الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

غدا في وجهات نظر..سوريا: 5 سنوات ثورة

غدا في وجهات نظر..سوريا: 5 سنوات ثورة
11 مارس 2016 21:28

سوريا: 5 سنوات ثورة يقول حازم صاغية: توفّر المحطات السنوية مناسبات للاسترجاع والاستعادة، وأحياناً للتأمل، وربما للتصحيح حين يبدو التصحيح ممكناً. ومن الطبيعي في الحالة السورية، مع انقضاء خمس سنوات على اندلاع الثورة، أن تتزايد هذه الميول جميعاً. فالحدث لا يزال راهناً وحاراً، أكان في وجهه العنفي الذي لا يزال مبكراً جداً القول بانقضائه، أم في جروحه الاجتماعية قتلاً ونزوحاً وتهجيراً. لكنْ في سوق الكلام الذي يهب من كل مكان، ويحمل كل معنى، لا بأس بالعودة إلى أساسيات يعيد الحدث الكبير في ذكراه السنوية الخامسة تذكيرنا بها. فعلى عكس ما يقول البعض، ليس مستغرباً على الإطلاق أن تقوم الثورة السورية في مارس 2011، وسط المناخ الثوري العام الذي طال خمسة بلدان عربية (تونس ومصر وليبيا واليمن، فضلاً عن سوريا). المستغرب، في المقابل، أن تلك الثورة تأخرت كل هذا الزمن المديد. فهي طلب شعبي على الكرامة الإنسانية والحرية والخبز من نظام بعثي ولد في 1963، وصار عائلياً في 1970، ثم وراثياً في 2000. وعلى مدى هذه السنوات لم يُستشر الملايين في أمر حياتهم وموتهم، فتُركوا لنظام من القمع والإفقار والتجويع والعزل عن العالم. وربما كان أهم ما في الثورة، فضلاً عن التضحيات البطولية التي أبداها ولا زال يبديها السوريون في مواجهة إجرام غير عاديّ، أنها كسرت نظريات الكذب والتمويه التي أنتجها النظام السوري نفسه، ولاسيما أنها كسرتها على أرض سوريا ذاتها. فالصمود والتصدي وتحرير فلسطين ومكافحة الإمبريالية وسواها هي بالضبط ما تبين أنها وصفات زائفة لتكبيل السوريين وإدامة استلابهم وفصلهم عن حياتهم والتصدي لهمومهم المباشرة. وقد انكشف استطراداً أن النظام الأسدي على كثرة تشدقه بالوطنية والقومية لا يمانع، في دفاعه عن ذاته واستمراره، في تأجير السيادة الوطنية لدول كإيران وروسيا، ولتنظيمات طائفية لبنانية وعراقية وسواها.

«حزب الله» ووباء الطائفية يرى د. خالص جلبي أن ما يحصل في المنطقة العربية حيث جنون الحرب والوباء الطائفي والجذام الحزبي يصيب من يريد أن يرى أن ليست ثمة إحداثيات في الرؤية فيصاب بالدوار. وأذكر من صديق الفكر إدريس المغربي كيف كان متحمساً لفكر اللاعنف، ثم كب على وجهه مع سراب المدعو «نصر الله» اللبناني، ثم انقلابه مجدداً ضده حين رآه يفتك قتلًا بالأطفال السوريين، والمسألة كما جاء في قول منسوب للمسيح، عليه السلام، أن من أخذ السيف بالسيف يهلك، وهو ما حصل لنصر الله ومآله وكل من سار على دربه العاثر. ونحن في الطب نمارس في المشافي العلاج بشكليه المحافظ الروتيني من إعطاء الدواء كما نمارس أيضاً الجراحة، وكذلك الحال في ظاهرة السلم والحرب. ولكن على القارئ أن ينتبه إلى أن قاعات العمليات الجراحية في مشفى يحوي 600 سرير يكون عددها ست قاعات للعمليات الجراحية أي واحدة لكل مئة سرير. وكذلك هي ظاهرة الحرب واستخدام القوة، إذ يجب أن تكون هي آخر الحلول. منذ ظهر تنظيم «حزب الله» باسمه الذي انتحله، تذكرت سفرتي إلى طهران في مناسبة شهر بهمن (فبراير) الذكرى الثانية للثورة الإيرانية. كنت مأخوذاً بنهجها السلمي في إسقاط الشاه. وكان رشيد الجزائري يصرخ في التلفون أن الثوار أمسكوا بالسلاح، فهم يقاتلون الحرس الشاهنشاهي؟ لم أستوعب فكرته تماماً لأن قدر الانسجام الفكري بيننا كان كبيراً حتى انشق فأصبح الرجل اليوم من دعاة التشيع، وأخذ لقب «مستبصر»، بعد أن كان التلميذ رقم واحد للمفكر الجزائري مالك بن نبي.

