السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الواعظات المواطنات أثبتن الجدارة بالوسطية والاعتدال

الواعظات المواطنات أثبتن الجدارة بالوسطية والاعتدال
7 نوفمبر 2014 00:17
تأخذ الدفعة الأولى من الواعظات المواطنات على عاتقها مسؤولية تنوير الرأي العام وأداء رسالتهن في الوعظ بالمساجد والمدارس والمؤسسات مراعيات الوسطية والاعتدال، وهذه الكوكبة من الواعظات المواطنات، تخرجت العام الماضي بدرجة الماجستير في الدراسات الإسلامية وانتظمت في العمل مباشرة لدى الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف. «الاتحاد» عايشت تجربة عمل هؤلاء الواعظات، اللاتي سلكن مجال العمل المباشر مع جمهور كبير من النساء والأطفال وتقديم دروس الوعظ والإرشاد، ومنهن سارة موسى إبراهيم الحوسني بكالوريوس كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي وماجستير بجامعة محمد الخامس «أكدال أبوظبي»، التي تعتبر الوعظ مسؤولية وأمانة كبيرة، ولهذا رفضت بشدة في البداية هذه المهمة، عندما عرضت عليها، لكن نجاحها في أول اختبار أمام لجنة مختصة شجعها، خاصة أنه تم تدعيمها بتدريبات على يد واعظات سبقنها في المهنة، وحضرت دروس الوعظ لمدة 6 شهور مما جعلها تقترب من جمهور من النساء وتعرف ميوله وطريقة تفكيره، خاصة أنها ستؤدي حلقات الوعظ بالمسجد نفسه، الذي كانت تحضر فيه سابقاً. وعن أول محاضرة قدمتها سارة الباحثة والكاتبة بمجلة منار الإسلام الصادرة عن هيئة الأوقاف والشؤون الإسلامية تقول: كان أكبر تحد أن أحافظ على جمهور كان متعوداً على واعظة أخرى لها تجربة كبيرة في الوعظ والاحتكاك معهم، لكن بحمد الله استمر الحضور رغم استغرابهن في البداية صغر سني وتخلف البعض عن الحضور، لكن بصبري استطعت كسب الثقة وأصبح بيننا تجاوب كبير. وحول الأسئلة المحرجة التي قد تتعرض لها الواعظة وكيفية التعامل معها، فأشارت إلى أن هناك بعض النساء يطرحن السؤال فقط للإحراج أو رغبة في إثارة الجدل وفي هذه المواقف يجب أن تتحلى الواعظة بالصبر، واستدعاء الحكمة لعدم إثارة أي بلبلة، وإذا تلقت سؤالاً فقهياً صعباً تحيل السائلة إلى المركز الرسمي للإفتاء لكي لا تفقد ثقة الجمهور المتابع. فقه النوازل ويرد على قسم فتاوى النساء شقان من الأسئلة، منها متعلق بالمشاكل الأسرية والمسائل الفقهية، فبالنسبة للأسرية منها ما يخص العلاقة الزوجية وتربية الأبناء، أو النزاعات بين العائلات، وصلة الأرحام، حيث يلعب المركز دوراً كبيراً في لم شمل الأسر، ونظراً للثقة التي يحظى بها قسم فتاوى النساء، فإن بعض المستفتيات يلجأن للقسم في كل كبيرة وصغيرة، ولذا تعمل هيئة الأوقاف والشؤون الإسلامية على إعداد الواعظة من أجل تمكينها وتأهيلها لتصبح ضمن كوادر مؤهلة، وحاصلة على خبرة طويلة عبر دورات تدريب، ويسمح لها بتحويل الفتاوى والإنصات للأجوبة التي يقدمها كبار المفتين والمفتيات. وعن هذه الدورات تقول سارة: تلقينا دورة في فقه الطهارة وأحكام الحيض والنفاس، وتناولت دورة ثانية عن القضايا الفقهية المعاصرة، حيث ناقشنا الأمور المستحدثة مثل عمليات التجميل وأطفال الأنابيب ومسألة تحديد جنس المولود، وتعلمنا أن ندرس كل حالة على حدة ولا نطلق الأحكام العامة، حيث يجب مراعاة مقتضى الحال والحاجة للموضوع. الولاء للوطن وعن أهم محاضرة قدمتها سارة الحوسني تقول: نركز في كل محاضرة