الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

70% من التونسيين يقترعون لـ «المجلس الوطني»

70% من التونسيين يقترعون لـ «المجلس الوطني»
24 أكتوبر 2011 09:09
شهدت مراكز الاقتراع في تونس أمس إقبالاً كبيراً للناخبين “فاق كل التوقعات”، حيث بلغ نحو 70% في أول انتخابات حرة تشهدها تونس، وذلك لانتخاب مجلس وطني تأسيسي يتولى وضع دستور جديد، ويشرف على تسيير شؤون الدولة إلى حين انتخاب رئيس وبرلمان جديدين. وتم نشر أكثر من أربعين ألف عنصر من الجيش وقوات الأمن لتأمين الاقتراع. وقال رئيس اللجنة المستقلة للانتخابات في تونس، إن نسبة إقبال الناخبين على التصويت في أول انتخابات ديمقراطية في البلاد بلغت قرابة 70 في المئة، ولم يزل على إغلاق مراكز الاقتراع ثلاث ساعات. وقال رئيس اللجنة كامل جندوبي في مؤتمر صحفي، إن متوسط نسبة إقبال الناخبين في مراكز الاقتراع المختلفة يقرب من 70 في المئة، وان نسبة المشاركين في التصويت فاقت 80 في المئة في بعض الدوائر الانتخابية. وأضاف أن عملية التصويت تتواصل بشكل مكثف، وقد يسجل تأخير في إعلان النتائج. وأفاد جندوبي بأن “النتائج الرسمية” لانتخابات المجلس “سيعلن عنها غداً الثلاثاء”. وأوضح جندوبي، “سنحاول معرفة النتائج اعتباراً من اليوم الاثنين، لكن النتائج الرسمية سيتم الإعلان عنها بعد ظهر الثلاثاء خلال مؤتمر صحفي”. وتابع “لم يتمكن التونسيون من الاحتفال بالثورة في 14 يناير، تاريخ تنحي بن علي، ولكنهم يقومون بذلك اليوم من خلال التصويت بكثافة”. وأضاف “لقد جعلوا من يوم الاقتراع يوم احتفال”. وكان الجندوبي أعلن في وقت سابق أن “نجاح الانتخابات” يستدعي بلوغ نسبة مشاركة بـ 60 بالمئة على الأقل. ولفت الجندوبي إلى أن أحزاباً لم يسمها قامت بتجاوزات خلال عملية الاقتراع مثل “الضغط على ناخبين أميين” بهدف دفعهم للتصويت لها أو بعث “إرساليات قصيرة” تحث على التصويت لأحزاب بعينها. وأكد “نحن في حالة استنفار وفرحة” بمناسبة هذه الانتخابات التاريخية الحرة في تونس. وشدد على أن “عملية الاقتراع فردية وسرية”، مشيراً إلى بعض محاولات التأثير على الناخبين المعاقين بدلاً من مساعدتهم وطرق أخرى لمحاولة التأثير على قرار الناخب. من جانب آخر، قال الجندوبي إن عدد الصحفيين الذين يغطون الحدث التاريخي في تونس بلغ 1800 صحفي تونسي وأجنبي. وكان مراكز الاقتراع قد فتحت أبوابها صباح أمس، في أول انتخابات حرة في تاريخ البلاد، وامتدت صفوف لمئات الأمتار خارج مراكز الاقتراع من الصباح الباكر للإدلاء بأصواتهم. ودعي أكثر من سبعة ملايين ناخب لاختيار 217 عضواً في مجلس تأسيسي، تعود بانتخابهم الشرعية لمؤسسات الدولة ولوضع دستور جديد “للجمهورية الثانية” في تاريخ تونس المستقلة. ويتنافس 11686 مرشحاً تونسياً ضمن 1517 لائحة داخلية و145 خارجية لاختيار 217 عضوا في المجلس. ووقف نجيب الشابي، وهو معارض سابق لابن علي وزعيم الحزب التقدمي الديمقراطي أمام مركز للاقتراع في حي المرسى، وكان يتجاذب أطراف الحديث مع ناخبين آخرين. وقال لـ”رويترز”، إنه سينتظر دوره حتى إذا استغرق اليوم