دبي (الاتحاد) ــ أعاد الإسباني كيكي فلوريس ثقة لاعبي العين في أنفسهم، وأعاد جاهزيتهم البدنية والفنية في فترة توقف الدوري، وعاد معه بريق الأداء الجماعي المتميز للفريق، وعادت أيضا “الديناميكية” التي افتقدها “الزعيم” في المباريات السابقة، وهو ما تسبب في تحقيق الفوز بخماسية على دبي رغم النزعة الدفاعية التي لعب بها “الأسود” خلال اللقاء، والتي لم تصمد أمام التفوق المهاري والقدرة على توسيع جبهة الهجوم طوليا وعرضيا.
ويحسب للمدرب الإسباني قدرته على عمل كل ذلك في وقت قصير، خاصة أنه داوى لاعبيه نفسيا، ويكفي أنه نجح في إعادة لاعب بحجم إبراهيما دياكيه إلى التألق كصانع ألعاب متميز يملك القدرات البدنية والمهارية، بعد أن ظن الكثيرون أن اللاعب فقد بريقه، ولكنه أثبت امتلاك ما يؤهله للاستمرار بقوة في صفوف الفريق العيناوي الكبير، ويمكنه من قيادة الهجمات وصناعة الفرص وتسجيل الأهداف أيضا، وهو ما قدمه النجم الكبير.
لعب دياكيه في الارتكاز بجوار رادوي، ودافع وهاجم ومرر واستحوذ، وهو توظيف جديد قد يحقق الكثير في تشكيلة العين خلال المباريات المقبلة، ويبدو أن اقتناع اللاعبين بقدرات وشخصية كيكي أعاد لهم الكثير مما فقدوه منذ بداية الموسم كفريق متجانس يملك الكثير في كل خطوط الملعب، ويملك كل الحلول، فإذا أصبح الموقف صعبا على الأرض بسبب الكثافة الدفاعية للمنافس يأتي الحل من ألعاب الهواء، كما في هدف المدافع إسماعيل أحمد، وإن عاب الأداء بعض الثغرات الدفاعية التي تسببت في إدراك دبي للتعادل رغم اللعب برباعي الدفاع الأساسي.
لعب العين بطريقة 4-2-3-1 التي تتحول إلى 4-4-2 بانضمام بروسكي بجوار جيان، وكان عمر عبد الرحمن هو بطل الشوط الثاني، حيث تألق بالتمريرات الذكية التي تقوم على التمكن من كشف الملعب وتوقع تحرك الزميل في المكان الصحيح، وإتقان توجيه الكرة بعيدا عن متناول المدافع، وهي مميزات لا يجيدها الكثيرون وهي تشبه طريقة بيرلو في إيطاليا وأوزيل في ألمانيا وتشافي إنييستا وميسي بإسبانيا.
لعب دبي مباراة جيدة في حدود قدراته، خاصة في الشوط الأول بعد أن أغلق كل المنافذ أمام لاعبي العين، ولكنه فتح الملعب بما هو أكبر من قدرات لاعبيه في الشوط الثاني ليخسر بخماسية رغم تسجيل هدفين، وهو قادر على تحقيق الأفضل من خلال الطريقة التي يطبقها مدربه مارتن رويدا، لكن ليس أمام العين، وهو يعتمد على طريقة 4-1-4-1 بوجود عصام درويش أمام رباعي الدفاع، ووجود الرباعي حسن عبد الرحمن وبابو وجهاد الحسين ورامي يسلم خلف برونو سيزار.
وقد نجح “الأسود” في غلق المنافذ أمام مهاجمي العين بتضييق المساحات ورقابة مفاتيح اللعب، خاصة جيان وعمر عبد الرحمن، ولذلك لم يتمكن “الزعيم” من تسجيل سوى هدف واحد من ضربة ركنية، وفي الشوط الثاني قام بتطوير الأداء الهجومي، ولكنه لم يتمكن من الصمود في ظل وجود مساحات سهلت مهمة لاعبي العين، الذي رأى كيكي منحهم بعض الراحة بعد ضمان الفوز، وفق سياسة ادخار الجهد لما هو أصعب من مباريات مقبلة.
عدد اليوم