الاقتصاد الأميركي..هبوط وصعود يقول بول كنيدي: في الوقت الذي ينشغل فيه المترشحون «الجمهوريون» و«الديمقراطيون» في الصراع، وتحسين المواقف، والتباهي بالقدرة على شق طريقهم عبر المراحل المبكرة من الانتخابات الرئاسية لهذا العام، يمكن لنا القول من دون افتئات إن لا أحد منهم، سيلفت انتباه الناخبين إلى كتاب جديد مهم، يقول الكثير عن مستقبل أميركا. يرجع هذا لأسباب منها على سبيل المثال لا الحصر: أولًا، أن لا أحد منهم لديه الوقت لقراءة كتب في هذه الأيام التي يحتدم فيها الصراع الانتخابي، (هذا إذا افترضنا جدلاً أن قراءة الكتب الجادة يندرج ضمن هواياتهم). وثانياً، أن الكتاب المقصود، هو كتاب يتحدى أي ادعاء لسياسي، وكل علاج لخبير، بشأن الكيفية التي يمكن من خلالها دفع الاقتصاد الأميركي الباهت للازدهار مجدداً في العقود المقبلة، كما فعل ذات مرة منذ نصف قرن أو نصف قرن ونيف. ربما ترجع صعوبة ذلك، إلى حقيقة أن العهد الذي شهد توسع الاقتصاد الأميركي لمستويات غير مسبوقة، «ربما يكون لحد كبير» عهداً يأتي لمرة واحدة ولا يتكرر»، كما يذهب إلى ذلك كثيرون، أو ربما يكون مجرد توافق مع الظروف التاريخية السائدة في تلك الفترة، بمعنى أنه كان فصلاً تاريخياً فريداً هو الآخر. وهكذا يمكن القول إنه حتى إذا كان بمقدورنا النمو مرة أخرى، فإن ذلك النمو لن يكون أبداً بتلك الوتيرة التي كان عليها النمو الذي تم في الماضي، وهي حقيقة نجد جميعاً صعوبة في القبول بها.

والكتاب المقصود عبارة عن مجلد ضخم مكون من 762 صفحة مليئة بالمعلومات وعنوانه:«صعود وهبوط النمو الأميركي» ومؤلفه هو «روبرت جيه. جوردون» أستاذ الاقتصاد بجامعة «نورث ويسترن» الأميركية، والذي يعد هذا الكتاب تتويجاً لجهوده البحثية التي تواصلت على مدى سنوات عديدة، لإيجاد إجابة عن السؤال الاقتصادي الرئيسي لعصرنا وهو:« ما هو السبب في أن الاقتصاد الأميركي لم يتمكن أبداً من العودة إلى سنوات الازدهار السعيدة التي شهدها زمن أجدادنا؟».. وما هو السبب في أن معدل نمو الإنتاجية السنوي في عهد الإدارات الأميركية المتتالية، عقدًا بعد عقد، قد تراوح ما بين نصف إلى ثلث معدل الإنتاجية في عهد إدارتي ترومان وأيزنهاور؟، أو بتعبير آخر، إذا ما كان النمو المتواضع هو الوضع الطبيعي لدينا، فما هو الشيء الذي كان مختلفاً في ذلك العهد الذي تحقق فيه الازدهار الكبير؟ إذا ما كان لدى أي أحد شك في هذه الحقيقة، فما عليه سوى أن يدرس بعناية أهم رسم بياني في كتاب جوردون، وهو الرسم الذي يبين«نمو إنتاجية العوامل الكلية في الاقتصاد الأميركي خلال الفترة من 1900 إلى 2012».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©