على موقع «فيسبوك» في وقت لم تكن فيه مواقع يوتيوب ومثيلاتها قد راجت وانتشرت كما هو حالها الآن. لكن الموقع الجديد لن يكون إخباريا ومنخرطا في فحوى برامج المرشحين وحملاتهم فقط بقدر ما سيكون أيضا ذي طابع فكاهي، حيث إن القيمين على «بوليتيكس»، الذي باشر نشاطه مطلع هذا الشهر ببث إحدى المناظرات بين المرشحين الحزبيين، يأملون أن يكون واحدا من أهم مواقع الإنترنت للفكاهة ولرصد الهفوات السياسية ومفارقاتها وأخطائها. وسيضم الموقع الجديد مقاطع وتسجيلات فيديو مختارة من قنوات المرشحين الرسمية على موقع يوتيوب نفسه، وخليطا من مقاطع فيديو تنتجها القنوات الإعلامية الأخرى إلى جانب تسجيلات فيديو المواطنين اليومية، بحيث يستطيع الناس متابعة كل خطاب وخطأ ومقابلة لحملة 2012 الانتخابية بحسب موقع «بوليتيكو» الشهير. كما يقدم الموقع كشفا يبرز المرشح الذي نال أكبر حصة من مشاهدات فيديو، وخيار البحث عن تسجيلات الفيديو الخاصة بالمرشحين ضمن موقع يوتيوب الشامل، وعلى حسابات المستخدمين، وإتاحة معرفة أي من فيديوهات المرشحين قد حظي بأكثر المشاهدات يوميا، أو أسبوعيا أو شهريا. خطورة وحساسية جاء إطلاق الموقع الجديد كواحد من أحدث الخطوات التي تقوم بها جوجل من أجل أن تفرض نفسها كمصدر للأخبار السياسية. وفي سبتمبر الماضي، تعاونت جوجل مع شبكة فوكس نيوز من أجل استضافة جولة المناظرة التمهيدية بين المرشحين على موقع يوتيوب، الذي بث بشكل مباشر وقائع الحدث، وأتاح لزواره طرح أسئلتهم على المرشحين، ومشاهدة معلومات عن اتجاهات البحث عبر الموقع وأثناء المناظرة. ويقبل المرشحون على مختلف مستويات الانتخابات الأميركية على مواقع الفيديو رغم الخطورة والحساسية التي تكمن فيها. ولا تزال الذاكرة الأميركية تحفظ السقطة القاضية لحملة إعادة انتخاب المرشح الجمهوري للكونغرس جورج ألين حين وجه توصيفا عنصريا لمساعد منافسه الديمقراطي جيم ويب في انتخابات 2006، حيث انتقل تسجيل الفيديو لكلامه بسرعة على موقع يوتيوب آنذاك مما أدى إلى خسارته بفارق يقل عن عشرة آلاف صوت. وقال مراقبون إنه على الرغم من أن زلات اللسان المحتملة دائمة ومتوقعة في كل انتخابات، إلا أن المرشحين والمسؤولين الرسميين يلجأون بوتيرة متزايدة حاليا إلى يوتيوب من أجل إيصال برامجهم ورسائلهم إلى جمهور الناخبين. كما أن الرئيس الأميركي الحالي قام بإجراء مقابلات مع يوتيوب، وافتتح أعضاء الكونغرس من جهتهم قنوات لهم على الموقع. وأطلقت يوتيوب كذلك منصة «تاون هول» في وقت مبكر من هذا العام ليضم تسجيلات لأعضاء الكونغرس أثناء الاجتماعات المحلية لمناقشة الحلول للمشاكل المحلية على اختلافها بما فيها الاقتصاد والرعاية الصحية. كاميرات خاصة بدورها ستشهد الصحافة أخبار المحاكم في الصحافة والمواقع الإخبارية بمختلف قنواتها حيوية جديدة قريبا، من خلال اشتراك 14 محكمة ادعاء أميركية في برنامج غير مسبوق يستمر لثلاث سنوات، ويقضي بسماحها بتسجيل محاكمات القضايا المدنية على كاميرات فيديو من أجل بثها عبر الإنترنت وعلى برامج الأخبار التلفزيونية. وبموجب هذا البرنامج ستستخدم محكمة الادعاء كاميراتها الخاصة لتسجيل بعض جلسات الاستماع في القضايا المحاكمات المدنية وفق ما ذكره موقع صحيفة «بوسطن جلوب»، الذي ذكر أن محكمة الادعاء في ولاية ماساشوسيتس، ستكون واحدة من هذه المحاكم الـ14. ونقلت الصحيفة عن القاضي مارك ل. وولف، رئيس محكمة