اختتمت فعاليات المؤتمر الدولي حول الأوفست في الشرق الأوسط والذي عقد في أبوظبي يوم الخميس الماضي بمشاركة وفود من 20 دولة، وذلك وسط دعوات بتنظيم هذا اللقاء سنوياً· وعقد المؤتمر برعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس مجلس إدارة مكتب برنامج المبادلة·
وأقيم المؤتمر بدعم من مكتب برنامج المبادلة لدولة الإمارات العربية المتحدة ونظمه اتحاد مصنعي المعدات الدفاعية ببريطانيا (دي إم إيه) والاتحاد العالمي للأوفست والتجارة المقابلة· وقامت الشركة الوطنية للتدريب (تدريب) بالتنظيم كمدير لفعاليات المؤتمر·
وتزامن المؤتمر مع الاستعدادات الجارية لانعقاد معرض مؤتمر الدفاع الدولي (آيدكس) في أبوظبي حيث ركز هذا المؤتمر على نظام الأوفست في الشرق الأوسط بصورة عامة وفي دول مجلس التعاون الخليجي بصورة خاصة، وتم خلاله تسليط الضوء على برامج الأوفست في عدد من الدول مثل دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ودولة الكويت وسلطنة عمان وتركيا·
وأكد محمد سيف المزروعي، الرئيس التنفيذي لمكتب برنامج المبادلة، على أهمية المؤتمر الذي نجح في استقطاب نخبة من الخبراء والمتخصصين في مجال الأوفست وذلك لتبادل الخبرات والآراء حول الدور الذي يلعبه نظام الأوفست في الاقتصاد العالمي وأثره على التعاون الدولي والتنمية المستدامة·
وأضاف: ''ننظر لنظام الأوفست بوصفه أداة حيوية تساهم بفعالية في النمو الاقتصادي وتعمل على توفير الثروات لمواطني الدولة· ويدلل توقيت انعقاد هذا المؤتمر على الأهمية التي نوليها للأوفست في تحقيق أسباب النمو والتطور''·
وشهدت الجلسة الأولى للمؤتمر عرضاً قدمه كل من سيف محمد الهاجري، المدير التنفيذي بالوكالة لوحدة مشاريع المبادلة بمكتب برنامج المبادلة وخليفة الحميري، مدير الأوفست بالمكتب، استعرضا خلاله نظام الأوفست في أبوظبي مستعينين بأمثلة عن المشاريع الناجحة التي أقامها المكتب مثل شركة الألفية للاستثمار، التي تأسست عام 2000 بمساهمات من الشركات الدفاعية التي لديها التزامات مبادلة بسيطة·
وألقى العميد ركن جوي خالد محمد السليمي، مدير المشتريات والعقود بوزارة الدفاع العمانية، الضوء على برنامج الأوفست في السلطنة حيث لخص أهداف البرنامج في السعي لإقامة شراكات بين الوزارة وبين الشركات الدفاعية، إضافة إلى الاستعانة بالبرنامج في التعرف على تسهيل قيام المشاريع التي من شأنها أن تضيف قيمة للقوات المسلحة السلطانية والاقتصاد العماني·
واستعرض اللواء حمد الصقير، الأمين العام للجنة الاقتصادية للأوفست بالمملكة العربية السعودية برامج وأهداف الأوفست في المملكة، موضحاً أن البرنامج صمم لكي يلعب دوراً بارزاً في خطط التنمية الشاملة التي تستهدف تنويع الاقتصاد وتوسيع القاعدة الصناعية وإشراك القطاع الخاص في التوجهات التنموية الطموح·
وذكر مازن مدوه، المدير العام للشركة الوطنية للأوفست بالكويت أن برنامج الأوفست الكويتي ومنذ انطلاقته عام ،1992 نجح في استقطاب التزامات تقدر قيمتها الإجمالية بحوالي 2,1 مليار دولار أميركي· وأضاف أن البرنامج أقام منذ إنشائه 28 مشروعاً حيث ساهمت تلك المشاريع في توفير وظائف لنحو 300 مواطن كويتي·
وشملت قائمة المتحدثين في المؤتمر جيمس نوبلز المستشار القانوني للاتحاد العالمي للأوفست والتجارة المقابلة وأحمد حارب الفلاحي، الرئيس التنفيذي لشركة طاقة الخليج البحرية والدكتور غسان الشبل، الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للإلكترونيات المتقدمة وغيرد موللر، نائب رئيس لجنة التعويضات الهولندية وغوكنر بيلي، مدير مؤسسة إس إم إم التركية ونادي غوغلو، مدير تطوير الأعمال بمجموعة كالي·
وأعقبت فعاليات المؤتمر جلسة للإجابة عن الاستفسارات أدارها كل من نيل راتر، رئيس الاتحاد العالمي للأوفست والتجارة المقابلة والجنرال ألان شارمان، المدير العام لاتحاد مصنعي المعدات الدفاعية ببريطانيا·
وأكد المشاركون نجاح المؤتمر الذي مثل فرصة كبيرة للخبراء والمتخصصين للتفاكر حول الدور المتزايد لنظام الأوفست في تعزيز التجارة العالمية· كما شددوا على ضرورة تطوير وتفعيل الجوانب المتعلقة بتطبيق برامج الأوفست لكي تتماشى مع المتغيرات المتسارعة التي تشهدها مختلف قطاعات التجارة العالمية·
من ناحية أخرى، قام وفدان من الشركة الوطنية للأوفست بالكويت ومن وزارة الدفاع العمانية بزيارة إلى مكتب برنامج المبادلة حيث كان في استقبالهم محمد سيف المزروعي الرئيس التنفيذي للمكتب· وقاد الوفد الكويتي رئيس الشركة الدكتور عادل أحمد ونائب رئيس الشركة الشيخ أحمد منصور الصباح، بينما ترأس الوفد العماني العميد ركن جوي خالد بن محمد السليمي، مدير المشتريات والعقود بوزارة الدفاع العمانية·
وبحث المزروعي مع أعضاء الوفدين السبل الكفيلة بتعزيز التعاون بين المكتب والشركة وتبادل الخبرات بينهما· كما تمت خلال اللقاءين مناقشة التطورات التي يشهدها قطاع الأوفست في العالم· وأعقبت الزيارتين جولة لأعضاء الوفدين شملت عددا من المشاريع التي ساهم المكتب في إقامتها رافقهم خلالها زعل زايد المنصوري، المدير المساعد للمشاريع بمكتب برنامج المبادلة·
وأبدى أعضاء الوفدين الكويتي والعماني إعجابهم بالمستوى المتقدم الذي وصل إليه المكتب في تطبيق برنامج المبادلة بالدولة وبالمشاريع التي أنشئت للمساهمة في دعم توجهات التنويع الاقتصادي·
وعبر محمد سيف المزروعي عن سعادته بزيارة الأشقاء من دولة الكويت وسلطنة عمان، مؤكداً أن برنامج المبادلة لدولة الإمارات العربية المتحدة بات نموذجاً تسعى الدول الشقيقة والصديقة للاحتذاء به· وأضاف: ''يسعدنا دوماً أن نطلع أشقاءنا على تجربتنا الناجحة في حقل الأوفست وأن نتشارك معهم في تطبيق أفضل الممارسات المتبعة في هذا المجال''·
عدد اليوم
