أثاث ندى دبس.. معاصر يعبق برائحة التراث

(أبوظبي - الاتحاد) لمع اسم ندى دبس في التصميم المعماري والداخلي وابتكار الأكسسوارات. وقد تأثرت مصادر إلهامها بنشأتها في اليابان، ثم دراستها في الولايات المتحدة، حيث ركزت في أسلوبها على البساطة اليابانية وعززته بفن الأرابيسك العربي. وتحتفي تصاميم دبس بالبراعة الحِرفية الشرقية. وتقول: «صحيح أنني أستوحي من الحِرف الكائنة في هذه المنطقة، إلاّ أنّني أحب استخدامها بطرق مختلفة بهدف توسيع حدود الفكر التقليدي، وأنا مصمّمة معاصرة، ولا أتجاهل الإرث الحضاري لمنطقتنا العربية». وتتجلى نزعة دبس إلى البساطة في إعادة صياغة الزخارف التقليدية للأثاث، فتجمع تصاميمها الراقية بين أنماط زخرفية مختلفة لابتكار قطع تنمّ عن ذوق رفيع. وتتسم إبداعات دبس ببصمة فريدة تتمثل في استخدامها مزيجاً من المواد مثل لحاء الأصداف لتزيين الطاولات والخزائن، والبرسبيكس في صنع الطاولات الصغيرة التي تأخذ شكل وسائد ضمن مكعبات زجاجية، إلى جانب ارتباطها الواضح بالخشب إذ تعتمده في عديد من قطع الأثاث التي تصممها. وحول رؤيتها للتصميم الناجح؛ تقول: «يجب أن يترك التصميم الداخليّ تأثيراً على المشاعر. فمن الجميل جمع الأشياء على مرّ السنين ورؤيتها بعد ذلك موزعة في أرجاء المكان، لكنّ الأجمل هو أن تبدو مفعمة بالحياة، لا أن تظهر وكأنّها واجهة عرض، بحيث يمكن الشعور بالطاقة البشريّة تخرج منها. وهذا ما يجعلني أفضّل المنتجات الحِرفيّة التي تجسّد الطاقة البشريّة لصانع القطعة على المنتجات المصنّعة آليّاً». وتعتبر دبس أن من المهمّ جدّاً الاطّلاع على ما تمّ إنجازه في الماضي، لكنّ الأهمّ معرفة احتياجات الناس الفعليّة الراهنة، مشيرة إلى أنه يجب أن يكون التصميم عمليّاً، وألا يقتصر على مجرّد فكرة الجميلة. خلفية غنية نشأت ندى دبس، وهي لبنانية الأصل، باليابان. وبدأت مهنتها كمصممة داخلية بعد أن حازت شهادتها الجامعية من جامعة رود آيلند للتصميم في مدينة بروفيدانس الأميركية لتنشئ بعد دراستها شركتها الخاصة أولا في المملكة المتحدة ثم في لبنان تحت اسم «إيست آند إيست» (شرق وشرق) عام 2000 بعد غياب دام أربعين عاماً عن وطنها الأم.