الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«الوطني» السوري يبحث الأربعاء «حكومة انتقالية»

«الوطني» السوري يبحث الأربعاء «حكومة انتقالية»
11 أكتوبر 2012
أعلن عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري المعارض من باريس أمس، أن المجلس الذي يضم غالبية أطياف المعارضة السورية في المنفى سيسعى خلال اجتماعه المقرر في الدوحة 17 أكتوبر الحالي، إلى تجديد هيئاته ثم توحيد سائر قوى المعارضة بغية تشكيل “حكومة انتقالية”. في حين كشف جمال الورد المكلف من المجلس بالعلاقات مع الجيش الحر أن المجلس الوطني ينوي الانتقال “قريبا جداً” للاستقرار في منطقة تقع تحت سيطرة المعارضة داخل سوريا، مبيناً بقوله “قريباً جداً سننتقل إلى عمق الأراضي السورية.. إنها مسألة أيام”. جاء ذلك بعيد ساعات من إعلان دمشق رفضها لاقتراح الأمين العام للأمم المتحدة تنفيذ وقف “أحادي” لإطلاق النار، قائلة إنها طلبت من أمين عام المنظمة الدولية إيفاد مبعوثين إلى الدول التي تدعم وتؤوي وتدرب وتسلح “المجموعات المسلحة”، مسمية تركيا والسعودية وقطر، وإلزامها بتوظيف نفوذها نحوهم من أجل وقف العنف قبل البت في أي ترتيبات بشأن وقف القتال. بالتوازي، كشف وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أمس، أن بلاده تتعاون مع دول الجوار السوري لمراقبة الأسلحة الكيميائية والبيولوجية السورية، معرباً عن قلق بلاده بشأن مصيرها، وقال إن قوة أميركية خاصة تعمل مع الأردن حول هذا الموضوع وأن محادثات تدور مع تركيا لذات الأمر. وسارع الأردن لنفي وجود قوات أميركية خاصة فوق أراضيه، قائلاً على لسان مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة إن “القوات الأردنية قادرة ولديها الإمكانات كافة لمواجهة أي تهديدات مستقبلية مهما كان نوعها”. وفي وقت سابق أمس، ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن الجيش الأميركي أرسل قوة خاصة إلى الأردن قوامها 150 وتتمركز على بعد 55 كيلومتراً من الحدود السورية للمساعدة على مواجهة تدفق اللاجئين السوريين، والتحضير لسيناريوهات تشمل فقدان السيطرة على الأسلحة الكيميائية. وقال رئيس المجلس الوطني المعارض عبد الباسط سيدا بعد أن تحدث أمام لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية (البرلمان) في باريس أمس، “إن المرحلة الانتقالية ستكون صعبة ونعلم ذلك. لكن الحكومة الانتقالية استحقاق ضروري ونأمل الحصول على نتائج بسرعة”. وأوضح سيدا وهو كردي تسلم رئاسة المجلس الوطني في يونيو الماضي ولن يترشح لولاية جديدة، “نحضر للاجتماع المقبل في الدوحة في 17 أكتوبر حيث سنجدد هيئات المجلس”. وأضاف “وفق النظام الداخلي للمجلس الوطني، فإن الرئيس ينتخب لمدة 3 أشهر وعليه أن يحترم مبدأ التناوب. لدي رغبة كبيرة في احترام نظامنا الداخلي ورؤية زميل آخر يتولى هذا العمل”، دون أن يوضح ما إذا كانت هناك شخصيات أخرى مرشحة. وذكر سيدا أن “أكثر من 20 كياناً سياسياً سورياً ومجموعات تركمانية وسريانية وقومية عربية، وكذلك شخصيات من المجتمع المدني” طلبوا الانضمام إلى هيئات المجلس الوطني الذي سيوسع قاعدته التمثيلية لتشمل “الشبان والنساء”. وكان العضو في المجلس الوطني لؤي الصافي صرح منذ أيام بأن “أهم نقطة” في اجتماع الدوحة ستكون “إعادة الهيكلة والتوسعة، والقصد منها خطوة أخرى باتجاه توحيد المعارضة السورية في إطار أوسع”، مشيراً إلى أن “قوى سياسية جديدة وقوى من المجتمع المدني ستنضم إلى المجلس” خلال اجتماع الدوحة. وقال سيدا أمس، “بعد هذا الاجتماع سنعقد لقاء آخر في قطر أيضاً، مع القوى الرئيسية للثورة السورية” على الأرض، مشيراً إلى “المجالس العسكرية والمجالس الثورية واللجان المحلية”. وما زالت المعارضة السورية منقسمة خصوصاً بين مجموعات الداخل ومجموعات الخارج، والمجلس الوطني الذي