الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خطة أميركا في باكستان··· العودة لمناطق القبائل

خطة أميركا في باكستان··· العودة لمناطق القبائل
7 يناير 2008 00:07
يدور الحوار حالياً بين كبار مستشاري الأمن القومي للرئيس ''بوش''، حول ما إذا كان ممكناً توسيع صلاحيات وكالة ''سي آي إيه'' والجيش، لتنفيذ عمليات سرية أشد حزماً في مناطق القبائل الباكستانية؛ حركت هذا الحوار، التقارير الاستخباراتية الواردة بشأن تكثيف كل من تنظيم القاعدة وحركة طالبان لجهودهما، بهدف زعزعة الحكومة الباكستانية، على حد قول عدد من كبار مسؤولي الإدارة· وكان قد التقى كل من نائب الرئيس ''ديك تشيني''، ووزيرة الخارجية ''كوندوليزا رايس''، إلى جانب عدد من كبار مستشاري الأمن القومي للرئيس ''بوش'' يوم الجمعة الماضي بالبيت الأبيض، بغرض مناقشة هذه الخطط· ويعد التفكير في هذا الاتجاه جزءاً من إعادة تقييم مجمل الاستراتيجية الأميركية المطبقة حالياً في باكستان، بعد أيام من اغتيال زعيمة المعارضة ''بينظير بوتو''؛ كما شملت الحوارات، حديثاً عن كيفية التصدي للفترة المقبلة، الممتدة من الآن وحتى موعد الانتخابات المقبلة في الثامن عشر من فبراير ومــا بعدهــا· وقال المشاركون في اللقاء المذكور، إن المهددات الأمنية التي تواجهها حكومة ''برويز مشرف''، لهي من الخطورة بحيث أصبح متوقعاً سماح حكومة إسلام أباد والجيش الباكستاني، للولايات المتحدة الأميركية بالقيام بعمليات واسعة النطاق، في مناطق القبائل التي يكمن فيها ذلك الخطر، على أن المسؤولين أنفسهم نفوا أن تكون قد اتخذت أي قرارات في هذا الشأن حتى الآن، مع الإشارة إلى عدم ذكر أسمائهم بالنظر إلى حساسية طبيعة القضايا المثارة في الحوار؛ كما تتسم مجموعة الخيارات المحددة المطروحة لهذه العمليات، بالسرية والتكتم التامين· غير أن هناك من المسؤولين من يرجح تعاون وكالة ''سي آي إيه'' وقوات الجيش الخاصة في هذه العمليات· ومن ناحيته لم يعرض الرئيس ''بوش'' أي مقترحات محددة حتى الآن لحليفه الباكستاني ''برويز مشرف'' الذي تخلى عن منصبه العسكري الشهر الماضي، ولا لخلفه الجنرال ''أشفق برويز كاياني'' -القائد الأعلى للجيش- الذي تعتقد واشنطن أنه سوف يكون أكثر تعاطفاً معها في هذه العمليات من ''مشرف''، وكان الجنرال ''كاياني'' مساعداً لـ''بينظير بوتو'' إبان توليها لمنصب رئيس الوزراء، ثم تولى مؤخراً قيادة جهاز الاستخبارات الباكستانية· ويرى البيت الأبيض والبنتاجون اليوم، فرصة تلوح من خلال التغيرات التي حدثت في بنية السلطة الباكستانية، تشجعهم على الدفع باتجاه توسيع سلطات كل من الجيش ووكالة ''سي آي إيه'' في باكستان، خاصة وأنها دولة مسلحة نووياً· وكما قال أحد كبار المسؤولين الأميركيين: ''فبعد سنوات من تركيز جهودنــا في أفغانستــان، شعرنا الآن أن المتطرفين سعوا لاغتنام فرصة أكبر لهم، وذلك بإحداثهم لحالة من الفوضى السياسية العارمة في باكستان نفسها''· وتتضمن الخيارات المتعلقة بتوسيع العمليات السرية العسكرية هذه، تخفيف القيود المفروضة على وكالة ''سي آي إيه'' من قبل إسلام أباد، بحيث يسمح لها بضرب أهداف بعينها في باكستان، وأن تستخدم المعلومات الاستخباراتية الواردة إليها من أجهزة المخابرات الباكستانية في بعض الأحيان؛ يذكر أن معظم