السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أطباء يحذرون من الإفراط في تناول المضادات الحيوية

17 فبراير 2007 01:23
تحقيق - سميرة أحمد: حذر أطباء مختصون من تناول المضادات الحيوية من دون استشارة الطبيب، وألا يتم ذلك بشكل عشوائي، مؤكدين أن المضادات الحيوية سلاح ذو حدين حيث يحصل المريض على نتائج إيجابية إذا استخدم بشكل سليم وبوصفة طبية، أما إذا تم استخدامه بشكل عشوائي فهو يؤدي إلى أضرار بالغة تضعف من مناعة الجسم وقوته لمقاومة المرض في المستقبل· والواقع أن بعض الآباء والأمهات لا يدركون مدى خطورة المضادات الحيوية ويبادرون عند إصابة أحد الأبناء الصغار بوعكة صحية بإعطائه جرعات من مضاد حيوي تم الاحتفاظ به في صندوق صيدلية المنزل من استخدام سابق، أو اللجوء إلى أقرب صيدلي ليصرف لهم مضاداً حيوياً معيناً حفظوه من كثرة استخدامه من دون الرجوع إلى طبيب مختص للكشف على الحالة والموافاة بالعلاج المناسب· الاتحاد التقت بأطباء في مختلف التخصصات لمعرفة مدى أهمية الاستشارة الطبية قبل تناول المضاد الحيوي وخطورة المضاد على صحة الإنسان في حال تناوله بشكل عشوائي· يقول الدكتور علي الهاشمي طبيب أسرة بالهيئة العامة للخدمات الصحية لإمارة أبوظبي إن هناك سوء فهم وعدم إلمام جيد من قبل العامة حول ماهية المضادات الحيوية ودواعي استخدامها، حيث أن هناك التهابات بكتيرية وفيروسية وفطرية، ولا توصف المضادات الحيوية إلاّ للالتهابات البكتيرية فقط، مع العلم أن معظم الالتهابات التي تصيب الأطفال في سن الطفولة هي التهابات فيروسية· فالفيروسات تسبب نزلات البرد، ومعظم حالات الكحة والتهابات الحلق· وأضاف الهاشمي أنه يجب إكمال العلاج بالمضاد الحيوي إذا بدأ الطفل باستخدامه لعدة أسباب منها القضاء التام على الالتهاب البكتيري والتأكد من عدم تجدد الالتهاب من جديد، مشيرا إلى أن فترة العلاج بالمضاد الحيوي تختلف من مرض لآخر، فبعض الأمراض تحتاج إلى أسبوع كامل للقضاء على الالتهاب البكتيري، ومنها ما يحتاج إلى عشرة أيام أو أسبوعين حسب نوع المرض وما يقرره الطبيب المختص· وقال الهاشمي: قد يصف بعض الأطباء المضادات الحيوية وذلك كإجراء احترازي عندما يشك الطبيب في وجود التهاب قد يتحول إلى التهاب بكتيري، أضف إلى ذلك ضغوطات بعض الآباء بضرورة وصف مضاد حيوي لأي التهاب يصيب الطفل والذي غالباً ما يكون فيروسياً الذي لا يحتاج أصلاً إلى أي مضاد حيوي· استشارة الطبيب وأوضح الدكتور الهاشمي أن جميع الأدوية لها آثار سلبية سواء كانت مضادات حيوية أو غيرها، وهناك صفات معينة في المضاد الحيوي من حيث تركيزه في الجسم وطريقة عمله وكيفية تخلص الجسم منه وآثاره السلبية الجانبية التي لا يعرفها إلا الطبيب المختص· لذلك ننصح بألا يأخذ المريض المضاد الحيوي أو الدواء إلا من الطبيب، لا كما يفعله بعض الآباء حين يذهبون بالطفل إلى الصيدلية مباشرة ويأخذون المضاد الحيوي أو الدواء من الصيدلاني من دون الرجوع إلى الطبيب، لما قد يسبب ذلك من خطورة على الطفل· وأضاف أن هناك أدوية كثيرة تتفاعل مع الكثير من المضادات الحيوية، لذلك يجب على المريض أن يُخبر الطبيب بجميع الأدوية التي يأخذها حتى يستطيع أن يصف له المضاد المناسب الذي لا يتأثر مع الدواء الذي يأخذه· من جانبه تطرق الدكتور سليمان الحمادي أستاذ مساعد في طب الأطفال بكلية الطب بجامعة الإمارات استشاري طب الأطفال والحساسية ونقص المناعة بمستشفى العين وتوام إلى الأضرار الناجمة عن الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية على الأطفال، موضحاً أنه قد يتوجب أحياناً استخدام المضادات لفترات طويلة كوقاية في حالات معينة كبعض العيوب الخلقية أو مضاعفات لأمراض سابقة تعرض الطفل للالتهابات، مشيراً إلى أن الاستخدام الزائد ومن دون أسباب واضحة قد يؤدي إلى مقاومة البكتيريا لتلك المضادات الحيوية وبالتالي عدم فعاليتها، هذا بالإضافة إلى التكلفة المادية