الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ليت كل النساء مثلكن

15 فبراير 2007 23:35
بينما ينادي بعض النساء بالتحرر والخلع والاختلاط والمشاركة بالانتخابات، لتجد لها قيمة بعدما تحولت إلى مسخ على صفحات الجرائد وأغلفة المجلات وسلعة من ضمن السلع الإعلانية، خرجت علينا المرأة الفلسطينية بصورة جديدة لتمسح من ذاكرتنا التعري والنفخ والشفط·· إلخ ، فرفعت من قيمة المرأة ومكانتها وأهميتها ودورها الحقيقي الذي خلقت من أجله وأضافت زهوا للمرأة· تصالحت المرأة الفلسطينية مع الحياة·· أكلت مما تزرع·· ولبست مما تصنع·· زرعت القمح وصنعت الرغيف·· خاطت ثوبها بيدها فأصبح رمزاً وتاريخاً وحضارة، وباهت الدنيا بجمال ثوبها وزيها الذي ميزها عن باقي نساء العالم· وأكثرت النسل·· فأنجبت الرجال وأنقذت الرجال·· صبرت وصابرت، ورابطت وتحدت، طورت وأبدعت في تدبير أمور حياتها زرعت في نفوس أولادها حب الجهاد والمقاومة·· علمتهم ماذا تعني كرامة الأمة وحرية الأوطان· لقد أعادت لنا المرأة الفلسطينية صوراً ناصعة للمرأة العربية والمسلمة عندما يتغلغل الإيمان في قلبها· فإذا أردنا الاستشهاد بصورة المرأة المسلمة المضحية كان لابد لنا من الرجوع إلى قصص أمهات المؤمنين والصحابيات الجليلات ونساء السلف المجاهدات، أما اليوم فالصورة حاضرة وواضحة دون أن يشطح بنا الخيال إلى سنوات بعيدة، فنستطيع أن نطرز حديثنا بكل فخر وعزة بقصص أمهاتنا وأخواتنا نساء فلسطين بأنهن أكثر نساء العالمين وفاء للأزواج والإخوة والأبناء لا تعرف الخوف أمام الرصاص، وأمام الموت دافعت وناصرت المقاومين، وكانت سياجا يحيط بأحبتها في بيت حانون تلك المرأة التي صرخت أمام شاشات التلفاز ''أين أنتم يا عرب''·· صوتاً جلجل القلوب وأدمع العين من ضعف أتعبنا وجبنٍ أصبح من ملامحنا، مع تلك الصرخة عرفنا مدى عجزنا·· ذاك الصوت أقوى من جيوش لا تتحرك، والأخرى التي جابهت أحد الجنود المدججين بكل أنواع الأسلحة دون خوف من طلقة تخرج منه عامداً متعمداً، والثالثة التي فجرت نفسها فداءً لدينها ووطنها لم يكن عمرها عائقا أمام واجبها لم تخف الموت كانت تسعى إليه بكل إيمان·· هذا الإيمان الراسخ في قلوبهن يستحق أن يكون منهاجا يعلم بناتنا· تعالوا معاً نغير صورة المرأة العربية أمام الأجيال القادمة· نهيل الهندي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©