الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

سياسة الطاقة اليابانية (1-2)

16 فبراير 2007 23:41
بقلم: راشد خلفان المزروعي خطة الحكومة اليابانية في مجال استهلاك الطاقة في العقدين القادمين تبرز مدى قلق اليابانيين من تكرار ''صدمات النفط''، التي تعود بذاكرتهم إلى عامي 1973 و،1979 حيث قد لا يصمد الاقتصاد الياباني هذه المرة أمام أزمة مماثلة· فاليابان تفتقر إلى معظم موارد الطاقة التقليدية، ويعتمد الاقتصاد الوطني بشكل شبه كلي على الطاقة المستوردة لدفع عجلة النمو· وتتلخص الخطة في ثلاثة محاور رئيسة: أولها خفض اعتماد البلاد على النفط إلى 40% فقط بحلول ،2030 ثانيا البتّ في بناء جيل جديد من منشآت توليد الطاقة الذرية، وأخيرا خلق وتشجيع شركات نفط يابانية قادرة على منافسة الشركات الغربية النفطية العملاقة، وأيضا الشركات الصينية- التي بسبب الطفرة التي تشهدها الصين مؤخرا- أصبحت تلعب دورا مؤثرا الاقتصاد العالمي، ربما لا يعنينا المحوران الأول والثاني بشكل كبير، لكن ما أود الاشارة إليه هو المحور الثالث، وكيفية الاستفادة منه في دولة الإمارات· بداية، هناك نوعان من الشركات اليابانية، النوع الأول هو من طراز تويوتا ومتسوبيشي وكوبوتا، والتي تتمتع بنجاح كبير في مجال عملها، وتنافس بشكل قوي على الصعيد العالمي، حتى إن شركة تويوتا أصبحت- أوستصبح- الأكثر بيعا للسيارات في الولايات المتحدة، متخطية بذلك الشركات الأميركية نفسها، أما النوع الثاني من الشركات اليابانية، فهي تلك التي أصابها داء البيروقراطية والعمل بشكل وزاري وأُنهكت بالفضائح الأخلاقية والمالية· لذا لم تحسن استغلال مواردها ولا الدفع بنفسها إلى آفاق جديدة، ويعود ذلك إلى القيود والقوانين التي فرضتها الدولة على المنافسة والتسعير· ولذلك فإن الفئة الأخيرة من الشركات، وخاصة بعد أن بدأت الحكومة اليابانية بتحرير شيء من نشاطاتها، بدأت تتخذ خطوات مبدئية في الدخول إلى حلبة التنافس على الصعيد الدولي· وأحب أن أشير إلى أن معظم الشركات النفطية اليابانية إما أن تكون أُنِشئت من قبل الدولة، أو أن الدولة تساهم بجزء كبير من رأسمالها، لذا فهي تندرج ضمن الفئة الثانية من تصنيف الشركات اليابانية، حيث يمثل هذا التدخل الحكومي إلى وقت قريب العائق الرئيس للابتكار، وحسن إدارة الموارد، مما جعل هذه الشركات لا تقوى على النهوض بشكل تجاري، ومنافسة الشركات الكبرى الغربية أمثال شيل وتوتال· وكانت أول خطة تصحيحية هي تشجيع الحكومة على دمج شركتي الطاقة (انبكس) وشركة (نفط اليابان)، وهذه السنة ستدمج الشركة العملاقة الجديدة مع شركة نفط (تكيكو)، لتنتج بذلك نحو 370,000 برميل من النفط يوميا، وهذا الحجم من الإنتاج مازال أقل بكثير عن الشركات الغربية وحتى الصينية، ولكن يأمل خبراء النفط اليابانيون أن تكون خطوة في الطريق الصحيح· وهدف الحكومة اليابانية من خلق هذه الشركات يقع ضمن خطة أخرى تفضيلية تهدف الى أن تستورد اليابان 40% من احتياجاتها النفطية من حقول يشرف أويشارك في الإشراف عليها شركات يابانية بحلول العام ،2030 وتماشيا مع ذلك فإن الشركات اليابانية حصلت مؤخرا على عقود جديدة في كل من إيران وليبيا· وهذا ما جعلني أفكر، إذا كان اليابانيون يضعون في أولوياتهم أن تكون شركاتهم مساهمة في إنتاج النفط ليضمنوا لبلادهم سيلا متدفقا ومستمرا من الطاقة، فإننا يجب أن نعمل كذلك جديا في تنويع مصادر إنتاجنا وتسويقنا من النفط والغاز ''وللحديث بقية''· خبير نفطي- اليابان ralmazrouei@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©