في الوقت الذي تمكنت به الكثير من الشركات العالمية مختلفة الجنسيات المنتجة للهواتف الذكية من إنتاج أجهزة قادرة على الصمود أسفل الماء، بالإضافة إلى قدرتها العالية لمقاومة الأوساخ والأتربة، تفتخر الشركات اليابانية وتتسابق فيما بينها لإنتاج كمبيوترات لوحية قادرة هي الأخرى على الصمود أسفل الماء، بالإضافة إلى إعطاء بعضها لمستخدميها القدرة الكاملة للتعامل مع الجهاز بشكل كامل، بما في ذلك تصوير الفيديو والصور الفوتوغرافية وإعادة الشحن لاسلكياً.
يحيى أبوسالم (دبي) - رغم أن شركة سوني اليابانية ذات الخبرة الطويلة تعتبر الأشهر في إنتاج الأجهزة الذكية المقاومة للماء، والقادرة على إتمام الكثير من الوظائف والإمكانيات أسفل الماء، إلا أنه لا يمكن التقليل من المنافسين اليابانيين الآخرين، وعلى رأسهم شركة توشيبا التي تمكنت منذ عام من إنتاج أول كمبيوتر لوحي «تجريبي» في العالم قادر على إعادة الشحن لاسلكياً عبر تقنية الاتصال قريب المدى NFC وذلك أسفل الماء.
مروحة التبريد
المنافس الثالث في السوق الياباني الذي لا يمكن تجاهله أو المرور مرور الكرام أمام منتجاته الذكية، هو شركة فيوجيتسو، التي لاقت من إهمال المستهلكين والمستخدمين للتقنيات الذكية والحديثة لها ولمنتجاتها التكنولوجية المختلفة ما لاقته، رغم ما تمتاز به أجهزتها الذكية من هواتف وكمبيوترات لوحية من ميزات ومواصفات تتفوق على الكثير من منافسيها من نفس الفئة.
الشركة اليابانية جاءت بفكرة رغم أنها ليست جديدة تماماً، إلا أنها تعتبر هي الشركة الأولى في العالم التي تستخدمها، حيث قامت فيوجيتسو بإنتاج كمبيوتر لوحي قادر على غرار كمبيوترات سوني وتوشيبا من الصمود في الماء والقيام بالكثير من الوظائف خلال ذلك. إلا أن ما يميز كمبيوتر فيوجيتسو اللوحي الجديد هو تزويده بمروحة داخلية تقوم بوظيفة طرد الحرارة عن الجهاز، مما يبقيه بارداً، وتحافظ بالتالي قطعة التقنية الداخلية على أدائها العالي حتى مع ضغط المستخدم واستخدامه المتواصل للجهاز.
درجة الحرارة العالية
إحدى أهم المشاكل التي تواجه مستخدمي الأجهزة الذكية وحتى غير الذكية اليوم، خصوصاً مستخدمي الأجهزة من كمبيوترات محمولة ولوحية التي تعمل بمعالجات إنتل المركزية، هو ارتفاع درجات حرارتها، مما يتطلب تقنيات معينة لتبريد هذه المعالجات، والحد من وصولها إلى درجات حرارة قصوى تؤدي بالتالي إلى تلفها أو تلف الجهاز برمته.
وهو الأمر الذي تنبهت إليه شركة فيوجيتسو في كمبيوترها اللوحي الجديد، وعلى عكس الكمبيوترات اللوحية الأخرى العاملة بمعالجات إنتل المركزية، فتم تزويد كمبيوتر فيوجيتسو الذي يعمل بالجيل الرابع لمعالج إنتل كور آي 5 من نوع 4200 يو وبسرعة تصل إلى 1,6 جيجاهيرتز، بمروحة داخلية صغيرة الحجم قادرة بحسب الشركة المصنعة على تبريد الحرارة التي تتولد داخل الكمبيوتر اللوحي جراء العمل عليه، وذلك بصورة أسرع بكثير من الكمبيوترات اللوحية التي لا تحتوي مثل هذه المروحة، مما يضمن عمل قطع الكمبيوتر اللوحي بسلاسة وأداء عالٍ، بسبب عمل المروحة التي تضمن عدم ارتفاع درجة حرارة القطع الداخلية.
تبريد الهواء والماء
الكمبيوتر اللوحي الياباني الجديد الذي سيحمل الاسم التجاري (آروو QH77/M) والذي يتوقع أن يرى النور خلال شهر نوفمبر القادم، جمع ما بين أفضل تقنيات التبريد وتبريد الحرارة عن قطع الجهاز الداخلية. ومثلما هنالك تبريد في الكمبيوترات المكتبية المخصصة للألعاب عن طريق المراوح التي تشفط الحرارة إلى الخارج، أو توجه الهواء البارد إلى بعض القطع التقنية، فهنالك أيضاً تبريد عبر الماء لمثل هذه الأجهزة، وذلك لضمان أقصى درجات التبريد لهذه القطع وضمان عدم ارتفاع درجات حرارتها مهما كان ضغط العمل عليها مرتفعاً.