الادعاء في الولايات المتحدة قوله في مؤتمر صحفي شرح فيه بعض تفاصيل هذا البرنامج، إن هذه التسجيلات ستنشر على شبكة الإنترنت بعد ساعات من جلسات الاستماع حيث سيكون بالوسع مشاهدتها وتنزيل ملفات من قبل المواطنين. وذكرت أن التسجيل لن يكون مسموحا لجلسات الاستماع في القضايا الجنائية والإجرامية. ولكن تصوير الجلسات لن يقتصر فقط على كاميرات المحاكم نفسها بل سيكون بوسع الأفراد أو ممثلي وسائل الإعلام التقدم بطلب للسماح لهم بذلك على أن يكون بوسع المحامين من الجهتين، الادعاء والدفاع، وكذلك للقاضي إبداء الرأي في منح الإذن. وبدأ العمل في هذا البرنامج اعتبار من 17 أكتوبر الجاري في محاكم بوسطن وسبرينفيلد، على أن يتم تطبيقه في محكمة «وورسيتيرز» الفيدرالية في وقت لاحق من هذا العام فور أن يتم تركيب الكاميرات هناك، وفق ما قله مسؤولون للصحيفة التي توقعت ما يشبه «السيرك» من السباق بين وسائل الإعلام في القضايا المدنية المهمة، وأن يترك انعاكاسات واضحة على التغطية الصحفية لأخبار القضايا الحساسة المعروضة أمام المحاكم. فيديو الصحف بما يصب في اتجاه ازدهار الفيديو الإخباري كذلك، ما أعلنته صحيفة «وول ستريت جورنال» منتصف الشهر الماضي عن توسعة كبيرة لوحدة الفيديو على موقعها على الإنترنت، بحيث بلغ إنتاجها من لقطات الفيديو المعروضة على الموقع إلى ثلاث ساعات ونصف ساعة بث أسبوعيا ما يجعلها أبرز نظيراتها في هذه الخدمة المرئية على مستوى الولايات المتحدة. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن «وول ستريت جورنال» تراهن من وراء ذلك على استقطاب مزيد من المشاهدين والمعلنين، ولهذه الغاية أطلقت كذلك تطبيق فيديو جديد على جهاز «آيباد»، وعلى تشكيلة واسعة من التلفزيونات المرتبطة بالإنترنت يسمى «لوس وول ستريت جورنال لايف». ولم تبدأ الصحيفة مشروعها هذا من فراغ، بل من تجربة يبدو إنها كانت مشجعة، حيث كانت سابقا تبث لقطات مصورة إخبارية لتنشيط موقعها، ومن رؤية مفادها أن الفيديو يصبح بسرعة جزء ضروويا وحرجا لمواقع الويب الإخبارية، حتى بالنسبة للمؤسسات الصحفية التي طالما اشتهرت واستفادت تاريخيا من النصوص الخبرية، وليس من أدوات الصور. وكان موقع «وول ستريت جورنال» بدأ بهذه التجربة قبل سنتين من خلال نافذة فيديو يتم تحديثها مرتين يوميا من قبل غرفة التحرير. وقد راح يشهد نموا خاصة مع إقبال المعلنين على الموقع الذي يبث وصلات إعلانية ضمن الفيديو، ومع استخدام الأخير للرسوم البيانية المتحركة. وخلال الصيف ازدادت مدة تسجيلات فيديو الموقع إلى نصف ساعة أحيانا بعدما كانت فقط لمدة عشرة أو أثنتي عشرة دقيقة. نمو إعلاني متوقع تأتي الاتجاهات نحو الفيديو والأخبار والمحتويات التلفزيونية متناغمة مع توقعات الإعلان العالمية، فقد أفادت آخر توقعات أصدرتها شركة الأبحاث وسائل الإعلام «مانياغلوبل» أن الإنفاق الإعلاني التلفزيوني سيرتفع 7% (9% للشبكات و5% لتلفزيونات الكيبل)، كما توقعت ارتفاع الإنفاق الإعلاني على الإنترنت بنسبة 11.6%، مع قفزة كبيرة في الإنفاق الإعلاني على مواقع الفيديو الذي يتوقع له نسبة 22%. في المقابل سيستمر انخفاض الإنفاق الإعلاني على الصحف بنسبة 5.5%، ويحافظ الإنفاق على الإذاعات على مستواه تقريبا بينما تنخفض إعلانات المجلات بنسبة تقارب 4%، وفق ما ذكره موقع «ماركتووتش».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©