سمعنا مؤخرا خبراً عن قيام هيئة الصحة في أبوظبي بتعيين محمد الملا، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، في قسم خدمة العملاء في عيادة الشهامة، ومع أنه لا يستطيع التكلم إلا أنه عمل على خلق لغة جديدة للتواصل مع عملائه وتلبية احتياجاتهم، وبهذا تخطو هيئة الصحة نحو المستقبل بخطوات ملائكة الرحمة إذ تمنح الشرط الصحي -إن جاز التعبير- لكل من يتوق إليه، بحيث لا تكتفي بتبني الشعار إنما تطبقه·
إن زرع الأمل في نفوس ذوي الاحتياجات وتحفيزهم على العمل والمساهة بالمشروع الصحي هو ادخار صحي لهم، بحيث يتجلى استثمارهم الصحي الحقيقي بانتمائهم إلى الهيئة كموظفين وإداريين، فيعزز لديهم وازع الابداع، ويحفز مخبوء طاقاتهم ويقوم بمعالجتهم من آلامهم في سياق التغلب على الضعف أو الوهن أو الاستسلام لها·
إنها العدوى الإيجابية التي ستنتقل إلى كل أعضاء المجتمع فتحيله إلى خلية من العطاء والتكافل في سبيل البناء والارتقاء بمستوى الأمل، وهذا بحد ذاته يواكب المسيرة الحضارية للدولة ويبرهن فعليا على تجاوزها أشواطا زمنية واسعة في فترة قصيرة لتدرك ركب الازدهار الأخلاقي والإنساني على أعلى المستويات· فهنيئا لهيئة الصحة في أبوظبي هذه المبادرة·
شيمـاء أبو بكـر
باحثـة قانونيــة
عدد اليوم
