الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تنظيم «الشباب»... ادعاءات حول قوات الاتحاد الأفريقي

23 أكتوبر 2011 23:24
في مشهد جديد، يمكن إضافته إلى مسلسل التدهور الواضح على الساحة الصومالية، نفى الاتحاد الأفريقي يوم الجمعة الماضي مزاعم المتمردين الصوماليين بأنهم قتلوا العشرات من جنود قوات التحالف الأفريقي في مقديشو، مؤكداً أن تنظيم "الشباب" المعارض الذي يخوض حرباً طاحنة ضد القوات الحكومية ألبس جثث تابعة لقتلاه الزي العسكري التابع لقوات الاتحاد الأفريقي في محاولة دعائية لتضليل الرأي العام ووسائل الإعلام. وضمن هذا الإطار، عرضت الميلشيا الإسلامية المرتبطة بتنظيم "القاعدة" يوم الخميس الماضي العشرات من الجثث مع مجموعة من الأناجيل والصلبان الخشبية التي قيل إنها ترجع إلى الجنود القتلى التابعين للاتحاد الأفريقي. وهذه الأحداث يُقال إنها تمت في إحدى ضواحي العاصمة الصومالية مقديشو، حيث قالت الميلشيا إنها قتلت سبعين جندياً أفريقياً من قوات حفظ السلام التي أُرسلت إلى الصومال لمواجهة المتمردين ودعم الحكومة الانتقالية. وقد ظهرت صور القتلى في الموقع الإلكتروني لإحدى المحطات الإذاعية المتعاطفة مع المتمردين الإسلاميين. كما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن شهود عيان إحصاءهم ما بين 67 و70 قتيلاً عرضتهم قوات الشباب على الملأ، وقد ظهرت الجثث في زي عسكري معتمرة نفس الخوذ التي يستخدمها عادة جنوب الاتحاد الأفريقي العاملين في الصومال. لكن رغم نفـي قوات حفـظ السلام الأفريقية مقتل هذا العـدد الكبير من جنودها على يد تنظيم "الشباب"، إلا أنها اعترفت في الوقت نفسه بمقتل عشرة من قواتها في اشتباكات مسلحة جرت في وقت سابق فيما أُعلن عن فقد جنديين لم يعرف لهما أثر. ويُذكر أن الاتحاد الأفريقي أرسل ما لا يقل عن تسعة آلاف جندي في إطار مهمة حفظ السلام في الصومال بدعم من الأمم المتحدة، ومن المهام الأخرى أيضاً حماية الحكومة الانتقالية التي يهددها المتمردون الإسلاميون وتواجه خطر الانهيار. ولو صحت مزاعم قتل هذا العدد الكبير من الجنود الأفارقة في الصومال فستكون أكبر خسارة تتكبدها القوات على مدى السنوات الأربع التي قضتها في محاربة الجماعات المسلحة بالصومال. ولن يقتصر الضرر على البلدان التي تشارك قواتها في مهمة حفظ السلام مثل أوغندا وبوروندي، بل سيمتد الضرر أيضاً إلى كينيا المجاورة التي شنت مؤخراً حملة عسكرية في الصومال الواقعة تحت وطأة المجاعة، في محاولة منها لطرد قوات "الشباب" من المناطق الجنوبية، لا سيما بعد عمليات اختطاف تعرض لها سائحون غربيون في كينيا واتهمت بذلك عناصر تابعة لتنظيم "الشباب". وكرد فعل على التدخل الكيني هدد "الشباب" بتنفيذ عمليات انتحارية في العاصمة نيروبي على غرار الهجمات التي تعرضت لها العاصمة الأوغندية، كامبالا، في شهر يوليو من العام 2010 وخلفت 76 قتيلاً. ومع دخول القوات الكينية إلى المناطق الجنوبية بالصومال ومعاناة رجالها مع الأراضي الموحلة الناتجة عن موسم الأمطار، يحذر المراقبون من احتمال تورط القوات الكينية في مستنقع الصومال لتتحول إلى ما يشبه حرب فيتنام بالنسبة للكينيين، لا سيما وأنها المرة الأولى التي تقدم بها القوات الكينية على اقتحام حدود بلد أجنبي منذ الاستقلال وقلة خبرة جنودها في هذا النوع من العمليات العسكرية، فيما يتباهى مقاتلو "الشباب" بقدرتهم القتالية العالية. ومع أن تنظيم "الشباب" تلقى في الشهور الأخيرة ضربات قاسية على يد القوات الحكومية المدعومة من جنود الاتحاد الأفريقي، إلا أنه نجح في تنفيذ عمليات نوعية كالهجوم الانتحاري الذي استهدف مبنى في العاصمة خلال الشهر الجاري وأسفر عن مقتل ثمانين شخصاً، من بينهم طلبة كانوا ينتظرون نتائج الاختبارات لاستفادتهم من منح دراسية في تركيا. وكما تناقلت بعض وسائل الإعلام كانت كينيا تخطط لاقتحام الصومال منذ شهور عدة خوفاً من تمدد العناصر المتطرفة وتسللهم إلى داخل كينيا مع ما يعنيه ذلك من زعزعة الاستقرار وضرب السياحة بعد تسجيل حوادث اختطاف مجهولة ضد سياح غربيين. وفيما لجأت كينيا إلى غلق حدودها مع الصومال لمنع تسلل المتطرفين، إلا أن ذلك كان له تداعيات مدمرة على المناطق الجنوبية للصومال المتضررة من المجاعة، وفي إطار ملاحقتها لعناصر متعاطفة مع تنظيم "الشباب" داخل كينيا قامت السلطات يوم الجمعة الماضي باعتقال طبيبين كينيين ينحدران من الأثنية الصومالية كانا يعملان في عيادة بأحد أحياء العاصمة نيروبي بتهمة الانضمام إلى تنظيم "الشباب". وقد نقلت وكالة "رويترز" أن جرحى "الشباب" كانوا يصلون إلى العيادة المذكورة لتلقي العلاج على يد الطبيبين المعتقلين، وفي حادثة أخرى أفادت وكالة "الأسوشيتد بريس" أن السلطات الكينية اعتقلت عشرة أشخاص من بينهـم الإمـام، حسن مهات عمر، ضمن عملية تعقب أنصار تنظيم "الشباب" وتضييق الخناق على تحركاتهم داخل كينيا. روبين ديكسون جنوب أفريقيا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©