إنشاءمركز متخصص لجراحة الكسور في مستشفى المفرق

حمل مؤتمر أبوظبي الدولي الرابع للجراحة الذي انتهت أعماله أمس تصورات مبدئية عن إنشاء مركز متخصص بجراحة الكسور والحوادث في مستشفى المفرق، إذ تشير الأرقام إلى أن 80% من الحالات التي يتعامل معها المستشفى من مصابي الكسور والحوادث· وأبدى البروفيسور إيفاتوري المتخصص في جراحة الكسور والحوادث في فرجينيا بأميركا، خلال اليوم الأخير من المؤتمر، استعداده للتعاون مع جراحين في المفرق لإنشاء هذا المركز· وأوضح توفيق طبارة رئيس أقسام الجراحة في مستشفى المفرق ورئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر أن فكرة إنشاء مركز متخصص ستعرض على إدارة المستشفى وشركة الخدمات الصحية ''صحة'' لبلورة الفكرة وإخراجها إلى حيز الوجود· جراحات السمنة وتطرق المؤتمر، الذي نظمه مستشفى المفرق بإدارة شركة بمنجراد العالمية لمدة ثلاثة أيام وانتهت أعماله أمس، إلى جراحة السمنة حيث قدم الدكتود ميشيل غانييه خبراته في مجال استئصال معظم أجزاء من المعدة بما فيه القسم المتعلق بزيادة الشهية، للتخلص من مشكلة السمنة المنتشرة في الوطن العربي، واستخدامها لدى المرضى المصابين بمرض السكري· وأوضح طبارة أن عملية ربط المعدة إلى وقت قريب كانت الأكثر فعالية في مواجهة أمراض السمنة، إلا أن هناك تطورا علميا أثبت أن عمليات استئصال معظم المعدة وتحديدا الجزء المتعلق بالشهية يعطي نتائج أكثر فعالية، مشيراً إلى أن مستشفى المفرق بدأ منذ أكتوبر الماضي بدراسة حالات لإجراء عمليات استئصال المعدة لهم· وأوضح أن المستشفى أجرى خلال الأشهر الستة الماضية 30 عملية ربط معدة معظمها لإناث· وحول العمليات الجراحية التي تتم في مستشفى المفرق أوضح طبارة أن 60 - 70% من العمليات الجراحية هي عمليات تجميلية، وجراحة الرضوض، وجراحات أعصاب العظام· وتخلل المؤتمر عرض 100 محاضرة و10 ورش عمل بمشاركة 400 طبيب من جميع اختصاصات الجراحة· الأخطاء الطبية وخصص المؤتمر إحدى ورش العمل للحديث عن أمان المريض وتقليل نسبة الأخطاء الطبية في العمليات الجراحية، حيث أشار طبارة إلى أن الأخطاء الطبية لا يمكن أن تصل إلى الصفر على اعتبار أنها أخطاء إنسانية وليست مرتبطة فقط بكفاءة الأطباء أو الكادر الطبي· وفيما يتعلق بمستشفى المفرق، أوضح طبارة أن التركيز في المرحلة الحالية ينصب على ناحية الجودة حيث هناك معايير تبنتها لضبط العمليات الجراحية، وتفادي الأخطاء الطبية، واحترام حق المريض في الحصول على المعلومات اللازمة قبل خضوعه للعمل الجراحي· من جانبها، قدمت خلال المؤتمر الدكتورة سما الزبدة استشارية جراحة وأمراض الثدي والجراحة العامة محاضرة أكدت فيها ضرورة الفحص المبكر عن سرطان الثدي والذي يفيد في الحصول على نسبة شفاء تصل إلى 97%، مشيرة إلى أن احتمالية الإصابة بسرطان الثدي بين النساء العربيات تكون سيدة من بين 13 إلى 16 سيدة فيما في الولايات المتحدة تتراوح الاحتمالية لسيدة من كل ثماني سيدات· الرضوض ولفت عصام خوري رئيس جراحة الأعصاب والمخ في المستشفى إلى