غدا في وجهات نظر..أسبوع في السياسة

"جذور التآمر ضد الإمارات".. سلسلة تفضح خطاب "الإخوان" في كتابه "جذور التآمر ضد الإمارات"، يقدم الدكتور سالم محمد حميد قراءةً وتحليلا لنماذج مبكرة من الخطاب الإعلامي لتنظيم "الإخوان" في الإمارات، ويؤكد الجو الشعبي العام في الإمارات، والذي وقف مع قياداته في ملحمة بطولية لفظت الفكر الإخواني، كما يتناول تاريخ حركة "الإخوان" منذ تأسيسها في مصر عام 1928، وكيف أصبحت هاجساً يؤرّق أمن الكثير من الدول والمجتمعات، مؤكداً أن مبدأ اللا وطن يقف حائلاً بينهم وبين خلق تفاهمات مع بقية التيارات الوطنية والمدنية الأخرى. ويغوص الكتاب في التعريف بجماعة "الإخوان" وتعاملها مع المجتمعات والحكومات، موضحاً قابليتهم لاستخدام العنف ضد كل من يقف في طريقهم. وكما يشير إلى اختطافهم "الربيع العربي" وعدم قدرتهم على تقديم مشروع بديل، يتحدث عن فشلهم الذريع في الإمارات بسبب "انعدام المناخ الملائم لاحتضان تيار الإسلام السياسي"، مع العلم بأن أذرع تنظيم "الإخوان" الدولي إنما ظهرت في بعض الأقطار العربية عندما توفرت لها ظروف مثل غياب مشاريع التنمية والبنى التحتية، وركود الأوضاع الاقتصادية، وتردي الحالة الأمنية. وقد وجد المؤلف في منشورات مجلة "الإصلاح" ما يؤكّد تحليله لأساليب حركة "الأخوان" في الوشاية والتحريض الإعلامي، موضحاً أنها رغم ذلك لم تستطع اكتساب مشروعية رسمية أو شعبية تجيز لها ممارسة دور "هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، وهو الحلم الذي كانت ظروف وإمكانيات التيارات الدينية المتشددة آنذاك لا تسمح إلا به كأعلى سقف لطموحها، وبخاصة أن أمثالهم كانوا يقومون بدور كهذا ويحظى برعاية رسمية في بعض الدول. أسبوع في السياسة في هذا المقال، يرى جفري كمب أن حملة الانتخابات الرئاسية الحالية أصبحت إحدى أطول الحملات الرئاسية وأكثرها كلفة في التاريخ الأميركي، وأنها تقترب من ذروتها دون إمكانية للتنبؤ بنتيجتها. فقبل المناظرة التي جرت في الثالث من أكتوبر الحالي بين أوبا ورومني، ألمح بعض المحللين إلى أن أي أداء سيء للمرشح الجمهوري يمكن أن ينهي حملته الانتخابية، لكن الشيء الذي لم يكن متوقعاً هو أن الأداء السيء جاء من قِبل أوباما الذي كان متقدماً على رومني بفارق كبير. ويتوقع الكاتب أداءً جيداً لأوباما في المناظرة النهائية يوم 22 أكتوبر، والتي ستخصص للسياسة الخارجية؛ فبخلاف الهجوم على مقر قنصلية الأميركية في بنغازي، يرى كمب أن الإدارة الحالية تحظى بتأييد شعبي فيما يتعلق بالانسحاب من العراق، وقرارها بسحب القوات من أفغانستان منتصف 2014. كما يتوقع أن يحظى سجل الرئيس في تعقب تنظيم "القاعدة" وقتل زعيمه بن لادن بالإعجاب. كما يرى أن انتكاسة المناظرة الأولى مثلت نداءَ إيقاظ للديمقراطيين، ولأوباما نفسه، والذي يحتاج إلى استعادة صوته المفقود مجدداً، واسترجاع حماسه وأمله في التمكن من حشد الناخبين يوم الانتخابات، وهو ما فعله عام 2008 وضمن له دخول البيت الأبيض في نهاية المطاف. "اللاجئون اليهود": دعوات إسرائيلية وردود مضادة يناقش الدكتور أسعد عبدالرحمن في هذا المقال حملة "أنا لاجئ يهودي" التي أمر بها وزير الخارجية الإسرائيلي ويديرها نائبه في الوزارة، والتي تبنتها حكومة نتنياهو، وبات من المؤكد أنها ستصبح نقطة مركزية في سياسة كل حكومة إسرائيلية قادمة. فهذه "الحملة" التي نسّقت لها إسرائيل بنجاح، يقول الكاتب، بدأت تأخذ بعدها العالمي في مسعى إسرائيلي لجعل النقاش حولها موازياً لملف حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، وصولا إلى إمكانية المساومة والتنازل في الملف الفلسطيني مقابل "الملف الإسرائيلي"! لكن، وكما يوضح الكاتب، فإن اللاجىء هو من اضطر لترك بلده رغماً عن إرادته، ويسعى للعودة إليه، أما يهود الدول العربية فلم يطردوا من بلادهم، بل تركوها بتشجيع وتحفيز من الحركة الصهيونية، علاوة على أنهم إذا أرادوا التعويض فليطلبوه ممن تسبب في هجرتهم واستغلهم في مشروعه الاستعماري (الاستيطاني) في فلسطين. وقد تأكد هذا الأمر إسرائيلياً حين خرج بعد أيام قليلة من إطلاق "الحملة" يهود عراقيون إسرائيليون، بحملة مضادة، واعتبروا المعركة الإسرائيلية الجديدة "خديعة تهدف بالأساس إلى تشويه تاريخ هؤلاء اليهود وطموحاتهم"، كما قال أحدهم: "نـشكر الحكومة من صميم قلوبنا على الخطوة السريعة التي استغرقت 62 عاماً، لكي تعترف بنا كلاجئين بعد فحص كل وثائقنا"! "الفيسبوك"... ماذا بعد مليار مستخدم؟ في هذا المقال يذكر ماثيو شائير أن عدد المنخرطين في موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" بلغ في يوليو 2010 حوالي 500 مليون منخرط، ليحقق بذلك نسبة هي الأعلى منذ إنشائه. ولم يقف عدد الأعضاء عند ذلك الحد، فبعد 26 شهراً سجل الموقع الاجتماعي، الذي تحول إلى شركة للاكتتاب العام، رقماً قياسياً جديداً في عدد المنخرطين عندما وصلوا إلى مليار مستخدم، متفوقاً بذلك على جميع مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى على شبكة الإنترنيت. لكن الكاتب يرى أن العائدات المالية للفيسبوك لن تنمو كثيراً بعدما وصل عدد المنخرطين في أميركا الشمالية إلى نسبة عالية يصعب تجاوزها، فبعد أن نمت الإعلانات بنسبة 60 في المئة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من 2011، تراجع نموها إلى 30 في المئة خلال الربع الأخير، وخلال الربع الأول من 2012 شهد معدل النمو تراجعاً إلى 2.21 في المئة. والمحصلة النهائية لذلك التباطؤ، يقول الكاتب، خسارة "الفيسبوك" حصته السوقية من الإعلانات، فبعد أن حصد 14 في المئة من سوق الإعلانات المعروضة على الإنترنت بنهاية 2011، تراجعت حصته إلى 12 في المئة فقط. الفاتيكان والعلاقات الإسلامية المسيحية على خلفية الزيارة الأخيرة التي أداها البابا بنديكتوس السادس عشر إلى لبنان وأعلن خلالها وثيقة "الإرشاد الرسولي"، يتساءل محمد السماك: ما هو واقع العلاقات الإسلامية مع الفاتيكان؟ وكيف تتغير؟ وفي أي اتجاه؟ وما هي العوامل المؤثرة في حركة التغيير التي تواجهها؟ ويذكر أن هذه العلاقات مرت بمراحل سيئة وأخرى بالغة السوء، وقد انطلقت المرحلة الأسوأ من دير كليمنت في جنوبي فرنسا عندما أعلن البابا كليرمونت في عام 1095 الحرب على الإسلام بالدعوة إلى "الحروب الصليبية". كما مرّت العلاقات الإسلامية مع الفاتيكان بمراحل جيدة وبالغة الجودة: المرحلة الجيدة كانت في عهد البابا يوحنا الثالث والعشرين الذي اعترف مجلس الأساقفة في عهده، ولأول مرة، احترامه للعقيدة الإسلامية لقولها بإله واحد واحترامها المسيح وإيمانها به نبياً، وبعذرية السيدة مريم وباليوم الآخر وبالحساب والعقاب. أما الأكثر جودة، فكان في عهد البابا يوحنا بولس الثاني الذي اتخذ مبادرتين انفتاحيتين على الإسلام؛ الأولى دعوته المسلمين عام 1986 إلى مؤتمر عام لحوار الأديان عُقد في أسيزي بإيطاليا، والثانية دعوته إلى عقد سينودس خاص حول لبنان (1995)، شارك فيه المسلمون. أما البابا الحالي بنديكتوس السادس عشر فأثارت إطلالته الأولى على المسلمين انتقادات حادة، لكن زيارته الأخيرة، يقول الكاتب، قد تشكل مدخلاً لمرحلة جديدة من العلاقات بين المسلمين والمسيحيين في المنطقة العربية والعالم كله. تسييس الطبيعة والخطر الإنساني المشترك في هذا المقال يذكر الدكتور عمار علي حسن أن القرن العشرين شهد عملية توسع للميدان السياسي حتى بات يشمل كل المسائل الاجتماعية والاقتصادية وكافة النشاطات الإنسانية، بل وصلت عملية التوسع إلى الظواهر الطبيعية. وفي ظل هذا الميل العام لتسييس الظواهر تأتي قضايا البيئة لتلقي بنفسها في غمار العملية السياسية، بعد أن برزت في نهاية القرن العشرين إلى واجهة الاهتمامات السياسية العالمية. وجاء رد الفعل السياسي على ما فرضته البيئة من قضايا عبر استحداث أنظمة ومؤسسات معنية بها، وإبرام اتفاقيات عالمية بشأنها، وقيام أنماط عدة من التفاعلات الدولية حولها. كما أصبحت الكوارث البيئية تضيف زخماً جديداً إلى الجدل الدائر حول حدود سيادة الدولة في ظل تجبر العولمة، لاسيما وأنها كوارث تتجاوز حدود الدول الوطنية، وتنجم في الأساس عن تأثيرات جانبية غير مقصودة لعمليات اقتصادية اجتماعية أوسع نطاقاً.