الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فقط في إيطاليا.. بطلان لـ«كالشيو 2006»

فقط في إيطاليا.. بطلان لـ«كالشيو 2006»
17 أكتوبر 2015 22:00
مراد المصري (دبي) لطالما كانت إيطاليا بلد العجائب الخالدة التي أبدع في تصميمها عظماء الفن بلوحات وزخرفات واللوحات الجدارية لمايكل أنجلو ورافاييل ما زالت تثير الاهتمام إلى الآن، ومبان شيدت بشكل مائل في بيزا أو الكولوسيوم في روما، الذي بقي صامداً على مر تاريخ النزالات البشرية التي عرفها، لكنها أيضاً فرضت نفسها في عالم الساحرة المستديرة، حيث تعرف بأكثر البلاد إثارة للجدل أيضاً على صعيد النقاشات الجماهيرية والتنافس بين الأندية، والذي لا يعترف أحياناً بما هو موجود في السجلات الرسمية. في إيطاليا فقط شهد عام 2006، صعود بطلان إلى منصة التتويج، حيث رفع أليساندرو ديل بييرو قائد يوفنتوس وقتها لقب «الإسكوديتو» وسط احتفالات جماهيرية، قبل أن تنقلب الأمور خلال الصيف، حينما تواجد ماسيمو موراتي في مقر الاتحاد الإيطالي لكرة القدم للتتويج بالإسكوديتو أيضا، بعدما صدر قرار المحكمة بإنزال اليوفي إلى دوري درجة الثانية بسبب فضحية التلاعب بنتائج المباريات، وبسبب انخراط ميلان بنفس الأمر، ولكن بدرجة أقل، ليتم منح اللقب لصاحب المركز الثالث. ورغم اقتراب هذا الحدث من عامه العاشر، ما زالت الجماهير منقسمة حول الأمر، فيما يعود الجدال إلى الواجهة كلما التقى الإنتر واليوفي في أي مناسبة وتحديداً في مسابقة الدوري، وفيما يدون الانتر في سجلاته حصوله على 18 لقبا منها لقب 2006، يدون يوفنتوس في سجلاته الخاصة 33 لقباً، دون أن يعترف بما قرره الاتحاد الإيطالي لكرة القدم الذي احتسب له 31 لقبا، ويتزين الملعب الجديد للفريق بهذا الرقم الذي طاف به اللاعبون شوارع تورينو العام الماضي، احتفالا باللقب الرابع على التوالي. وتجسد هذا الأمر خلال افتتاح الملعب الجديد ليوفنتوس قبل 5 أعوام، حينما اعتلى أندريا أنيللي رئيس النادي المنصة في الحفل، وأعلن أن اليوفي لديه 29 تحققت على «أرض الملعب»، في إشارة صريحة إلى عدم اعترافه بتحديد هوية الألقاب من بوابة المحاكم. ويتمسك يوفنتوس برأيه النابع من نجاحه في ذلك العام بالذات من تحقيق الفوز على الإنتر ذهابا بهدفين دون رد، وإيابا بهدفين مقابل هدف، فيما شهد ذلك العام تفوقاً واضحاً لهم، يستدل عليه من المباراة النهائية لكأس العالم التي شهدت تواجد غالبية لاعبي إيطاليا وفرنسا من يوفنتوس بالذات. ويتعزز موقف الفريق بما أقرته المحاكم الإيطالي، بما يعرف بقانون التقادم، وهي عدم القدرة على إعادة فتح القضية رغم وجود أدلة على تورط الإنتر بنفس العملية في ذلك الوقت، حيث ترفع الجماهير دائما لافتات «المتقادمون». من جانبه، يبدو انتر ميلان الطرف الذي يجب أن يتحمل هذا الضغط الكبير، من باب المصادفة، حيث إن حصوله على المركز الثالث في ذلك العام جعله يدخل هذه الدوامة من الجدل، لكنها دون تأكيد كانت الهدية المثالية لكسر عقدة النحس التي لازمته منذ عام 1989، لينطلق بعدها ويبسط هيمنة على الكرة الإيطالية لعدة سنوات متتالية، وتوجها بحصد لقب دوري أبطال أوروبا في عام الثلاثية التاريخية في 2010، ليبدأ العملاق بعدها فترة السبات التي تأمل الجماهير أن يستيقظ منها العام الحالي، خصوصاً بعد حلوله بالمركز الثامن العام الماضي. أقيم لقاء «ديربي إيطاليا» الشهير لأول مرة عام 1909، ومر منذ ذلك الوقت في محطات بقيت خالدة في ذاكرة كتب التاريخ، ويتفوق اليوفي على صعيد مواجهات الدوري الإيطالي برصيد 86 فوزا، مقابل 57 فوزا للإنتر، فيما ساد التعادل 48 مرة. ويمكن القول، إن الشرارة الأولى للعداوة التاريخية بدأت بشكل واضح منذ عام 1961، حينما حصل خلاف حول قرار إعادة مباراة بين الفريقين، ليقرر أنجيلو موراتي رئيس الإنتر ووالد ماسيمو موراتي، أن يدفع بفريق الشباب الذي سقط أمام عمر سيفوري ورفاقه بنتيجة 9-1، فيما عاد الأمر إلى الواجهة في واحدة من المباريات الحاسمة في موسم 1997-1998، وحول تعرض رونالدو مهاجم الإنتر للإعاقة من المدافع يوليانو من عدمها، لينجح اليوفي بتحقيق الفوز بهدف دون رد، ويمضي نحو حصد اللقب، فيما تحول فتيل الغضي ليشتعل داخل البرلمان الإيطالي بسبب هذه الواقعة. ويبدو أن رحيل السويدي زلاتان إبراهيموفيتش من اليوفي إلى الإنتر بالذات، صب المزيد من الزيت على النار، حيث تحولت المباريات التي كان يتواجد فيها اللاعب إلى فقرة من صافرات الاستهجان الموجهة إليه وأعمال الشغب المتكررة، فيما يمكن وصف اللقطة التي انطلق فيها بوفون نحو موتا لاعب الإنتر عام 2009، الأكثر واقعية لعكس التوتر الكبير بين الفريقين، بما يجعل أكثر لاعبي الكرة الإيطالي «حكمة» يرفض خيار الهدوء وقت ذلك، لولا تدخل الكاميروني صامويل أيتو. وجاءت آخر فصول النزاع الموسم الماضي، حينما أحرز الإسباني موراتا هدف الفوز في وقت حاسم على ملعب جوزيبي مياتزا، ليحتفل بارتداء «نظارة شمسية»، التقطها من أحد الجماهير.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©