بكين-أ ش أ: أعلنت الحكومة اليابانية اعتزامها الانضمام إلى الولايات المتحدة الأميركية في تقديم شكوى إلى منظمة التجارة العالمية ضد الصين بشأن الدعم المالي الذي تقدمه الحكومة لتشجيع الصادرات على نحو لا يتسق مع لوائح منظمة التجارة العالمية فيما يضر بمصالح الشركات اليابانية·
ويأتى الإعلان الياباني قبل أقل من شهرين من الزيارة المزمع أن يقوم بها رئيس الوزراء الصيني ون جيا باو الى اليابان خلال إبريل المقبل·
كما يأتي بالتزامن مع الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية الصيني لي تشاو شينغ الى اليابان واتفاق البلدين على عقد جوله جديدة في طوكيو خلال مارس المقبل من المحادثات الرامية الى تسوية نزاعاتهما المتفاقمة حول التنقيب عن موارد الطاقه في بحر الصين الشرقي·
وقد شدد رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي خلال لقائه مع وزير الخارجية الصيني لي تشاو شينغ اول أمس على ضرورة التوصل الى أفكار وإجراءات يتحول معها بحر الصين الشرقي من بحر للنزاعات والخلافات والاحتكاكات الى بحر للسلام والتعاون والصداقة كما دعا بكين إلى ضرورة إبلاغ طوكيو بشكل مسبق عن المواقع التي تجري فيها الصين أبحاثاً بحرية· وكانت وزارة الخارجية الصينية قد تلقت يوم الرابع من فبراير الجاري احتجاجاً رسمياً شديد اللهجة من الخارجية اليابانية على دخول سفينة الأبحاث الصينية (دونج فانج فونج2) الى ما تقول اليابان: إنها منطقة اقتصادية تابعة لها في مياه متنازع عليها قرب حقل (تشون شياو) للغاز الطبيعي في بحر الصين الشرقي·
من جهتها أكدت الصين أن عمليات التنقيب عن النفط والغاز التي تقوم بها الصين في بحر الصين الشرقي تجرى في صخور قارية في عرض البحر وهي مناطق غير متنازع عليها·
وأعادت التأكيد على موقفها فيما يتعلق بنزاعها مع اليابان حول ترسيم الحدود في بحر الصين الشرقي وحول حقوق التنقيب عن النفط الخام والغاز الطبيعي داخل المناطق المتنازع على سيادتها، وهو الموقف المعروف باسم اللاءات الأربع المتمثله في (لا لتوقف الصين عن ممارسة حقها في التنقيب عن موارد الطاقة في هذه المناطق، ولا لمشاطرة الجانب الياباني نتائج عمليات البحث والتنقيب، ولا لتحويل نزاع الطرفين الى التحكيم الدولي، ولا لأسلوب فرض الأمر الواقع من خلال اتخاذ إجراءات أحادية الجانب ''في إشارة الى الخط الذي رسمته اليابان وأسمته بالخط الأوسط دون التشاور مسبقاً بشأنه مع الصين الأمر الذي دفع بكين الى عدم الاعتراف به حتى اليوم'')· وجددت الصين الالتزام بخيار المفاوضات عبر القنوات الدبلوماسية في حل كافة المشاكل والنزاعات الدولية باعتباره الخيار الأمثل والأجدى، لكنها شددت في الوقت ذاته على أن تلك المفاوضات ينبغي أن ترتكز على مقترح النقاط الخمس الذي كان الرئيس الصيني هو جين تاو قد طرحها على رئيس الوزراء الياباني جونتشيرو كويزومي خلال لقائهما يوم 23 إبريل العام الأسبق على هامش القمة الأفرو آسيوية التي استضافتها العاصمة جاكرتا·
يذكر أن الصين واليابان عقدتا ست جولات من المشاورات حول القضايا الخلافية في بحر الصين الشرقي (أكتوبر 2004/ مايو2005/ سبتمبر 2005/ مارس 2006 /مايو 2006/يوليو2006 ) بالتبادل بين بكين وطوكيو غير أن أيا منها لم يسفر عن تحقيق أي اختراقه بالنظر الى هوة الخلافات بينهما، وإن اتفقا من حيث المبدأ على الالتزام بتسوية نزاعاتهما سلمياً والتسريع بترسيم الجرف القاري والمناطق الصخرية وسلسلة الجزر غير المأهوله في بحر الصين الشرقي وتعزيز التنمية المشتركة للموارد البحرية في هذه المنطقة·
وتنص معاهدة الأمم المتحده الخاصة بقانون البحار- والتي وقعت عليها كل من الصين واليابان- على أن لكل دولة ساحلية الحق فى إقامة منطقة اقتصادية بحرية تمتد حتى 370 كم (200 ميل بحري) من شواطئها·· غير أن البلدين اللذين يفصل بينهما أقل من 400 ميل بحري يزعمان أن تلك الحقول تقع داخل المنطقة الخاصة بهما، وهو النزاع الذي ينتظر أن تفصل فيه الأمم المتحده في موعد غايته مايو عام ·2009 يشار الى أن اليابان والصين تحتلان المركز الأول والثاني على التوالي كأكبر مستوردين للنفط الخام على مستوى العالم وهو مايجعل خلافاتهما على موارد الطاقة في بحر الصين الشرقي الرقم الأصعب في المعادلة اليابانية الصينية شديدة التعقيد·
عدد اليوم
