الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأرقام تنصف قيادة المرأة وتنفي التشكيك في مهارتها

الأرقام تنصف قيادة المرأة وتنفي التشكيك في مهارتها
22 أكتوبر 2013 20:36
إذا حصل وتعطلت حركة المرور نتيجة حادث في الشارع العام، يقفز لذهن الرجل أن المتسبب في ذلك امرأة، وإذا صادف أحدهم سيارة تميل يميناً وشمالاً أمامه في الطريق؛ يقول قيادة «حريم»، أما إذا تأخرت إحدى المركبات في الخروج من أحد المواقف العامة المخصص لها فيكون شبه مؤكد أن سيدة خلف المقود، وقد يظن بعض الرجال أن النساء عموما أقل حرفية، وأقل تميزاً فيما يتعلق بفن القيادة، وهكذا تلقى التهم على المرأة، ويقال إنها أقل مهارة من الرجل في هذا المجال، بينما تؤكد دراسات وأرقام عالمية أن المرأة أكثر حرصاً من الرجل في قيادة السيارة، ولا تخرج عن هذه القاعدة قيادة المرأة في الإمارات، حيث تبين أن المرأة أقل ارتكاباً لحوادث السير من الرجل حتى الربع الثالث من العام الجاري. لكبيرة التونسي (أبوظبي) - على الرغم من تأكيدات أرقام وإحصاءات كسرت قاعدة أن الرجل أفضل من المرأة في القيادة؛ إلا أن بعض الرجال ظلوا على حالهم، مصرين على رفض قيادة المرأة. ويعتبر بعض الأزواج الركوب إلى جانب زوجته، وهي تقود، مخاطرة بنفسه وبأرواح من معه، مفضلين تسلمهم زمام القيادة حتى لو كانت لمسافات بعيدة درءاً للخطر. رفض قاطع الكثير من الأزواج لا يحبون قيادتها، بل يرفضون الجلوس إلى جانبها، وهي خلف المقود، إلى ذلك، قال عبد المجيد علي إنه يسمح لزوجته بقيادة سيارتها بمفردها، لكنه يظل مشغول البال طوال فترة خروجها من المنزل، وهي تصطحب الأطفال معها للمدرسة أو للتسوق أو النزهات، بينما قال إنه يرفض رفضاً قاطعاً الركوب إلى جانبها أثناء قيادتها. وأوضح «أفضل استقلال سيارة أجرة على الركوب مع زوجتي، لأنني لا أثق في قيادتها، وأخاف من ارتكابها لبعض الهفوات في الشارع، وإذا حصل وقادت وأنا إلى جانبها سأظل أطاردها بتخوفي، وأوجه لها الانتقادات، وهذا يجعلني أنوب عنها في القيادة ولو في سيارتها». وأيد سيف أحمد رأي عبد المجيد. وقال «زوجتي تملك سيارة، وأشجعها لتستقل بنفسها، لكن يصعب علي جداً الجلوس إلى جانبها أو تسليمها المقود، حيث لا تغفل لي عين أبداً، ما يجعلني متوتراً طوال الرحلة ولو لمسافة قصيرة، ومن خلال تجاربي فإنه يصعب عليها ركن السيارة بالشكل الصحيح، كما أنها تسير بسرعة تجعلها عرضة للخطر في الشارع، لهذا أتجاوز كل هذه الأمور بأن أتولى أنا القيادة». وإذا كان هذا رأي بعض الرجال فإن للنساء رأياً آخر، قالت ليلى شرف «من بداية قيادتي إلى اليوم لم أرتكب أي حادث، بينما كل المخالفات المسجلة باسمي هي من ارتكاب زوجي، أما المشكلات التي أعانيها أثناء القيادة هي عدم التزام الرجال أنفسهم بالتعليمات الصحيحة، وقواعد المرور، كما يزعجني عدم تقيد الآخرين بالأولويات، مثلاً عدم احترام البعض عند الخروج من الشارع الفرعي». كما تعتبر ليلى أن المشاة والدراجات من أهم ما يخلق لها قلقاً خلال القيادة، ولم تنكر ليلى الصعوبات التي تواجهها أثناء ركن السيارة إلى اليوم، ومع ذلك تعتبر قيادتها نظيفة وآمنة. حكم الأرقام تعليقاً على هذا الموضوع، قال رئيس قسم العلاقات العامة بمديرية المرور والدوريات بشرطة أبوظبي المقدم جمال سالم العامري إن الواقع يؤكد أن قيادة المرأة أهدأ من قيادة الرجل من جهة عدم ارتكابها للحوادث، لافتاً إلى أن هذه الملاحظات جاءت بناء على مشاهدة دخولها للدوار، وكذا الانعطاف إلى اليمين، وركن المركبة في المواقف العامة. وأوضح أن ذلك ينعكس على عدم ارتكابها للحوادث المميتة والخطيرة، لافتاً إلى أنهن يتقيدن بالسرعة المقررة على الطرق. وعزا ذلك إلى طبيعتها وحرصها على احترام قواعد المرور. وأوضح أن ذلك يدخل في طبيعة المرأة، كونها تتميز بالرزانة وعدم التهور، مشيراً إلى أن ذلك ليس مرده الخوف، لأن هذا المبدأ تم كسره بحصولها على رخصة القيادة، إلا أنه عائد لحرصها دائماً على سلامتها وسلامة من معها. وعن تجربة قيادة المرأة في الإمارات، قال العامري إن «المرأة