الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

فضل المهاجرين والأنصار

فضل المهاجرين والأنصار
6 نوفمبر 2014 23:26
يقول الله تعالى في كتابه الكريم: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)، «سورة الأنفال: الآية 72». جاء في كتاب صفوة التفاسير للصابوني في تفسير الآية السابقة: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ)، أي صدقوا الله ورسوله (وَهَاجَرُواْ)، أي تركوا وهجروا الديار والأوطان حباً في الله ورسوله (وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ) أي جاهدوا الأعداء بالأموال والأنفس لإعزاز دين الله، وهم المهاجرون (وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ) أي آووا المهاجرين في ديارهم ونصروا رسول الله وهم الأنصار (أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ) أي أولئك الموصوفون بالصفات الفاضلة بعضهم أولياء بعض في النصرة والإرث، ولهذا آخى - صلى الله عليه وسلم - بين المهاجرين والأنصار (وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ) أي آمنوا وأقاموا بمكة فلم يهاجروا إلى المدينة (مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ) أي لا إرث بينكم وبينهم ولا ولاية حتى يهاجروا من بلد الكفر (وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ) أي وإن طلبوا منكم النصرة لأجل إعزاز الدين، فعليكم أن تنصروهم على أعدائهم لأنهم إخوانكم (إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ) أي إلا إذا استنصروكم على من بينكم وبينهم عهد ومهادنة فلا تعينوهم عليهم (وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)، أي رقيب على أعمالكم فلا تخالفوا أمره ذكر تعالى المؤمنين وقسمهم إلى 3 أقسام: المهاجرين، الأنصار، الذين لم يهاجروا، فبدأ بالمهاجرين لأنهم أصل الإسلام وقد هجروا الديار والأوطان ابتغاء رضوان الله، وَثَنَّى بالأنصار لأنهم نصروا الله ورسوله وجاهدوا بالنفس والمال، وجعل بين المهاجرين والأنصار الولاية والنصرة، ثم ذكر حكم المؤمنين الذين لم يهاجروا وبَيَّن أنهم حرموا الولاية حتى يهاجروا في سبيل الله (صفوة التفاسير للصابوني 1/516). لقد تربى حول الرسول - صلى الله عليه وسلم وفي مدرسته رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، نفذوا أوامره، وامتثلوا لتعاليمه، والتزموا بتوجيهاته، هؤلاء هم الصحابة الكرام - رضي الله عنهم أجمعين - الذين أنجزوا في بضع سنين ما يعجز عن تحقيقه أفذاذ الرجال في مئات السنين، وللصحابة الكرام - رضي الله عنهم أجمعين - منزلتهم الكريمة، ومن المعلوم أن المهاجرين والأنصار كان لهم فضل السبق في حمل رسالة الإسلام والوقوف بجانب الرسول - صلى الله عليه وسلم - وبذلك الغالي والنفيس في سبيل الله سبحانه وتعالى، فقد حملوا لنا هذا الدين، كي تسير الأمة على هدى كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم-، فلهم فضل علينا - نحن المسلمين - وعلى الإنسانية جمعاء، حيث إن الإسلام نهض على أيديهم، وتحت قيادته - صلى الله عليه وسلم-، حين قدموا إيمانهم وولاءهم لله وللرسول- صلى الله عليه وسلم - على كل شيء، وحين باعوا أنفسهم لله، فاحتملوا الأذى والاضطهاد، وصبروا صبراً جميلاً.أثنى الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم على المهاجرين والأنصار في عدد من الآيات القرآنية، منها: * قوله تعالى: (لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)، «سورة الحشر الآية 8-9». كما أثنى نبينا - صلى الله عليه وسلم - على المهاجرين والأنصار في عدد من الأحاديث النبوية الشريفة، منها: * أخرج الإمام البخاري في صحيحه في كتاب فضائل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم-، باب مناقب المهاجرين وفضلهم: «مِنْهُمْ أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي قُحَافَةَ التَّيْمِيُّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: (لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ)، «وَقَالَ اللَّهُ تعالى: (إِلا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ) - إِلَى قَوْلِهِ - (إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا)، قَالَتْ عَائِشَةُ وَأَبُو سَعِيدٍ وَابْنُ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ-: وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْغَارِ»، «أخرجه البخاري». لذلك يجب علينا أن نحب المهاجرين والأنصار ونحترمهم ونقدرهم، وأن ندرس سِيَرَهُم العطرة لنقتدي بهم - رضي الله عنهم أجمعين-، وأن نترضى عنهم، وندعو لهم بالمغفرة، ولا نسمح لأحد بالتطاول عليهم .
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©