الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«الملاكمة».. إنجازات بـ «ضربات فقيرة»

«الملاكمة».. إنجازات بـ «ضربات فقيرة»
6 نوفمبر 2014 22:15
علي الزعابي (أبوظبي) يواجه اتحاد الملاكمة مشكلات عديدة تؤرق مسئوليه وتحد من قدرتهم على نشر اللعبة والارتقاء بها، رغم هذا حقق الاتحاد إنجازات عديدة على مر السنوات الماضية، ورغم حداثة هذا الاتحاد الذي أشهر في العام 2002 بعد أن بدأ عمله تحت مسمى جمعية الإمارات للملاكمة في العام 1999، حققت اللعبة حصاداً وفيراً من الألقاب والميداليات بالضربة الفقيرة وليس القاضية كما هو الحال في اللعبة. ومثل بقية الاتحادات تعترض مسيرة اتحاد الملاكمة صعوبات كبيرة أخطرها على المستوى المادي، حيث لا تكفي الميزانية السنوية المعتمدة من الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة ما تتطلبه الملاكمة لتيسيرها وتطويرها، كما أن الرعاة التجاريين والقطاع الخاص غائبون تماما عن هذه الرياضة، لتواجه بذلك صعوبات بالغة في تطوير الرياضة وبلوغ الأهداف، التي وضعها الاتحاد على الرغم من العمل المتميز التي تقوم به إدارة الاتحاد تحت قيادة الشيخ حامد بن بطي آل حامد، والأفكار البناءة التي تتبناها لتطوير الملاكمة بالدولة، ولكن معظم الأفكار التي تطرح تظل حبيسة الأدراج، ولا ينظر لها بالمنظور الجاد. تعاني هذه الرياضة أيضاً من مشكلة تفريغ اللاعبين، والصعوبات التي تواجههم عند الذهاب إلى المعسكرات للاستعداد والتدرب من أجل خوض البطولات المختلفة، حيث عانى الاتحاد من هذه المشكلة في وقت قريب، عندما رحل المنتخب الوطني إلى القاهرة للانخراط في المعسكر التدريبي استعداداً لخوض بطولة الخليج الثانية للملاكمة، والتي عاد منها محملاً بأربع ميداليات رغم الصعوبات. واتفق المسؤولون عن اللعبة والفنيون على آراء متشابهة في المعنى والمضمون، ومتفقة على أن الملاكمة تحصد الإنجازات دون تثمين لجهودها، نظراً للعائد المادي القليل الذي تحصل عليه متمثلاً في الميزانية السنوية المقدرة بـ 600 ألف درهم فقط، مؤكدين أن كثرة الإنجازات التي تحققها هذه الرياضة من المفترض أن تلاقي الإشادة والدعم الأكبر والاهتمام بما تنجزه وتحققه، واتفق الجميع أيضاً على أن مشكلة تفرغ اللاعبين باتت حملا ثقيلا على ظهر كل اتحاد مختص برياضة للألعاب الفردية، وطالبوا بحل هذه الأزمة المتصاعدة والمهمة، والتي باتت تقف عائقاً أمام تطور الرياضة ونموها على حد قولهم. ولم يكن الحديث عن اتحاد الملاكمة بهدف إظهار الجانب السلبي فحسب، وإنما كان هدفه معرفة حال هذه الرياضة وكيفية ادارتها من قبل اتحاد اللعبة، وجاء الجواب واضحاً، بأن الاتحاد يراهن على عمله الجيد، الذي يقدمه وفقاً لميزانيته المحدودة لتحقيق إنجازات ترفع راية الوطن، ويعد بالمزيد في حالة توفر البيئة المناسبة والدعم المادي الكافي لازدهار اللعبة في مدن وإمارات الدولة. من جانبه، أكد حسن الحمادي الأمين العام للاتحاد أن الملاكمة لعبة قديمة ومن الرياضات الأولمبية المتميزة، إلا أنها صاحبة حظ سيئ في الإمارات نظراً لقلة شعبيتها مقارنة مع الألعاب الأخرى، وبحكم حداثتها في الدولة، حيث لم تكمل عامها الثاني عشر، لذا ما زالت تشكل قلقاً كبيراً لدى