تشكيلية بريطانية تقدم عوالم البحر والصيف بألوان مشرقة

عرضت الفنانة التشكيلية الإنجليزية ميل ستونز أمس الأول في أبوظبي عشرين لوحة فنية في معرضها الذي حمل عنوان “مذكرات من أعلى”، ويستمر حتى الثامن عشر من الشهر الجاري. ميل ستونز تعيش في أبوظبي منذ واحد وعشرين عاماً، لهذا اقتربت عوالم فنها من البحر والصيف والمظلات والشواطئ والقبعات والدراجات الهوائية على الساحل والخيول البيضاء والرمال، أما الألوان التي تستخدمها فهي في الأغلب ذات صبغة حادة تميل إلى الكثافة والبريق وبخاصة اللونين الأزرق والأخضر اللذين يكسران عادة باصفرار يعطي للوحة بُعداً مشرقاً. حملت اللوحات المعروضة في فندق ميلينيوم عناوين متعددة ومنها “منظر المساء”، الأحذية القديمة”، “بصحبة الصديق القديم” و”صديقي القديم مستر دومي” و”خيول 1 و 2” و”دراجة الصيف”. تشكل القبعة الإنجليزية مصدر إلهام لهذه الفنانة، بالإضافة إلى المظلة الرأسية الشمسية والشاطئ مصدر إلهام آخر، وكلاهما قد تجسد في لوحاتها بشكل مكثف وهو دليل على علاقتها بجغرافية المولد والنشأة من بريطانيا إلى أبوظبي. وتقول الفنانة في كتيب المعرض “إنها ستغادر إلى بريطانيا وأن هذا هو آخر معرض لها في أبوظبي، حيث اشتركت من قبل في معارض عديدة مع فنانين عالميين، وحازت على رضا الكثير عن فنها من خلال اشتراكها مع فنانين في كندا وإيطاليا وأثيوبيا وإنجلترا وجوهانسبرج وغيرها”. تشتغل ميل ستونز البالغة من العمر خمسة وعشرين عاماً بالألوان المائية في أغلب أعمالها، فهي بحسب قولها تعطيها مساحة من إشراقة اللون ومن صفاء الحركة وقد تعلمت الرسم على يد والدتها الفنانة الإنجليزية وتعتبرها الناقد الأول لأعمالها. تهيمن الدراجة الهوائية - الملفتة في أعمالها التشكيلية - على موضوعة لوحاتها وهي الدراجة الكلاسيكية التي ارتبطت بالريف والعالم البسيط غير المعقد، هذا بالإضافة إلى لمحتها عن عربة الطفل الإنجليزية ذات العجلات الأربع والمظلة المتحركة والمقبضين المحدبين. كما رسمت ميل ستونز الحصان العربي بشغف كبير، وقد أسبغت عليه مجموعة من الإكسسوارات والألوان التي أعطته مسحة ذاتية، خرز ملون، وشعر برتقالي، وسرج أزرق في لوحة أثارت إعجاب الكثيرين كون هذه الفنانة قد أدخلت رؤيتها الخاصة في النظر إلى هذا المخلوق الجميل. كانت دراجة ميل ستونز الهوائية الحمراء قد ركنتها على جدار حديدي مطلي بالأزرق مما أعطى اللوحة قتامة، غير أنها رسمت جزءاً من الجدار باللون الأصفر مما شكّل بريقاً للوحة، من جانب آخر رسمت ميل ستونز ماكينة الخياطة اليدوية القديمة “سنجر” وقربها سلة الخياطة “الأبر، الخيوط، المقص، أشياء مبعثرة صغيرة، بقايا أجزاء من الخياطة” فأعطت هذا الجو الحميمي، الأليف نكهة تاريخية للوحتها. تلك هي أعمال ميل ستونز في معرضها الذي عاش فيه الجميع حياة ماضية لم تعد نراها ثانية.