على حب الوطن والولاء له، وفي هذا الإطار قدمت محاضرة في مدرسة خولة بنت الأزور العسكرية، حضرها أكثر من 700 شخص، تحدثت فيها عن حقيقة الجهاد، وكانت مفعمة بالحماس والمشاعر، كما قدمت محاضرة أخرى بالشراكة مع بلدية أبوظبي حضرها أكثر من 300 شخص، ولا يقتصر عملنا على المدارس، بل نزور المؤسسات العقابية ولي مشاركات في التلفزيون والإذاعة وعدد من الجرائد والمجلات، وأنا بصدد إعداد برنامج تلفزيوني سيبث على قناة أبوظبي الإمارات تحت عنوان «مما راق لي» وهو برنامج ديني اجتماعي من 13 حلقة. الحجة والدليل أما فاطمة سيف راشد الدهماني، بكالوريوس دراسات إسلامية وماجستير في السنة النبوية وعلومها من جامعة محمد الخامس في المغرب، فتقول: إن دراستها ساعدتها على اجتياز اختبار الوعظ بشكل جيد، موضحة أنها ألقت محاضرات للحجاج، وأن الوضع بالنسبة لها كان مختلفا، حيث كان لزاما أن تقدم شهادة تدريب، إلى جانب حضورها دروس الوعظ والإرشاد التي تقودها الواعظات اللاتي سبقنها ويشهد لهن بقوة الطرح والإقناع عن طريق الحجة والدليل العلمي. التكيف مع الموقف ومرت الواعظة فاطمة الدهماني، من قسم المتابعة والتنفيذ في إدارة الوعظ بهيئة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بمواقف مختلفة خلال تأدية عملها، من بينها حين طلب منها تقديم درس ديني لنفاجأ بالحضور كله من الأطفال، فغيرت كل فحوى الدرس وتقول: تختلف الدروس حسب الفئات العمرية، ومن النساء للرجال، ففي ليلة من ليالي رمضان طلب مني تقديم محاضرة للأمهات، لكن جاء الأطفال فقط، فتخلينا عن كل ما جهزناه وارتجلنا المحاضرة وتفاعلنا مع الصغار. اتقان العمل الواعظة ماريا محمد الهطالي بكالوريوس تخصص شريعة التي درست في المغرب، وحاصلة على الماجستير من جامعة محمد الخامس أكدال أبوظبي تحت عنوان «الحوار ودوره في الخطاب الشرعي» لفتت إلى أن الوعظ يتطلب العديد من المواصفات، حيث يجب أن يكون الواعظ شاملا، وأن تتوفر فيه الأهلية العلمية، أنها خاضت دورات مختلفة تحت إشراف لجنة مختصة من الهيئة، ونزلت الميدان بشكل تدريجي، وتقدم حالياً عدة محاضرات في مساجد الشوامخ وخليفة «أ، ب» ومنطقة بين الجسرين، ولا يقتصر عملها على تقديم دورس الوعظ، بل يتجاوزه إلى الإسهام بمقالات بمختلف الوسائل الإعلامية. وتشير الواعظة ماريا الهطالي، مدير إدارة البحوث ورقابة الإصدارات الدينية، إلى أن مجال عملها توسع ليشتمل على مهام أخرى بجانب الوعظ إلى جانب التدريبات بقسم فتاوى النساء، بمعدل ساعتين في اليوم، وأهم محاضرة قدمتها كانت في حب الوطن بمدرسة خولة بنت الأزور. الإقناع بالحجة والدليل ويعتبر الإفتاء عملية تعلمية إرشادية توصل إلى واقع الناس وهمومهم وتبصر بطبيعة الظواهر والمشاكل، التي يجب أن تعالج من خلال الوعظ والإرشاد والتكوين يلعب دورا مهما، حيث يجب أن تكون المفتية على دراية عالية بأمور الدين، وأن تكون لها القدرة على الإقناع بالحجة والدليل، ومن شروط الإفتاء أن تكون المفتية على دراية عالية بفقه الواقع، وأن تتوفر فيها الأهلية العلمية، وهو ما تؤكده الواعظة شمة يوسف الظاهري حيث مرت بمراحل زميلاتها في التدريب على الوعظ واجتازت الاختبار بنجاح، وتتدرب يوميا بقسم فتاوى النساء، لافتة إلى أن الأمر يتطلب الكثير من الجهد، لأن الإفتاء مسؤولية كبيرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©