في بلدنا أثبتت جدارتها واقتدارها في هذا المجال، وهي تشكر عليه، لأن جرأتها في اقتحام القيادة جعلها تخفف العبء على الرجل، وتتحمل مسؤوليات كثيرة إلى جانبه، حيث تساعد في جلب أغراض البيت، وتوصيل الأطفال للمدرسة، والذهاب للمستشفى والتحرك في حالة الطوارئ، وغيرها من الأمور التي تستدعي التنقل عبر مركبة. وتعزيزاً لما أكده العامري من أن المرأة أقل ارتكاباً لحوادث السير من الرجل، قدم إحصاءات تفيد بأن هناك 157 حادثاً مروريا ارتكبتها النساء من بداية 1 يناير إلى 30 سبتمبر، بينما تسبب الرجال بوقع أكثر من 1377 حادثاً خلال الفترة نفسها. ثقة مطلقة قال مصطفى سعيد: «كانت زوجتي في البداية ترتكب العديد من الأخطاء كتأخرها في الخروج من المواقف، وكذلك من الشارع الفرعي للشارع العام، وقيادتها بسرعة بطيئة في الشارع العام، لا تتجاوز 60 كلم في الساعة أحياناً، وظلت هكذا إلى أن أصبحت اليوم توكل لها مهام توصيل الأولاد للمدرسة، بالإضافة إلى قضاء الحاجيات من الأسواق». ويوافق هذا الرأي هشام أبو محمد، الذي عاش تجربة محرجة مع زوجته، حيث يؤكد أنه يخاف من قيادة السيارة نتيجة حادث ارتكبه بداية عهده بالقيادة، مما جعله يعدل نهائياً عن ذلك، وتحت إصرار زوجته أصبحت هي من تقوم بالمهمة، وفي ليلة صادفت يوم مخاضها، حيث كانت حاملاً في الشهر التاسع، لم يعرف هشام كيف يقلها للمستشفى، وأصرت زوجته على التوجه بسيارتها إلى أقرب عيادة، وبعد اجتيازها للإشارة الأولى بعد بيتها كان المخاض في نهايته، وكادت تلد داخل السيارة، مرت الأمور بسلام، وعلى الرغم من هذا الحادث لم يغير هشام رأيه في الموضوع، بل ظل يثق في قيادة زوجته التي أصبحت خبيرة في ذلك، بل تقطع الخطوط الطويلة بكل تأنٍ، موضحاً أنها لم ترتكب حادثاً في حياتها. قبل الرخصة وبعدها كشفت دراسة أن نساء بريطانيا أسوأ من الرجال في اختبار قيادة السيارة، لكنهن أكثر أماناً منهم على المدى الطويل عند قيادة سياراتهن في الطرقات. وأظهرت دراسة وكالة معايير القيادة، التي نشرتها صحيفة «ديلي ميل»، أن النساء ارتكبن 211 ألف خطأ أكثر من الرجال خلال اختبارات قيادة السيارة في العام الماضي. وقالت إن عدد الأخطاء التي ارتكبتها البريطانيات خلال اختبارات قيادة السيارة بلغت 857 ألف خطأً، بالمقارنة مع 646 ألف خطأ ارتكبها الرجال البريطانيون. ووجدت الدراسة أن نساء بريطانيا هن أكثر احتمالاً من رجالها للرسوب في اختبار قيادة السيارة جرّاء ارتكابهن أخطاء أكثر في امتحان إيقاف السيارة في وضع الرجوع إلى الخلف، وتوجيه وتغيير سرعة السيارة. وأضافت أن البريطانيين كانوا أكثر ارتكاباً للأخطاء من البريطانيات في امتحان السرعة، في حين ارتكب كلا الجنسين أخطاء في اكتشاف المخاطر في تقاطعات الطرق، والتحقق من وضعيات المرايا الخلفية في سيارات الاختبار. وأشارت الدراسة إلى أن نساء بريطانيا يصبحن أفضل من رجالها في قيادة السيارة بمجرّد حصولهن على القليل من الخبرة، ويصبحن أيضاً أكثر أماناً وبنسبة 20% من السائقين الرجال بعد اجتياز اختبار قيادة السيارة. قيادة النساء في ألمانيا أثبتت دراسة نشرت نتائجها في مدينة شتوتجارت الألمانية أن الجنس الناعم يتميز بقوة شديدة على عجلة القيادة. وكشفت الدراسة التي أجراها نادي سيارات أوروبا (إيه سي إي) بمناسبة اليوم العالمي للمرأة أن نسبة الحوادث التي تتسبب النساء فيها وتنتهي بإصابات أقل من الرجال. ووفقا للدراسة فإن أفضل النساء في القيادة هن سكان ولاية براندنبورج، حيث يبلغ متوسط الحوادث التي تتسبب فيها النساء في الولاية نحو 187 حادثاً لكل 100 ألف امرأة من السكان. ولكن حتى أسوأ نسبة في جودة القيادة للنساء كانت أفضل من الرجال، حيث إن «الجنس الخشن» يتسبب وفقاً للدراسة في نحو 413 حادثاً في المتوسط، وهي نسبة تزيد بمقدار الضعف تقريباً عن المرأة. وأوضحت الدراسة أن عام 2008 شهد في ألمانيا ما يزيد على 320 ألف حادث سير، أدت إلى وجود مصاب واحد أو أكثر. وكان الرجل هو صاحب نسبة نحو الثلثين من هذه الحوادث.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©