الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«العفو الدولية»: غارات الطائرات بلا طيار قتلت مدنيين

23 أكتوبر 2013 00:02
إسلام آباد (وكالات) - دعت منظمتان حقوقيتان أمس إلى وضع حد لـ”السرية” المحيطة بغارات الطائرات بدون طيار في باكستان واليمن ومحاكمة المسؤولين عن هذه الغارات “غير الشرعية”. وصدر هذان التقريران عن منظمة العفو الدولية و”هيومن رايتس ووتش” حول عمليات القصف التي تنفذها الطائرات بدون طيار الأميركية والرامية مبدئياً إلى تصفية أعداء الولايات المتحدة، عشية لقاء في واشنطن بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف الذي يعتبر بلده أكثر البلدان المستهدفة من جانب غارات لطائرات أميركية من دون طيار. ومن المتوقع أن يجري بحث مسألة هذه الغارات التي تندد بها باكستان في مواقفها الرسمية أثناء اللقاء الذي يعقد بمناسبة أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس وزراء باكستاني إلى واشنطن في عهد أوباما. وقتل ما بين 2000 و4700 شخص بحسب تقديرات مختلفة بينهم مئات المدنيين منذ العام 2004 فيما يزيد على 300 غارة لطائرات أميركية بدون طيار في المناطق القبلية شمال غرب باكستان، المعقل الرئيسي لمقاتلي طالبان ومجموعات أخرى مرتبطة بالقاعدة على الحدود مع أفغانستان. وفي تقرير واقع في حوالي ستين صفحة تدعو منظمة العفو الدولية الولايات المتحدة إلى الكشف عن المعلومات حول هذه الغارات للتحقق مما إذا كانت تحترم القانون الدولي، وهي قد تكون كذلك في حال كانت تهدف مثلاً إلى القضاء على تهديد آنٍ لواشنطن. وقال مصطفى قادري المحلل في منظمة العفو في باكستان إن “السرية المحيطة ببرنامج الطائرات بدون طيار تعطي الحكومة الأميركية حقاً في القتل يتخطى صلاحيات المحاكم والمعايير الجوهرية للقانون الدولي”. وتابعت المنظمة في تقريرها أن “على السلطات الأميركية أن تفتح برنامج طائراتها بدون طيار أمام تدقيق علني مستقل وحيادي”. وتطرقت منظمة العفو تحديداً إلى أربعين غارة نُفِّذت منذ منتصف 2012 في شمال غرب باكستان، بينها غارة جرت في 24 أكتوبر 2012، وأدت إلى مقتل امرأة تبلغ 68 عاماً، وتدعى مامانا بيبي في بلدة بولاية شمال وزيرستان القبلية، الهدف الرئيسي لغارات الطائرات الأميركية من دون طيار في باكستان.وأوضحت المنظمة الحقوقية في تقريرها أن “منظمة العفو الدولية لم تعثر في تحقيقها حول هذه الغارة على أي دليل عن منشآت عسكرية أو مجموعات مسلحة أو مخابئ أو مقاتلين”، ما يوحي بحصول “فشل كارثي” للسلطات الأميركية التي قد تكون اعتبرت مامانا بيبي خطأ على أنها من المقاتلين. وعلى ضوء هذا المثل، دعت منظمة العفو الدولية واشنطن إلى إحالة المسؤولين عن هذه الهجمات “غير الشرعية” على القضاء والتعويض على عائلات الضحايا الأبرياء. ولفتت بهذا الصدد إلى أنه حتى الغارات التي تقتل فقط متمردين قد تعتبر “تصفيات خارج إطار القانون”. ودعماً لموقفها المندد بهذه الغارات تشير منظمة العفو إلى “الهجمات ضد فرق الإغاثة” حين تقوم طائرة بدون طيار بقصف الموقع نفسه للمرة الثانية في وقت يكون أقرباء ضحايا الغارة الأولى وفرق الإسعاف في المكان. كذلك انتقدت منظمة العفو الدولية “الازدواجية” في موقف باكستان التي تعتبر رسمياً أن هذه الضربات انتهاك لسيادتها، لكنها ترى سراً أن الكثير من هذه الغارات كان “مفيداً” كما “يبدو أنها تزود” الأميركيين بمعلومات تسمح لها بتوجيه ضربات تستهدف بعض المتشددين المسلحين. وأبدت المنظمة قلقها مما اعتبرته “تواطؤاً” من جانب أستراليا وألمانيا وبريطانيا التي “تقدم على ما يبدو معلومات استخبارية ومساعدة” لغارات الطائرات الأميركية من دون طيار. إلى ذلك، نشرت منظمة حقوقية أخرى هي “هيومن رايتس ووتش” أمس تقريراً مطولاً بشأن الغارات الأميركية من طائرات بدون طيار على اليمن، التي تضم أحد أبرز معاقل القاعدة في شبه الجزيرة العربية. وتعدد المنظمة في هذا التقرير عدداً من الهجمات الدامية ضد مدنيين، وتعتبر أيضاً أن الولايات المتحدة عليها “شرح الأساسات القضائية لهذه الاغتيالات الموجهة” و”توضيح علنا كل الأوامر الصادرة” بشأن هذه الهجمات وإحالة مرتكبي هذه “جرائم القتل غير الشرعية” إلى العدالة. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أعلن خلال زيارة إلى باكستان في أغسطس الماضي أن غارات الطائرات بدون طيار الأميركية يجب أن تحترم القانون الدولي أو أن تتوقف. وحتى اليوم، تم تقديم الغارات الأميركية بواسطة الطائرات من دون طيار على أنها خاضعة حصراً لإدارة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) المكلفة التجسس خارج الحدود الأميركية، لكن بحسب وثائق اطلعت عليها صحيفة واشنطن بوست، فإن وكالة الأمن القومي الأميركية المكلفة عمليات المراقبة الرقمية، هي أيضاً ضالعة في فك رموز معلومات تهدف إلى تحديد مواقع عملاء القاعدة في باكستان تمهيداً لاستهدافهم بالغارات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©