كله. وأضاف أن هذا أسعد يوم في تونس، وانه عرس للديمقراطية، وان تونس انضمت اليوم إلى صفوف الدول المتقدمة. وأضاف أن رؤية كل هؤلاء الناس الذين ينتظرون دورهم للتصويت مؤثر جدا. وقال حسين الخليفي “62 عاماً” الذي يصوت في مكتب انتخاب بوسط العاصمة الذي جاء قبل ساعة من موعد فتح المكتب “لم أغمض عيني طوال الليل. أنا سعيد للتصويت في انتخابات حرة للمرة الأولى في حياتي”. وأضاف أن “تونس تهدي العالم بأسره اليوم باقة حرية وكرامة”. والتقط التونسيون الواقفون في الصفوف صوراً بهواتفهم المحمولة احتفالا بهذه المناسبة. وقالت كريمة بن سالم “45 عاما” عند مركز اقتراع في منطقة لافاييت بوسط تونس “هذه أول مرة أدلي فيها بصوتي. “طلبت من الاولاد ان يعدوا الغداء لانفسهم، اليوم انا خارج الخدمة. او بالاحرى انا في خدمة بلدي”. وقالت سارة ناجي، وهي معلمة بمدرسة ثانوية “انها المرة الاولى التي ادلي فيها بصوتي، انها المرة الاولى التي اشعر فيها بأن صوتي آمن. عانينا كثيرا من التشاؤم والاحباط لكننا الآن نبني حياة جديدة”. وقال المهندس المعماري زايد تيجاني “26 عاما” بعد ادلائه بصوته “لست متفائلا جدا بشأن نتيجة الانتخابات”. وكانت سبابته تحمل آثار حبر ازرق يستخدم في مراكز الاقتراع لمنع التصويت اكثر من مرة. واضاف بينما كان يصطحب شابة ترتدي قميصا وسروال جينز “اعتقد ان الاسلاميين بوسعهم الفوز. لا اريد ذلك. فهم ربما يحاولون تغيير طريقة حياتي”. وقالت سالمة الشريف “48 عاما” التي تصوت في ميتوال فيل قرب العاصمة “انه حدث عظيم وهي المرة الاولى في حياتي التي اصوت فيها. في السابق كانت الانتخابات مهزلة”. واطلقت نساء زغاريد ابتهاج في احد مكاتب الاقتراع في مدينة بنعروس بالضاحية الجنوبية للعاصمة. وعنونت “الشروق” صفحتها الاولى وباللون الاحمر “هلموا الى الصناديق”. وتحت عنوان “موعد مع التاريخ” كتبت في افتتاحيتها “اليوم تونس على ابواب محطة تاريخية فارقة ستكرس ارادة الشعب، وستفتح البلاد على مرحلة جديدة من الديمقراطية والتعددية والحداثة”. وتحت العنوان ذاته، كتبت “الصباح” في افتتاحيتها يصوت التونسيون “وهم مدركون بل متيقنون أن اصواتهم لن تذهب ادراج الرياح وأن كلمتهم هي الفيصل التي ستحدد وحدها مستقبل البلاد”. وعنونت “لوكوتديان” صفحتها الاولى “الجميع، الى مكاتب الاقتراع”، اما “لابريس” فعنونت صفحتها الاولى بـ”الشعب التونسي يستعيد حريته وكرامته”. يذكر أن حوالي مليون و800 ألف شخص من التونسيين الذين يحق لهم الانتخابات أميون ويجهلون القراءة والكتابة. ويحق الانتخاب لحوالي سبعة ملايين و200 ألف من سكان تونس البالغ عددهم نحو 12 مليونا. وأعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في وقت سابق أن حوالي اربعة ملايين و100 ألف فقط من هؤلاء (58 بالمئة) قاموا بقيد أسمائهم في السجلات الانتخابية واختاروا المكاتب التي يريدون التصويت فيها. وينص القانون التونسي على أن كل مواطن بلغ 18 عاما يحق له الاقتراع باستثناء القضاة والعاملين في الجيش والشرطة.
المصدر: تونس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©