أن القسم يتعامل بدرجة كبيرة مع إصابات الحوادث والرضوض حيث أنه يومياً يتعامل مع 70 حادثاً سواء كان ذلك حادثا مروريا أو حوادث في أماكن العمل، مشيرا إلى إجراء المستشفى أكثر من 1000 عملية جراحة أعصاب سنوياً، من ضمنها الرضوض في العمود الفقري، والأورام والتشوهات الخلقية، لافتاً إلى أن معظم مرضى الحوادث المرورية هم من الشباب· ويجري مستشفى المفرق، بحسب خوري، جميع جراحات الأعصاب بما في ذلك رضوض الرأس والكدمات الدماغية، والنزيف الدماغي· توسعات جديدة وقال خوري ''مع التوسعات الجديدة التي ستطرأ على مستشفى المفرق بإضافة 700 سرير سيكون هناك توجه لإنشاء مركز متخصص للجلطة الدماغية يتداخل فيه قسم جراحة الأعصاب مع أقسام الباطنية العصبية وأقسام التداخل الشعاعي مع العناية المركزة بحيث يستوعب 15 سريراً مبدئيا''، متوقعا أن يبدأ العمل في هذا المركز خلال العامين المقبلين· ونظرا لكثرة مراجعي المستشفى من مرضى الحوادث المرورية أكد دكتور أحمد كلوب مدير وحدة جراحة الإصابات المتعددة أن المستشفى يركز في المرحلة الحالية على الإصابات المتعددة نظرا لأن 80% من مراجعي المستشفى هم من المتضررين من الحوادث المرورية، وهناك ''خطة لإعادة تأهيل أنفسنا لاستقبال أكبر عدد من المتضررين من الحوادث وبلوغ أعلى درجة من العناية الطبية''· وقال كلوب إن الجهود تتجه الفترة الحالية لتوفير التوعية والوقاية من وقوع الحوادث التي في حال وقعت فإن المستشفى يحاول توفير الخدمات الصحية بدءا بإجراء عمليات جراحية ومن ثم العناية المركزة والتأهيل النفسي والجسدي، مؤكداً على أهمية التوعية المرورية، لا سيما وأن الحوادث تؤثر على القوة العاملة في المجتمع خاصة أنها تخلف إعاقات جسدية· اليوم الأخير وتناول اليوم الأخير من المؤتمر أبحاثاً عن زراعة الكبد، والإجراءات التنظيرية للعمل الجراحي في الجهاز الهضمي وعلاج اختلاطات الفتق الحجابي· وركز المؤتمر في إحدى جلساته أمس على أمان المريض من حيث تفادي مضاعفات العمل الجراحي عبر تبني معايير معتمدة عالمياً من خلال إخضاع المريض لفحوصات مبدئية قبل دخوله غرفة العمليات لتفادي الأخطاء الجراحية· وقد انطلق مؤتمر هذا العام تحت شعار ''الحد القاطع'' حيث ألقى الدكتور توفيق طبارة رئيس اقسام الجراحة في مستشفى المفرق كلمة اللجنة المنظمة للمؤتمر، أكد فيها على أهمية هذا المؤتمر في تبادل الخبرات بين الجراحين والمشاركين· وكانت فعاليات المؤتمر قد بدأت بعقد ورش عمل تحدثت عن الضغوط النفسية التي يتعرض لها الكادر الطبي نتيجة التعامل مع الحالات الصعبة، حيث تشير الدراسات الى ان 10% من الكادر الطبي على مستوى العالم يترك العمل بسبب هذه الضغوط، والورشة الثانية تناولت اساسيات الطب موجهة الى اطباء الامتياز وطلاب السنة الأخيرة في كليات الطب· وتناولت الجلسات وورش العمل خلال أول يومي المؤتمر مواضيع متعلقة بالجراحة من بينها جراحة الأعصاب والعمود الفقري والعظام والإصابات والأنف والأذن والحنجرة وجراحة التجميل والأطفال وزراعة الأعضاء وجراحة المسالك البولية