اعتبره المجتمع الدولي لفترة طويلة بمثابة “ممثل شرعي”، يلقى صعوبة في توحيد المعارضة وفرض مصداقيته. وعندما سئل عن إمكانية انتقال المجلس الوطني في فترة قصيرة إلى سوريا، أجاب سيدا الذي قام بزيارة خاطفة الاثنين الماضي إلى منطقة سورية قرب الحدود التركية، “إنه طموحنا. لدينا الرغبة في الاستقرار بسوريا”، مضيفا “لكننا بحاجة لحماية من القصف الجوي” للقوات النظامية. ولكن عضو المجلس الوطني جمال الورد المكلف بالعلاقات مع الجيش الحر قال إن المجلس ينوي الانتقال قريباً جداً إلى سوريا للاستقرار في منطقة تقع تحت سيطرة المعارضة. وقال الورد “قريباً جداً سننتقل إلى عمق الأراضي السورية. إنها مسألة أيام”، في حين أشار مصدر في المجلس إلى أن المباحثات حول الانتقال إلى سوريا “جارية منذ شهر”. وفي حديثه عن الحل الذي اقترحته تركيا لفترة انتقالية بقيادة نائب الرئيس الحالي فاروق الشرع، أكد سيدا ضرورة ايجاد “شخصية توافقية ملتزمة بمبادئ الثورة” لقيادة المرحلة الانتقالية. وقال “لن نكرر تجربة اجتثاث البعث التي فشلت في العراق” في إشارة إلى عمليات التطهير الكثيفة في الجيش والإدارة العراقيين، بعد الاجتياح الأميركي وسقوط الرئيس الراحل صدام حسين في 2003. وأضاف “حزب البعث الحاكم في سوريا سيتمكن بصفته هذه من مواصلة حياته كحزب. المسؤولون عن الجرائم والتجاوزات سيحاكمون، لكن لن تكون هناك سياسة ثأرية، لا يجوز أن ننظف الدم بالدم”. وعن الجماعات المتطرفة التي تقاتل النظام السوري، قال سيدا إنه لا يوجد “مكان للمجموعات المتطرفة في المجتمع السوري” الذي يتميز كما قال بـ”التسامح والتعايش” بين الطوائف. وكان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون أوروبا فيليب جوردن أكد أمس الأول، في مقابلة مع صحيفة “لوموند” الفرنسية أن واشنطن تعتبر أنه “من السابق لأوانه” الاعتراف بحكومة مؤقتة تشكلها المعارضة السورية قبل أن “تنظم صفوفها”. وأثناء زيارته الأولى للأراضي السورية برفقة عدد من أعضاء المجلس وقادة من الجيش الحر، تفقد سيدا مستشفى وسجناً يعتقل فيه جنود سوريون. وفي دمشق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية جهاد مقدسي في بيان أمس، إن بلاده طلبت من بان كي مون إيفاد مبعوثين إلى “الدول التي تمول وتؤوي وتدرب وتسلح هذه المجموعات المسلحة، لكي تبدي هذه الدول التزاماً بوقف هذه الأعمال باعتبار أن هذه الدول هي دول مؤثرة على الجماعات المسلحة”. كما طلبت أن “توظف هذه الدول نفوذها من أجل وقف العنف من الجانب الآخر”، مسمياً السعودية وقطر وتركيا. وأضاف “بعد ذلك، يتم إعلام الجانب السوري بنتائج مساعي الأمين العام للأمم المتحدة ليعرض الأمر على القيادة لاتخاذ وبحث الترتيبات اللازمة”. وكان مقدسي يعلق على دعوة بان كي مون للنظام السوري إلى تطبيق وقف أحادي لإطلاق النار. إلا أن مقدسي أكد أن “تصريح الأمين العام مجتزأ ويتضمن نصف الحقيقة فقط” لما جرى في اجتماع ضم كي مون ومسؤولين سوريين في نيويورك مؤخراً. وذكر مقدسي أن الحكومة السورية التزمت مرتين بوقف لإطلاق النار، “الأولى كانت خلال عمل بعثة المراقبين العرب بقيادة الفريق الدابي، والمرة الثانية كانت سارية بتاريخ 12 أبريل خلال بعثة مراقبي الأمم المتحدة”، بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار بقي حبراً على ورق. وأضاف “في المرتين قامت المجموعات المسلحة باستغلال التزام الحكومة السورية، فوسعت من انتشارها المسلح في بعض المناطق وتضاعفت الخسائر البشرية بين مدنيين وعسكريين جراء العمليات الإرهابية التي نفذتها هذه المجموعات”. وأضاف بيان الخارجية “اتفقنا مع الأمين العام على مبدأ أن التهدئة هدفها ترتيب الأجواء للحوار السياسي المنشود، وليس لضرب استقرار سوريا واستغلال التزام الدولة”.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©