الإضافية وتحمل الأضرار الجانبية من دون داعٍ· وأضاف الدكتور الحمادي أنه عندما لا يكون هناك سبب واضح للمرض، قد يصف الطبيب المضاد الحيوي احترازياً أو لإمكانية أن يكون هناك التهاب في مكان ما لم يتوصل إليه، والمشكلة في ذلك أنه غالباً ما يتم استخدام مضاد حيوي غير مناسب أو مضاد حيوي واسع الطيف وهنا تقع الخطورة من الاستعمال· وقال الحمادي إنه يتم التعرف إلى نوعية البكتيريا المسببة للمرض من العلامات السريرية الدالة على ذلك حيث إن لكل جزء في الجسم نوعية معينة تكون مسببة للمرض، كالبكتيريا المسببة لالتهابات الرئتين أو الأذنين تختلف عن البكتيريا المسببة لالتهابات المثانة البولية أو العظام· ويتم التعرف إلى البكتيريا بدقة فقط عن طريق زراعة عينة من المكان المتأثر بالالتهاب بالإضافة لتحليل الدم الذي يظهر نوع خلايا الدم البيضاء المرتفعة· ويتم اختيار المضاد الحيوي حسب المكان أو الجزء المصاب في الجسم واحتمال وجود نوعية معينة من البكتيريا، بالإضافة إلى شدة ومدى استفحال المرض· أنواع المضادات وقال الدكتور مبارك سيف الفارسي استشاري علم الميكروبات الطبية وعلم انتشار الأمراض المعدية رئيس قسم المختبرات الطبية بمستشفى زايد العسكري إن المضادات الحيوية هي مواد عضوية تنتجها الكائنات الدقيقة كالبكتريا والفطريات، لذا يجب أن تستخدم الاستخدام الصحيح لأنها قد تضر في حال استخدامها بشكل خاطئ، مضيفاً إلى أنه يوجد في العصر الحالي أكثر من مائتي نوع من المضادات الحيوية، ولكل نوع منها أسماء متعددة تختلف باختلاف الشركة المصنعة للدواء ويتم تصنيعها على شكل أقراص أو كبسولات أو حقن وبعضها على هيئة مساحيق أو مراهم جلدية أو كريمات أو نقط للعين أو للأذن إلى غير ذلك من الأشكال· وأضاف أن أنواع المضادات الحيوية تختلف باختلاف مدى تأثيرها على البكتيريا، فمن الأدوية ما يكون فعالاً بشكل رئيسي على البكتيريا إيجابية الجرام، ومنها ما يكون فعالاً ضد البكتيريا سالبة الجرام، والبعض الآخر فعال ضد النوعين، ومنها ما يقتل البكتيريا ومنها ما يمنع نموها· وأوضح الدكتور الفارسي أن هناك اعتقاداً شائعاً بأن المضادات الحيوية يمكنها شفاء أي التهاب، لذا تجد كثيراً من المرضى يلحون على الطبيب في صرف مضاد حيوي لعلاج علتهم ومن ثم يوصف المضاد الحيوي إرضاء لهم بدلاً من نصحهم وتوعيتهم بالأخطار التي قد تنجم عن تعاطيه، أو عدم جدواه كأن تكون معاناتهم من التهاب فيروسي، لا تؤثر فيه المضادات كالرشح والأنفلونزا· وأكد أن الطبيب المختص هو الذي يملك القدرة على معرفة نوع البكتيريا المسببة للمرض وذلك عن طريق أعراض المرض الظاهرة على المريض أو من خلال أخذ عينة من الجزء المصاب من الدم أو من البول وزراعتها لمعرفة نوع البكتيريا المسببة لهذا المرض (الطرق المخبرية) وبناء على تشخيص المرض يتم صرف الدواء المناسب· صرف المضاد من جانبه قال الدكتور الصيدلي وحيد شبل أحمد إنه لابد أولاً تحديد المضاد الحيوي المناسب للعدوى المصاب بها الطفل وهي أهم خطوة ثم بعد ذلك تحديد الجرعة المناسبة في الوقت المناسب ولفترة محددة حتى نقي الطفل من عبء إخراج كميات كبيرة من المضاد الحيوي في دمه خاصة وأنه لا يزال في طور النمو الجسمي، موضحا أن هناك أنواعاً من المضادات الحيوية تؤثر بصورة مباشرة على الكلية أو الكبد أو تسبب ضرراً ما في الدم أو طفحاً جلدياً أو نقصاً في مناعة الجسم والخمول والتعب· وأرجع السبب الأساسي لوصف المضاد الحيوي من دون داعٍ هو عدم العلم أصلاً بنوع العدوى أو سببها فيعطى المضاد الحيوي من دون الحاجة إليه وهذا يرجع لمهارة الطبيب في التشخيص الصحيح· وأوضح الدكتور شبل أنه لابد من استكمال فترة العلاج لكل مضاد حيوي خاصة حسب نوع العدوى أو حدتها لذا يجب استكمال فترة العلاج بالمضاد حتى لا تعطي الفرصة للبكتيريا للنمو مرة أخرى كي تقاوم من جديد ويصبح المضاد بلا فائدة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©