الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صانعة الرجال!

16 فبراير 2007 00:03
قالوا قديما: ''عجزت النساء أن تنجب مثل خالد بن الوليد''، ولم يقولوا عجز الآباء أو الرجال أن يربوا أو يدربوا أبناءهم ليصبحوا مثل خالد بن الوليد، فالمرأة هي العنصر النابض الفعال في المجتمع هي من يؤثر في مسار المجتمع بأسره، ويقال: ''المرأة نصف المجتمع'' ليس هذا فحسب بل هي مربيته ومعدته· فإذا رأيت نساء مؤمنات مثقفات محتشمات ذوات خلق وأدب، فاعلم أن مجتمعهن مجتمع طيب متقدم متطور، وإن رأيت عكس ذلك فلا تظن أن هذا المجتمع مجتمع صالح، المرأة كالأرض الصالحة للزراعة·· إن صلحت صلح نباتها وإن فسدت فسد نباتها· وهي على مر العصور صانعة الرجال ودافعتهم للتقدم والرقي، فـ ''وراء كل رجل عظيم امرأة''· وأزيد فأقول: ''وفوق رأس كل رجل عظيم امرأة''، إنها أمه التي حملته تسعة أشهر وأرضعته حولين كاملين، وسهرت على راحته وقامت بتربيته التربية السليمة الصحيحة لتسلم المهمة لزوجته التي تدفعه للتقدم والإبداع في الحياة· ولكن·· بعض النساء اليوم، وللأسف، لم يقدرن حق التقدير دورهن الفعال في بناء المجتمع، وتحولن من وظيفة البناء لوظيفة الهدم، ولسان حالها يقول: ''أريد أن أكون عضوة فاعلة في بناء المجتمع''، فانسلت من بناء المجتمع لأمور، تقول، إنها تبني المجتمع اقتصاديا وسياسيا وثقافيا، ولكن·· كل هذا بناء يسير تكميلي وليس أساسيا، كيف لمجتمع أن يبنى سياسيا وثقافيا واقتصاديا وحتى عسكريا وهو مبني بناء هشا أو غير مبني من الأساس، فكثير من النساء ''استقلن'' من بناء المجتمع (البناء الاساسي) وأوكلن المهمة للخادمة، فأصبحت الخادمة هي المسؤولة عن بناء الأسر وتربيتها، فأصبحنا نرى الطفل الصغير إذا بحث عن صدر حنون يواسيه ويحل مشاكله لا يجد سوى الخادمة، وحتى إذا بكى نراه يهرول للخادمة، أصبحت الخادمة هي الأم بالنسبة له· قد أكون مبالغا ولكن هذا حال بعض الأسر، حيث انشغلت الأم عن تربية أبنائها لأمور ثانوية لا تفيدها ولا تفيد حتى أبنائها، إلا بقدر يسير· الخادمة عندما توكل اليها مهمة تربية الأبناء فهي لا تهتم سوى بمأكلهم ومشربهم وملبسهم، ولو لاحظت أن أحد الأبناء تغير سلوكه أو ليس على خلق سوي، فلن تبالي به ولن يضرها إن صلح أو فسد، والغريب أن معظم النساء تخلين عن مهمتهن مقابل السفر ومراقبة آخر صيحات الموضة من مكياج وملابس وقصات شعر وكثرة الزيارات للحديث عن القيل والقال والغيبة والنميمة· يقول الشاعر: ''الأم مدرسة إذا أعددتها·· أعددت شعباً طيب الأعراق''· أنا لا أنكر دور العمل في بناء وتقدم المجتمع، ولكن أيهم أعظم وأكبر في بناء المجتمع·· إعداد الأجيال القادمة للمستقبل الإعداد الصحيح السليم، أم إهمالهم وبناء المجتمع عن طريق العمل؟ ما نسبة هذا لهذا؟ أنا لا أقول أن تترك المرأة العمل، فهناك نساء يعملن ولم يتخلين عن تربية أبنائهن وإعدادهم للمستقبل، ولكن لماذا تترك المرأة البناء الأساسي وتهتم بالبناء الثانوي؟ رقية عبدالرحمن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©