إعداد - محمد عبدالرحيم:
في الوقت الذي بدأ فيه المدمنون على استخدام الهاتف المحمول ''الموبايل'' يتطلعون إلى الدردشة وبث الرسائل النصية أثناء الرحلات الجوية فإن هناك مفاجأة سعيدة أخرى بانتظارهم تتمثل في إمكانية أن تصبح الهواتف أداة تساعدهم على اختصار وقت التفتيش قبل استقلال الطائرة·
وكما ورد في صحيفة ''انترناشيونال هيرالد تريبيون'' مؤخراً فإن بعض شركات الخطوط الجوية شرعت في إجراء تجارب على أنظمة تسمح بتفتيش المسافرين في بوابات المغادرة عبر التعريف عن هوياتهم بواسطة الهاتف المحمول· وبدأت جابان ايرلاينز وشركة أول نيبون ايرويز، أكبر ناقلتين في اليابان، استخدام هذا النظام من أجل تسريع وتيرة إجراءات التفتيش التقليدية تماماً كما تفعل شركة دي بي ايه التابعة للشركة الألمانية ''برلين اير''· وبينما يمكن للعديد من الأنظمة الجديدة أن توفر الورق وزمن الانتظار في صفوف عمليات التفتيش التي تجريها الماكينات أو عناصر الأمن إلا أنه لن يصبح بوسعها أبداً أن تقلل من الوقت الذي ينفق في صفوف الانتظار· بالإضافة لذلك فإن تفتيش حقائب المسافرين في أغلب الأحيان ما زال يستلزم أيضاً الوقوف في صفوف من أجل تفتيشها· لذا فقد طرحت شركة ''جابان ايرلاينز'' نظاماً للتفتيش أطلقت عليه اسم ''تاتش آند جو'' أو ما يمكن ترجمته إلى ''المس واذهب'' في أربعة من أكبر المطارات اليابانية في عام ·2005 وتوسعت الخدمة في الوقت الحالي لتشمل 44 مطاراً في جميع أنحاء اليابان إلا أنها متوفرة فقط في الرحلات الداخلية حيث لا يطلب من المسافرين إبراز أوراقهم الثبوتية· وفي سبتمبر الماضي زودت شركة أول نيبون ايرويز 24 مطاراً في اليابان بماكينات تعمل بنظام التفتيش السريع وهي تخطط لتركيب النظام في جميع المطارات التي توفر فيها خدماتها بحلول نهاية هذا العام·
والى ذلك فإن التكنولوجيا المستخدمة في المطارات اليابانية أشبه بتلك التي يجري تشغيلها في العديد من محطات النقل وأنظمة السكك الحديدية الحضرية في جميع أنحاء العالم بحيث يتم استخدام هاتف الموبايل أو البطاقة الائتمانية عبر مسحها أمام الماكينة· وعلى الرغم من أن كلا الشركتين الجويتين قد ذكرت بأن نظام التفتيش السريع برهن على نجاح ملحوظ فليس من المرجح أن يتم استخدام هذا النظام عما قريب في الرحلات الدولية أو أن يتم استخدامه في أجزاء أخرى من العالم·
وفي الوقت الذي ربما تلجأ فيه بعض الحكومات لتبني هذا النوع من نظام التفتيش لأسباب أمنية إلا أن بعض خبراء الصناعة أعربوا عن وجود مخاوف قد تصبح عائقاً أمام انتشاره· ويقول جراهام ترينجتون المحلل في مكتب أوفيوم في لندن والمتخصص في المسائل الأمنية: ''بلا شك ان مقدرات هاتف الموبايل على التوثيق قوية بشكل كاف ومن الصعوبة بمكان محاكاتها أو تزييفها بسبب أن رقم الهاتف مشفر على بطاقة الـ ''اس آي إم'' إلا أن السؤال الحقيقي سوف يتعلق بإمكانية أن يكون الهاتف مسروقاً كما يحدث في بعض الأحيان· وأقول أيضاً إن الأوراق الثبوتية يمكن أن تتم سرقتها لكن اللص الذي يسرق هاتفاً سوف يتعين عليه مطابقة هوية المالك الشرعي للهاتف مع المعلومات المضمنة في تذكرة الطائرة''· وأضاف: ''حتى إذا كان الهاتف مسروقاً واستخدم بنجاح في نقطة التفتيش فإن اللص سوف يصبح مطالباً أيضاً بعبور النقاط الأمنية الخاصة بالأمتعة والتفتيش الشخصي، لذا فليس من المرجح أن توافق السلطات الأميركية على هذا النظام لأنها تهتم أكثر بما يجلبه الشخص الى داخل الطائرة وليس معرفة هوية هذا الشخص''·
من جانبه رفض كو يوشيدا، نائب رئيس شركة جابان ايرلاينز المسؤول عن خطط التسويق المحلي، الإدلاء بتفاصيل عن المبلغ الذي استثمرته الشركة في المشروع لكنه أشار إلى أن ملايين الأشخاص درجوا على استخدام النظام منذ أن تم طرحه أول مرة في فبراير من عام ·2005 أما خدمة شركة أول نيبون التي أطلق عليها اسم ''سكيب'' فقد ظل يستخدمها 15 ألف مسافر يومياً كما أن الشركة تعكف على دراسة كيفية توسيع الخدمة في الخارج وفقاً لما ذكره تايشي نيمبورا، مدير إدارة تخطيط حدمة المسافرين في الشركة· وأضاف: ''حظيت الخدمة باهتمام بالغ من بعض شركائنا في وراء البحار بمن فيهم تحالف ستار الذي يضم شركات يونايتد ايرلاينز ولوفتهانزا''·
وأوضح:''ما زال من المبكر معرفة مقدار التوفير في التكلفة إذ أن العمل بالنظام بدأ فقط في سبتمبر الماضي، إلا أن من المؤكد أنه يتميز بالقدرة على أداء الأعمال بدون الحاجة لبطاقات الصعود الورقية''·
عدد اليوم