أولياء الأمور بسبب خوفهم على أبنائهم من خطورتها التي وهو خوف لا محل له من الأساس، مشيراً إلى أن الملاكمة بها طرق أمان نتخذها في تدريباتنا ومبارياتنا بشكل جدي للغاية، وتعتبر اللعبة أقل خطورة من رياضة كرة اليد حسب التصنيف العالمي لأخطر الرياضات في العالم، وتأتي في المرتبة السابعة لأخطر الرياضات بعد الكثير من الرياضات والتي ستثير استغراب أولياء الأمور منها كثيراً إذا ما علموا بذلك. وأضاف: «نعمل على تجهيز العديد من اللاعبين في مراكز التدريب في الدولة، فلدينا ثمانية أندية معتمدة للتدريب تتوزع في أبوظبي والعين والمنطقة الغربية والفجيرة، إضافة إلى النادي التجاري «المحارب» في رأس الخيمة بإدارة حميد الحبسي والذي يتعاون بشكل كامل مع الاتحاد». وتابع: «حاولنا إدخال اللعبة في الأندية الرياضية بإقامة زيارات ميدانية ولكن لم نجد التجاوب، حيث اعتذرت مجالس إدارات هذه الأندية لضعف ميزانياتها وتركيزها على لعبات أخرى، رغم أن هناك لاعبين ينتمون لمثل هذه الأندية ومن السهل جداً أن تقوم الأندية بتبني هذه الرياضة بالتعاون مع الاتحاد، وتوفير المدربين وتدريب اللاعبين لزيادة الخيارات وعدد اللاعبين بجانب الأندية والمراكز الخاصة بالاتحاد. وأوضح: «هناك العديد من اللاعبين المتميزين الذين رحلوا عن هذه الرياضة بسبب غياب الحافز وقلة الدعم، واللاعب عندما يصل لسن معينة يبدأ التفكير في الرحيل عن رياضة الملاكمة والاتجاه رياضة أخرى يستطيع الاستفادة منها مادياً، ورغم ذلك هناك قلة من اللاعبين الذين عشقوا هذه الرياضة وباتوا يمارسونها حتى سن الاعتزال، وتمسك بهم الاتحاد وعينهم مدربين. ترويسة -1 شارك المنتخب في 5 فئات ببطولة الخليج الأخيرة في الكويت من أصل 10، وتمكن من إحراز ميداليات ذهبية، رغم أن المستوى الفني للبطولة كان مرتفعاً. ترويسة - 2 تمكنت منتخبات الملاكمة من حصد 14 ميدالية ذهبية و21 ميدالية فضية و71 برونزية، في مشوارها، على مستويات البطولات الخليجية والعربية والدولية. محمد مصبح: التجاهل الإعلامي يحد من انتشار اللعبة (أبوظبي - الاتحاد) أكد محمد مصبح المدرب الإماراتي، أن الغياب الإعلامي وعدم الاهتمام برياضة الملاكمة، من أبرز العوائق التي تواجهها اللعبة، مقارنة بالاهتمام الذي توليه وسائل الإعلام إلى الألعاب الجماعية، وذلك سبب عدم شهرتها بين الناس وعدم معرفتهم بوجود رياضة الملاكمة في الإمارات من الاساس. وقال: «بعض الرياضات تحتاج للدعاية والإشهار من أجل معرفة الناس بها، مثل الإشهار التي لاقته رياضة الجو جيتسو، والذي أثار رغبة وحماسة الأطفال للانخراط في هذه الرياضة، كما تبنتها المدارس والأندية الرياضية بعد ذلك لتلقى رواجاً كبيراً» وأضاف: «نعمل بمجهوداتنا الشخصية لجذب طلاب المدارس إلى الملاكمة، وأنا كمدرب مسجل في الاتحاد أحاول زيارة المدارس والاتفاق مع إداراتها من أجل إعطاء محاضرات عن الملاكمة للأطفال بهدف تشجيعهم على ممارسة هذه الرياضة، ولكنني أواجه صعوبات في بعض الأحيان في التعامل مع بعض المدارس، وسنحاول التواصل مع وزارة التربية والتعليم للسماح لنا بالترويج عن هذه اللعبة، وبعد ذلك نقوم بتوفير كشافين لاختيار اللاعبين من المدارس لزيادة القاعدة». وتابع: «اللعبة