الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
صحة

تقنيات علاجية جديدة لمحاربة السرطان

تقنيات علاجية جديدة لمحاربة السرطان
6 نوفمبر 2014 18:27
ظهرت في السنوات الأخيرة، تقنيات علاجية جديدة لمحاربة أمراض السرطان بينها أدوية تنتمي إلى طب النانو وتقنيات جراحية أكثر دقة في أهدافها بفضل الليزر أو الموجات فوق الصوتية المركزة. ذلك ما أكده أخصائيون خلال مؤتمر لهم في أكاديمية الجراحة في العاصمة الفرنسية باريس. ولفترة طويلة، كانت العلاجات الوحيدة المتوافرة هي الجراحة والعلاج الكيميائي أو بالأشعة. لكن منذ سنوات عدة، ظهرت ابتكارات واعدة من بينها أدوية طب النانو، وهي كبسولات صغيرة للغاية (واحد من المليار من المتر) -- أي أصغر بـ70 مرة من الكريات الحمراء -- قادرة على نقل جزيء نشط إلى المكان المحدد حيث يمكن أن تكون مفيدة، مع تحييد الأجزاء الأخرى من الجسم. وأوضح البروفسور باتريك كوفرور المتخصص في الصيدلة الحيوية الرائد في تطوير هذه العقاقير الصغيرة أن "هذا يسمح بتفادي الآثار الجانبية الكبيرة عادة التي نلاحظها في العلاجات الكيميائية التقليدية". وبات حوالى عشرة أدوية من عائلة طب النانو موجودة في الأسواق وتستخدم أكثريتها في معالجة السرطان: هذه الحال خصوصا مع "دوكسيل" أو "كايليكس" (دوكسوروبيسين) وهما نوعان من الأدوية يستخدمان في معالجة سرطاني الثدي والمبيض في مرحلة متقدمة. كذلك يتم التحضير حاليا لإجراء تجرية سريرية من المرحلة الثالثة في 40 مستشفى أوروبيا وأميركيا لتقييم أثر مادة دوكسوروبيسين الموضوعة ضمن كبسولات أدوية من طب النانو على سرطانات الكبد المقاوم للعلاج الكيميائي. وبحسب نتائج أولية ذكرها البروفسور كوفرور، فإن فترة الـ18 شهرا لبقاء المرضى على قيد الحياة ستتضاعف. وبفضل التحسين المستمر لتقنيات التصوير خلال السنوات الأخيرة، يمكن لمرضى السرطان الاستفادة أيضا من علاجات يشارك فيها أخصائيون في علم الأشعة. وبحسب افشين غانغي الأخصائية في الأشعة التدخلية في ستراسبورج شرق فرنسا، فإن هذه التقنيات الجديدة توفر "الطريق الأقصر إلى الورم" بهدف تدميره بالطريقة الأفضل من دون اللجوء بالضرورة إلى الجراحات التقليدية. ويمكن تاليا استبدال هذه الجراحات بتقنيات الاستئصال الحرارية خصوصا عن طريق استخدام الترددات الرادوية والليزر والموجات الصغرى والعلاج بالتبريد أو الموجات فوق الصوتية المركزة (يتم فيها تركيز الطاقة الصوتية على الهدف لتدميره). وقد تسمح هذه التقنيات المستخدمة بشكل أساسي حاليا في معالجة أمراض الكلى والكبد والبروستات، بالتصدي لأمراض في أعضاء أخرى في البطن لكن أيضا لأمراض الثدي، بحسب غانغي. وبحسب البير جوليه المتخصص في طب المسالك البولية في مستشفى ليون في الوسط الشرقي لفرنسا، العلاج المركز للبروستات يمثل بديلا جيدا بالنسبة للسرطانات المتوسطة القوة. وقبل سنوات قليلة، العلاج التقليدي كان الاستئصال الجراحي الكامل للبروستات، مع ما يرافق ذلك من تبعات غير حميدة (تسرب البول ومشاكل جنسية). أما مع العلاج المركز، فيتم تقليص المخاطر على الصعيدين البولي والجنسي، بحسب جوليه الذي أقر مع ذلك بأنه لا يملك سوى نتائج على المدى القصير. وأضاف أن دراسة فرنسية ستنطلق في 2015 لتقييم أكثر دقة للعلاجات من سرطان البروستات بالموجات فوق الصوتية المركزة. والفائدة الأخرى من هذه التقنيات هي أنها لا تستثني اللجوء في وقت لاحق إلى علاجات تقليدية -- جراحات أو أشعة -- إذا ما أصبح السرطان أكثر هجومية. وأشار جوليه إلى أن ما يقارب 20 % من سرطانات البروستات قد تكون معنية في المستقبل بهذه العلاجات. كذلك ثمة ابتكار آخر من شأنه تحسين فرص البقاء على قيد الحياة لبعض المرضى المصابين بسرطان المعدة أو القولون، قائم على المزج بين الجراحة والعلاج الكيميائي السائل في تجويف البطن على حرارة بين 42 و43 درجة مئوية. وأوضح اوليفييه غليهين أحد الأخصائيين في هذه التقنية في مستشفى "ليون سود" أن هذه التقنية مستخدمة من سنوات عدة في فرنسا على مرضى لديهم انبثاث على مستوى غشاء الصفاق، مع معدل للاستمرار على قيد الحياة لخمس سنوات نسبته 16 % مقابل 0 % لدى المرضى الذين لم يستفيدوا من هذه التقنية.
المصدر: باريس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©