الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

اقتصاد هندي مشتعل

19 فبراير 2007 01:34
يشهد الاقتصاد الهندي في الآونة الأخيرة موجة من التقدم الملحوظ كلما ازداد عدد رجال الأعمال والمستثمرون الأجانب المندفعين بأعداد كبيرة الى بانجلور ومومباي لاقتناص الفرص الاستثمارية المُربحة في الهند· وتشير التوقعات إلى أن معدل النمو الاقتصادي الهندي من شأنه أن يمثل في هذا العام أرقاما هي أضعاف ما كانت عليه قبل سنوات قليلة· فالأرباح في تزايد مستمر، ويُذكر أن إجمالي الناتج المحلي في الهند قد ازداد بنسبة 9,2 في المائة حتى شهر سبتمبر من العام الماضي، ولاشك في أن النمو في ازدياد مستمر· ويتوقع المحللون أن يستمر النمو الاقتصادي في العام الجاري قويا بفعل الطفرة التي تشهدها الهند في مجال الاستثمار والاستهلاك· فالخطة الخمسية التي وضعتها الحكومة الهندية حتى ديسمبر من عام 2011 تهدف إلى هدف طموح يتمثل في الوصول الى متوسط نمو سنوي لا يقل عن 9 في المائة· ويتوقع معظم الاقتصاديون الهنود متوسط نمو تبلغ نسبته حوالي 8 في المائة في السنوات الخمس القادمات والفضل في ذلك يعود للتدفق الاستثماري الأجنبي· من ناحية أخرى، تفخر الهند بالنجاح العالمي الذي تحققه شركاتها مثل ''إنفوسيز'' و''تاتا''· وبالرغم من هبوط أسعار النفط، فإن التضخم المالي الهندي قد ارتفع الى 6 في المائة بعد أن كانت أعلى نسبة للتضخم في الهند تبلغ حوالي 5,5 في المائة حسب تقارير بنك الهند المركزي بالإضافة إلى أن متوسط معدلات أعداد العُمّال في المجالات الصناعية والزراعية تزيد عن 7 في المائة· من ناحية أخرى، توسعت عملية منح القروض البنكية للشركات بنسبة 30 في المائة في العام الماضي، كما ارتفعت نسبة القروض الممنوحة على الأراضي التجارية بنسبة 84 في المائة· وبعد ارتفاع أسعار الأصول لأربعة أضعاف أسعارها السابقة خلال السنوات الأربع الماضيات، أصبح سوق الهند للأوراق المالية أحد أسواق المال الأغلى، بمعدل أرباح تزيد عن 20 في المائة· علاوة على ذلك، تضاعفت أسعار العقارات السكنية في بعض المدن الهندية الكبيرة خلال العامين الماضيين· وتمت الإشارة إلى أن خطر وقوع الهند في أزمة اقتصادية لأمرٌ بعيد الاحتمال، لأنها تملك مبلغا لا يقل عن 180 مليار دولار أميركي من احتياطي الصرف الأجنبي، وهو يساوي الأرباح الناتجة عن قيمة واردات سنة كاملة تقريبا بالإضافة إلى أن ديونها الخارجية ليست كبيرة· لكن الخوف يتمثل في عدم القدرة على مجاراة عمليات الطلب المتزايدة· وبخلاف الصين ودول آسيوية أخرى ذات اقتصاد نام، تعتمد الهند على تدفقات رأس المال قصيرة الأجل، عوضا عن الاستثمار الأجنبي المباشر ذو الأجل البعيد· ويذكر أن رأس المال قصير الأجل شَغل حوالي أربعة أخماس التدفق المالي على الهند خلال الأعوام الثلاثة الماضيات· أما الاستثمار الأجنبي المباشر فقد تمكن أخيرا من الوصول وبقوة إلى الأسواق الهندية في العام الماضي، وهذا يجعل الهند عرضة لارتفاع أسعار الفائدة في حال توفر مدخرات قوية، ورغبة جامحة في المجازفة وتجربة أسواق المال العالمية· ولاشك في أن قدرة الهند على دفع عجلة النمو الاقتصادي إلى الأمام قد ازدادت خلال العقد الماضي، ويعود الفضل في ذلك حسب رأي العديد من خبراء الاقتصاد إلى الإصلاحات الأخيرة التي شهدتها البلاد· وهناك دلائل تشير إلى أن الهند قد زادت من سرعة عجلة النمو الاقتصادي، الأمر الذي ربما يشكل مخاطرة في حال استمر النمو الاقتصادي لما يزيد عن 9 في المائة، لأن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى قفزة عالية في مجال التضخم المالي، وتتوسع بذلك دائرة عدم التوازن المالي، ومن المعلوم أن صُنّاع القرار الهنود يبدون معارضتهم دائما للمطالب المتمثلة في خلق فرص عمل إضافية للشعب الهندي والقضاء على الفقر، في حال احتاجت الهند الى نمو اقتصادي سريع·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©