الآن تحصد الألقاب وتتطور على مر الأيام، ولدينا مراكز عدة لتدريب اللاعبين متوزعة على إمارات الدولة، والصالات مجهزه بأحدث المعدات والمتطلبات الكاملة من أجل ممارسة التدريبات على أحسن وجه، فالاتحاد لم يقصر بتوفير مثل هذه الاحتياجات». وقال: «لدينا أفضل اللاعبين على على مستوى الخليج بفئة الناشئين والشباب، وحصلنا في السابق على فضية آسيا في فئة الناشئين»، مشيراً إلى أن هناك مشكلات وصعوبات تواجههم تتمثل في عدم القدرة على السيطرة على اللاعبين الصغار، لأنهم لا يواظبون على التدريبات بشكل مستمر، إضافة إلى الضغوط التي نعانيها من أولياء الأمور بسبب دراسة الأبناء، ورغم كل هذه الظروف لدينا أعداد لا بأس بها من اللاعبين ولكننا نطمح لزيادة هذا العدد، وتوفير منتخبات مستعدة وجاهزة لتمثيل الدولة وفئة احتياطية تدعم هذه المنتخبات. صالة «المحارب» تدعم المنتخبات بكوادر واعدة (أبوظبي - الاتحاد) يعتبر نادي المحارب للفنون القتالية أحد الأندية والمراكز الرياضية التي تدعم رياضة الملاكمة والتايكواندو في الدولة، ويسهم في توفير لاعبين في الملاكمة لخدمة المنتخبات بمختلف فئاتها، ويأتي هذا النادي ومقره في رأس الخيمة بإدارة إماراتية لصاحبه حميد الحبسي الذي أكد أن فكرة إنشاء النادي جاءت قبل سنة لعشقه لرياضات الفنون القتالية بعد أن مارس التايكواندو، وعمل على تنفيذ الفكرة بشكل سريع وقياسي ليكمل النادي سنته الأولى. وقال: «نعمل على تدريب جميع الفئات من الناشئين والشباب والكبار على فنون الملاكمة والتايكواندو، ولدينا مدربون بمستوى عال لتأهيل وتدريب هؤلاء اللاعبين، ونجحنا في تقديم 7 لاعبين للملاكمة سينخرطون في المنتخبات المختلفة». وأضاف: «مهمتنا تأهيل اللاعبين وتدريبهم، صحيح أن فكرة النادي كانت تجارية، إلا أننا نطمح الآن إلى افتتاح صالة رياضة بالتعاون مع نادي الإمارات مخصصة للمواطنين ومن دون مقابل لدعم الشباب واستقطابه للانخراط في الملاكمة بالتعاون مع اتحاد اللعبة ونادي الإمارات». الزعابي: لدينا خامات جيدة تحتاج المساندة (أبوظبي - الاتحاد) أكد عبدالله الزعابي، عضو مجلس إدارة الاتحاد، رئيس اللجنة الفنية للمنتخبات، أن الملاكمة تعيش واقعاً مؤلماً، خصوصاً في ما يتعلق بتفرغ اللاعبين عند تمثيل الدولة في المحافل الخارجية، سواء في المدارس والجامعات للاعبين الشباب والناشئين أو جهات العمل بالنسبة للاعبين الكبار. وقال: «هل يعقل بأن يقوم الاتحاد بإرسال 22 طلباً لتفرغ اللاعبين، وتصل الموافقة على خمسة فقط، ويستطرد: نعم هذا ما نعيشه مع كل أسف في ما يخص تسيير اللعبة، فجهات العمل ترفض التفرغ، واللاعبين يحتاجون إلى معسكرات تدريبية خارجية من أجل تهيئتهم وتدريبهم، خصوصاً قبل خوص البطولات». وأضاف: «لدينا خامات جيدة وقابلة للتطور والتقدم إلى الأمام، إذا ما وجدت الاهتمام الجيد والدعم المادي والمعنوي والمساندة، فقد تمكنِّا من إحراز العديد من الميداليات المنوعة على مستوى بطولات الخليج والعرب وآسيا، وهو ما يبشر خيراً لمستقبل الملاكمة إذا ما استمر هذا العمل الذي نقوم به، بجانب توفير الاحتياجات التي يتطلبها الاتحاد وتوفير البيئة المناسبة له».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©