الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أحلام الشباب في البورصة

أحلام الشباب في البورصة
6 نوفمبر 2014 18:40
ماجد الحاج (دبي) يحلم العديد من شباب اليوم بالثراء السريع. ولأنهم يعدون أكثر فئة عمرية تعشق المغامرة وتحقيق أرباح كبيرة في وقت قصير، تبقى البورصة بوابتهم التي تحقق لهم رغباتهم، وتساعد في ذلك قدراتهم الخاصة التي تعتمد على استخدام الكمبيوتر واتخاذ القرارات السريعة، لكن التعجل في جني الأرباح ربما يقود إلى خسائر لا تعوض، كما حدث مع بعض الشباب الذين اضطروا إلى تغيير حياتهم أو العيش تحت تأثير صدمة الخسارة. داخل سوق دبي المالي، لم يسعفنا الحظ أن نشاهد ابتسامة رضا، حيث الوجوم يخيم علي المكان والمستثمرين ما بين متأمل خيراً وآخر يضرب كفاً بكف.. شاهدنا هناك مزيجاً من حالات الخوف والترقب والفرح والحزن، فالكل يعيش حالة خاصة، ونظراً لأننا كنا نفتش عن الشباب الذين استهوتهم البورصة وعلقوا عليها الكثير من الأحلام والأماني، فقد تابعنا عن قرب حالة من تعلقت قلوبهم قبل عيونهم بشاشات البورصة ترقباً للأخضر «الصعود» وخوفاً من الأحمر «الهبوط» وما يترتب عليه من نتائج. تعويض الخسارة ناصر الطنيجي شاب في مقتبل العمر رياضي ولاعب كرة قدم في أحد أندية الدرجة الممتازة، أكد أنه أمضى أكثر من ثلاث سنوات كمستثمر في الأسهم بمبلغ يصل إلى مليون درهم، مشيراً إلى أن ما دفعه إلى ذلك الرغبة في الربح السريع، لكنه تفاجأ أن معاناته بدأت عندما تهاوت أسعار الأسهم أمام عينيه مما اضطر معه إلى اتباع طريقة «اضرب واهرب» عله يعوض من خساراته، وفعلاً بدأت الطريقة تأتى أوكلها حيث عوض ما خسره في بداية تعاملاته في سوق الأسهم. أما الشاب أحمد محمد، فيتردد علي البورصة منذ ثلاثة أسأبيع من أجل اكتساب الخبرة، حيث يدفعه والده لمعرفة خبايا السوق ودهاليزه وإلى الآن لم يقم بأي عملية للبيع أو الشراء ويتمنى أن يوفق في تحقيق أهدافه وتطلعاته في هذا المجال. ويؤكد عبدالله محمد أنه منذ امتلاكه أسهماً في بعض الشركات، بدأت رحلته مع البورصة، ويضيف: طبعاً تعرضت للخسارة إلى أن عوضت بعض ما فقدته، فأنا أؤمن مستقبلي ومستقبل عائلتي عن طريق الأسهم، فالربح ولو كان قليلاً إلا أنه يمكنك من تحسين وضعك الأسري والاجتماعي بسرعة، فأنا أرى الأسهم كالبحر يأخذك ويرجعك، صحيح أن فيها خوفاً إلا أن الفائدة تنسيك كل ذلك. تجربة علاء السيد، موظف في شركة خاصة، يبدو من نظرة الحزن في عينية أن تجربته سيئة في هذا المجال، حيث يقول: في بداية الأمر حققت أرباحاً هائلة تلاها القليل من الخسارة، لم أستسلم وتابعت إلى أن خسرت كل شيء، ولا أفكر أبداً في خوض التجربة مرة أخرى، فهي بالنهاية نوع من الربح الكثير أو خسارة كل شيء، وأنا هنا الآن لأشتري بعض الأسهم لأحد أقاربي لكني شخصياً لن أدخل هذا العالم مرة أخرى. توتر أنا دائماً على أعصابي فقد ربحت الكثير وخسرت الكثير أيضاً، هكذا بادرتنا نورهان جمال محاسبة. وأضافت: أجدني دائماً في حالة من التوتر والشد، خصوصاً أنني أعمل بمبلغ بسيط قياساً بأموال المستثمرين الكبار، ووصلت الآن وبعد فترة طويلة من العمل والإرهاق الذهني لمرحلة التعادل أي لم أكسب ولم أخسر، لكني اكتسبت خبرة مهمة أعتقد أنها ستساعدني في الفترة المقبلة. التعامل الشفاف وحول دوره في أسهم البورصة وعمليات التداول، يقول حاتم جعفر «وسيط»: مهمتي هي جلب العملاء، وإقناعهم بأهمية السوق العالمي والمحلي من دون اتباع أسلوب الخداع، فنيل الثقة هو المفتاح الرئيسي في قطاع الأسهم، لذلك يجب على كل متعامل مع البورصة اكتساب ثقة العميل الجيدة، واتباع أصول التعامل الشفاف والشريف، ومن دون إخفاء أو تعتيم على أي من نقاط الاتفاق للمحافظة على مستقبل واعد في الاستثمار، والسوق المحلي شأنه شأن أي سوق عالمي فيه ربح وخسارة ، ووقف الخسائر عبارة عن أرباح للزبائن. ويتابع: إذا كان المحلل المالي يتوقع هبوطاً بالسوق فهنا تكمن مهمته الأخرى ألا وهي إعطاء النصائح للعملاء تجاه السوق «صاعد أو هابط»، وارتفاع أسعار الأسهم في بعض الأسواق العربية غالباً ما يتم بسبب أشخاص معينين، همهم الأكبر هو الحصول على كمية أكبر من المال، وأحياناً ترتفع الأسهم أو تهبط تأثراً بالأسواق العالمية. من جانبها، ترى هناء حسين «محلل مالي» أن البورصة مثلها مثل أي تجارة تتعرض للربح والخسارة، وأغلب العملاء الشباب يضعون مبالغ بين 50 - 100 ألف درهم من مبدأ عدم فقدان الكثير من المال في حال الخسارة، وتعد فترة الصيف من أكثر الفترات التي تباع بها الأسهم لأن أغلب العملاء يرغبون بالسفر أو يحتاجون للعلاج، وفي حالة نشاط السوق تكون المنافسات قوية، خاصة بين الشباب. مخاطر أسواق الأسهم يشير عدد من خبراء البورصة إلى وجود طرق عملية لتفادي مخاطر البورصة، منها: تنويع المحفظة أي الأسهم التي بداخل المحفظة فلا تكون سهماً واحداً، إنما أسهم مختلفة في قطاعات مختلفة، وألا يشتري المتعامل كل الأسهم مثلاً في قطاع الأغذية أو الإسكان إنما يقوم بالتنويع في القطاعات كلها، حتى يستطيع الحد من خسائره حال حدوث أزمات. ويجب على الشخص الذي يتعامل مع أسواق الأسهم أن يقوم بدراسة جيدة للشركات التي يقوم بشراء أسهمها، وأن يتأكد من أن هذه الشركات لديها القدرة على الربحية ليحصل منها على عائد سنوي، وعليه أيضاً التدرج في الشراء شيئاً فشيئاً إلى أن يتعرف إلى أسرار العمل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©