وهي ذات الفكرة التي سيأتي بها كمبيوتر فيوجيتسو الجديد، حيث أكدت الشركة اليابانية، أن كمبيوترها اللوحي سيعمل بنفس طريقتي التبريد في كمبيوترات الألعاب، وفي الوضع الطبيعي ستعمل المروحة الهوائية الداخلية في الكمبيوتر بشكل مستمر وعند ارتفاع درجة حرارة المعالج المركزي في الجهاز، مما سيساعد على تبريد الحرارة الداخلية، وبالتالي تخفيض درجة حرارة المعالج المركزي، مما يؤدي إلى عمله بسلاسة وأداء أفضل.
وبما أن الكمبيوتر اللوحي قادر على الصمود داخل الماء، وسيتمكن المستخدم من استخدامه أسفل الماء بدون مشاكل، فستقوم المروحة الداخلية الذكية في الجهاز بالتوقف مباشرة عن العمل بمجرد دخول الجهاز أسفل الماء، لتترك عملية تبريد المعالج المركزي وقطع الجهاز الداخلية للمياه التي تقوم بدورها من تبريد حرارة الجهاز بشكل عام وقطعه الداخلية.
2 في واحد
يمكن تصنيف كمبيوتر فيوجيتسو على أنه ضمن فئة الكمبيوترات الهجينة، حيث إنه يحتوي على لوحة مفاتيح كاملة تجعل منه، وبفضل شاشته الكبيرة التي تصل إلى 12,5 إنش من نوع إل سي دي، كمبيوتر محمول تقليدي، وبفضل الخيارات الثلاثة التي يوفرها الكمبيوتر (العمل بسهولة، الطباعة وتصفح الإنترنت والتحول إلى كمبيوتر مكتبي بمواصفات عالية)، وبفضل عمله بالنسخة الأخيرة من نظام التشغيل ويندوز 8، تمكن هذا الكمبيوتر من جمع 3 أجهزة بوظائفها المختلفة في جهاز واحد، ومن خلاله سيصبح لديك كمبيوتر لوحي قادر على الصمود أسفل الماء، أو كمبيوتر محمول خفيف الوزن يلبي كل أوامرك، أو كمبيوتر مكتبي عالي الأداء وذي مواصفات تقنية وفنية متميزة.
شكوك وقلق
رغم أن فكرة الكمبيوتر اللوحي المتحول «الهجين» الذي جاءت بها اليابانية فيوجيتسو، ليست بالجديدة في عالم الكمبيوترات من هذه الفئة، إلا أن تزويد الكمبيوتر بمروحة هوائية قادرة على تبريد الحرارة بشكل كبير والحفاظ على درجة الحرارة في مستوياتها الدنيا، تعتبر الميزة التي يجب الوقوف عندها والإشادة بها، وخصوصاً مع معالجات إنتل المركزية التي تتطلب نظام تبريد معين، ونظام التشغيل ويندوز الذي يتطلب جهداً أكبر للمعالج المركزي للتعامل معه بكفاءة، مما يؤدي إلى ارتفاع درجات حرارة الأخير. ورغم هذه الخطوة الرائدة في عالم التكنولوجيا الذكية، إلا أن شركة فيوجيتسو اليابانية ورغم اختباراتها العديدة لكمبيوترها الجديد ومروحته الذكية، ما زالت غير متأكدة 100 بالمائة من فاعلية هذه المروحة وأدائها بالشكل الصحيح، مما قد يفتح المجال أمام شركات تكنولوجية عالمية أخرى لتأتي بأفكار شبية وعملية قادرة على الحفاظ على حرارة الأجهزة الذكية في مستوياتها الدنيا، بغض النظر عن مستوى ضغط العمل على هذه الأجهزة.
حجم الشاشة
حجم شاشة الكمبيوتر الياباني الجديد أعطته ميزة ليست متوفرة بالكثير من الكمبيوترات اللوحية، فبحجم ورقة A4 يمكنك مشاهدة الأفلام وتصفح الإنترنت بطريقة أفضل مما لو كانت الشاشة صغيرة، كما أن هذا الحجم يعتبر مثالياً لإخفاء الكمبيوتر في حقائب اليد أو بين حقيبة الملفات الخاصة بالمستخدم، وخصوصاً عند فصل لوحة المفاتيح الكاملة عن الشاشة. وتم تزويد الشاشة بقلم إلكتروني خاص بها، تجعل المستخدم قادراً على القيام بكل الأوامر والوظائف وحتى الرسم من خلال هذا القلم، والذي جاءت بفكرته الأمريكية مايكروسفت بالماضي وطورته الكورية سامسونج في الحاضر.
عدد اليوم
