واشنطن تتخلى عن صفة المقاتل العدو لتبرير استمرار اعتقال المشتبه بهم

أعلنت إدارة اوباما انها تتخلى عن صفة ''المقاتل العدو'' لتبرير احتجاز أشخاص مشبوهين بالإرهاب في سجن جوانتانامو، كما أعلنت الجمعة وزارة العدل· فتعريف ''مقاتل عدو'' الذي وضعته إدارة بوش لتحديد الافراد الذين يشتبه في أنهم ''دعموا'' أو ''شاركوا'' في أعمال إرهابية ، قد برر حتى الآن الاعتقال غير المحدود للمشبوهين في جوانتانامو من دون توجيه التهمة اليهم، ومنذ سبع سنوات أحياناً· وأوضحت الوزارة في بيان أنها سلمت محكمة فيدرالية قاعدة جديدة لتبرير اعتقال السلطات أسرى في جوانتانامو· وأضاف البيان أن التعريف ''لا يستخدم ''المقاتل العدو'' وان اعتقال مشبوه بالإرهاب ''سيستند الى القوانين الدولية''· وهذا يعني أن الذين سيعتقلون هم فقط ''الذين قدموا دعماً مهماً الى القاعدة وعناصر حركة طالبان''، كما أوضحت وزارة العدل· وأضاف البيان ان ''المعايير الجديدة تستند الى القانون الدولي للحرب·· وتنص صراحة على أنه ليس من سلطة الحكومة اعتقال هؤلاء الأشخاص بتهمة تقديم دعم طفيف او غير مؤكد الى القاعدة أو طالبان''· وقال وزير العدل اريك هولدر ''فيما نعمل على وضع سياسة جديدة تتعلق بهؤلاء المعتقلين، من الضروري أن نتصرف بطريقة تعزز أمننا القومي، على أن تتوافق ايضا مع قيمنا ومع القانون''· وقد فتح سجن جوانتانامو بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001 لاحتجاز الأشخاص الذين صنفوا ''مقاتلين غير شرعيين''· ومنذ بداية ولايته في يناير، أمر الرئيس باراك اوباما بغلقه قبل مطلع، 2010 خلافاً لسياسة سلفه جورج بوش المثيرة للجدل في مكافحة الإرهاب· الى ذلك، قالت وزيرة الخارجية البريطانية جاكي سميث إنه لا زالت توجد خلافات بين الولايات المتحدة وبريطانيا بشأن ما قد تكون آخر حالة لمعتقل له صلة ببريطانيا معتقل في سجن جوانتانامو· وتسعى سميث التي تزور واشنطن لإجراء محادثات مع مسؤولين أميركيين الى عودة شاكر عامر· وهو مواطن سعودي كان يعيش في بريطانيا ومتزوجاً من بريطانية ولديه أربعة أطفال في لندن· وتأتي زيارة سميث بعد الإفراج الشهر الماضي عن بنيام محمد المعتقل في جوانتانامو المولود في اثيوبيا وإعادته الى بريطانيا لكونه كان مقيماً شرعياً فيها قبل اعتقاله· وعندما سأل الصحفيون سميث ما إذا كانت هناك حالات أخرى مماثلة قالت ''توجد حالة سجين نريد عودته الى المملكة المتحدة''· وقالت ''نحن ندرك أنه يجري بحث ظروفه الخاصة في الوقت الراهن وأن الإدارة الأميركية قالت إنها لا تريد إعادته الى المملكة المتحدة''· ووصفت عامر بأنه مقيم سابق في بريطانيا· ويعتقد انه ألقي القبض عليه في أفغانستان بعد وقت قصير من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2001 للإطاحة بطالبان· وذكرت تقارير هيئة الإذاعة البريطانية أن عامر قدم طلباً للحصول على الجنسية وانه كان لديه تصريح بالإقامة في بريطانيا عندما القي القبض عليه· وأشارت منظمة العفو الدولية الى سجين آخر في جوانتانامو هو أحمد بلباشا على انه له علاقات قديمة مع بريطانيا· وقال محامو عامر إنه محتجز في سجن انفرادي وتعرض للضرب والحرمان من النوم ودرجات حرارة شديدة التفاوت· وامتنعت وزارة العدل عن التعقيب على تصريحات سميث بشأن عامر قائلة إن إدارة الرئيس باراك اوباما تجري مراجعة شاملة لسياسة الاعتقال· وقال المتحدث دين بويد ''ستكون هناك قضايا مختلفة يجري بحثها من خلال عملية مراجعة الاعتقال''· وقالت سميث إنها لا تزمع بحث حالات منفردة مع وزير العدل الأميركي ايريك هولدر الذي اجتمعت معه امس· واجتمعت في وقت سابق مع وزيرة الأمن الداخلي جانيت نابوليتانو·