عمليات مكافحة الإرهاب الجارية في باكستان، تقوم به وكالة ''سي آي إيه''، أما في أفغانستان، حيث لا تزال تجري العمليات العسكرية، بما فيها تلك التي تشارك قوات حلف الناتو في بعضها، فإنه سيكون في وسع الجيش لعب الدور الأكبر فيها· يجدر بالذكر أنه لن يطرأ تغيير على الوضع القانوني، في حال تكثيف العمليات وجهود مكافحة الإرهاب هذه، غير أنه وفيما لو تم توسيع الصلاحيات الممنوحة لوكالة ''سي آي إيه'' في باكستان، فسوف يكون في وسعها طلب الدعم من الجيش، أو إنابة بعض أقسام القوات العسكرية الخاصة التابعة لقيادة العمليات الخاصة مثلاً، للقيام بتلك العمليات باسمها· يشار إلى أن للولايات المتحدة الآن حوالي 50 جندياً في باكستان· وعليه وفي حال توسيع العمليات، سواء باستخدام عملاء وكالة ''سي آي إيه''، أم مقاتلي القوات الخاصة، مثل قوات "Navy Seals" فإنه لا بد من تركيز هذه العمليات على أهداف بعينها، حسب إفادات المسؤولين العسكريين، أما وزير الدفاع ''روبرت جيتس'' الذي كان في عطلة رسمية الأسبوع الماضي، ولم يحضر لقاء البيت الأبيض المذكور، فكان قد صرح في نهاية شهر ديسمبر المنصرم قائلاً: ''فيما يبدو فقد اتجه تنظيم القاعدة بأنظاره نحو باكستان، وشرع عملياً في توجيه الضربات إلى الحكومة والشعب الباكستاني''· وكانت الولايات المتحدة الأميركية قد ظلت خارج مناطق القبائل هذه، خلال الجزء الأعظم من السنوات الماضية، مخافة أن تسبب أي عمليات تقودها قواتها، حرجاً للحليف الباكستاني ''برويز مشرف''، وأن تقوي شوكة المنتقدين والمعارضين له، خاصة وأنهم يتهمونه سلفاً بما يصل إلى حد الوصف بالعمالة لـ''واشنطن''· وحتى الآن، فإن هناك من الدبلوماسيين والمسؤولين العسكريين الأميركيين، إضافة إلى بعض الخبراء الأجانب، من لا يزال يحاجج بأن من شأن تنفيذ عمليات عسكرية تقودها الولايات المتحدة الأميركية في الجانب الباكستاني من الحدود الأفغانية، أن يأتي بنتائـــج عكسيـــة، وأن يفوق ضرره ما قد يحققه من نتائج إيجابية محدودة؛ ويصدق هذا التوقع بصفة خاصة -كما يقول المدافعــون عن هـــذا الرأي- فيمــا لــو قتــل أو ألقي القبض على المقاتلين الأميركيين في مناطق القبائل هذه· وربما يكون أحد دوافع الحوار الأمني الأخير الذي جرى في البيت الأبيض، تجديد العزم على ملاحقة ''أسامة بن لادن''، ونائبه ''أيمن الظواهري'' في قيادة تنظيم القاعدة· وحتى الوقت الحالي، فإن لوكالة ''سي آي إيه'' والقوات الأميركية الخاصة، صلاحيات محدودة للغاية، تنحصر في محاولة تحديد أماكن اختفاء هذين الزعيمين، اللذين تمكنا من تضليل إدارة ''بوش'' طوال ما يزيد على 6 سنوات من اختفائهما· يذكر أن طائرات ''بريديتور'' الأميركية، قد أطلقت عدداً من الصواريخ في مناطق القبائل هذه خلال السنوات الماضية، غير أنها لم تحقق سوى نجاح محدود للغاية، وفي اعتقاد بعض مسؤولي الاستخبارات، أن أحد تلك الصواريخ بالكاد أخطأ إصابة ''أيمن الظواهري''، أثناء تناوله لمأدبة عشاء في قرية ''دامادولا'' الباكستانية، في يناير من عام ·2006 وكانت تلك آخر معلومة مؤكدة حصلت عليها الاستخبارات الأميركية عن تحركات قـــادة تنظيم القاعدة· ستيفن لي مايرز وديفيد إي سانجر وإريك شميت محررو الشؤون الخارجية ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©