بيرث (الاتحاد) - قالت وزارة الاقتصاد أمس إنه تم الاتفاق مع ولاية غرب أستراليا للتركيز على الاستثمار في المحاصيل الاستراتيجية التي تحتاجها دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تتوافق مع طبيعة التربة والمناخ في ولاية غرب أستراليا.
وأضافت في بيان صحفي أمس، أن الوفد الإماراتي الذي يزور ولاية غرب أستراليا برئاسة معالي سلطان بن سعيد المنصوري، التقى كيم باستون وزير الزراعة في ولاية غرب أستراليا، وبحثاً سبل وإمكانات تعزيز التعاون بين الجانبين في قطاع الزراعة المهم والحيوي.
وأكد المنصوري أهمية تشجيع المستثمرين من الجانبين لإقامة شراكات استراتيجية ناجحة والاستثمار في قطاع الزراعة والصناعات الغذائية المرتبطة به ليس فقط لتأمين جانب من احتياجات دولة الإمارات من المحاصيل الزراعية والمنتجات الغذائية في إطار حرصها على تحقيق الأمن الغذائي والغذاء الآمن، بل لتأمين مخزون استراتيجي من المحاصيل الزراعية والمنتجات الغذائية لسد جانب من احتياجات دول المنطقة وخاصة دول الخليج العربي.
وأضاف أن موقع الإمارات وما تملكه من إمكانات ضخمة على صعيد التخزين واعادة التصدير بدعم من البنية التحتية الحديثة من شبكة طرق وموانىء عملاقة وغيرها، تعتبر من المقومات تؤهلها للقيام بهذا الدور الحيوي.
ونوه المنصوري بإمكانية تعزيز التعاون الثنائي في قطاع الزراعة والصناعات الغذائية، مشيراً إلى أن الحرص على التعاون في هذه المجالات ينبع من اهتمام الدولة بالأمن الغذائي وتعاملها مع الأمر باعتباره قضية وطنية استراتيجية.
وأشار بهذا إلى أن الاهتمام بالأمن الغذائي في الدولة له مساران، الأول: تطوير الزراعة المحلية والاهتمام بالثروة الحيوانية بما يتناسب مع الظروف المناخية السائدة بالدولة والمسار الثاني تعزيز التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة في مجال الزراعة والصناعات الغذائية، مشيراً إلى وجود استثمارات زراعية خارجية لدولة الإمارات في أكثر من دولة حول العالم منها السودان وناميبيا.
والتقى وفد الدولة مع عمدة مدينة “بيرث” ليزا سكافيدي، وتم خلال اللقاء بحث فرص وإمكانات تعزيز التعاون في جميع المجالات وخاصة على الصعيد الاقتصادي والتجاري والاستثماري، وتم التأكيد على أهمية تشكيل فريق عمل مشترك لمتابعة خطوات تطوير التعاون وتنفيذ القرارات المشتركة وفقاً لأجندة عمل واضحة ومحددة زمنياً.
ورحبت عمدة “بيرث” بزيارة وفد الدولة إلى ولاية غرب أستراليا، وأطلعته على أحدث المشاريع الاستثمارية في المدينة، كما وجهت دعوة لرجال الأعمال والمستثمرين الإماراتيين لاكتشاف ما توفره هذه المشاريع من فرص استثمارية عالية المردود والعوائد.
بدوره، تقدم المنصوري بالشكر لعمدة “بيرث” واصفاً زيارة وفد الإمارات إلى ولاية غرب أستراليا بالإيجابية جداً في ظل الشراكة الاقتصادية المتميزة، التي تجمع البلدين والجهود المشتركة الرامية إلى الارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية في شتى المجالات.
وقال المنصوري إن العلاقات الثنائية بين دولة الامارات وولاية غرب أستراليا ممتازة ونموذجية وخاصة على الصعيد الاقتصادي والتجاري، وتشهد تطوراً متسارعاً يعكس الرغبة المشتركة في تحقيق شراكة إستراتيجية تمس جميع المجالات والأنشطة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بما يعود بالنفع على الجانبين.
وأضاف أن دولة الإمارات وأستراليا عموماً وولاية غرب أستراليا خاصة تتمتعان حالياً بالعديد من المقومات والعوامل، التي تمكنهما من الانتقال الى مرحلة جديدة من الشراكة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية من شأنها أن تحدث نقلة نوعية وزيادة كبيرة في حجم التبادل التجاري بين الجانبين، وكذلك زيادة نسبة الاستثمارات المشتركة في العديد من المشاريع التنموية بمشاركة القطاع الخاص من الجانبين.
وقدم علي الشحي مدير إدارة الاستثمار في وزارة الاقتصاد عرضاً تناول من خلاله أبرز مقومات الاقتصاد الإماراتي ومزاياه التنافسية، وموقع دولة الإمارات الاقتصادي المتنامي، والأهمية الإستراتيجية التي باتت تكتسبها باعتبارها بوابة رئيسية للحركة الاقتصادية إقليمياً وعالمياً وحلقة وصل بين الشرق والغرب.
من جهة أخرى، قام المنصوري والوفد المرافق بزيارة مقر شركة بي إتش بي بيليتون أكبر الشركات الأسترالية البريطانية للتعدين في العالم، والتقى أبرز مسؤولي الشركة بهدف التعرف عن كثب على أنشطتها المتنوعة، وأحدث مشاريعها في المنطقة والعالم. ووجه معاليه الدعوة لمسؤولي الشركة لتكثيف تواجدها وتوسيع نطاق مشاريعها في المنطقة العربية ودولة الإمارات تحديداً، لاسيما أنها كانت من أسرع الاقتصادات العالمية تجاوزاً لتداعيات الأزمة المالية، التي عصفت بالعالم منذ عام 2008، ولا تزال تداعياتها قائمة حتى اليوم. حضر اللقاءات المهندس محمد أحمد بن عبدالعزيز الشحي وكيل وزارة الاقتصاد وخالد بوحميد نائب الرئيس للعلاقات والشؤون الدولية في دوبال وفيصل المزروعي السكرتير الثالث بسفارة الدولة لدى أستراليا الدكتور سليمان النعيمي رئيس قطاع الخدمات الحكومية بشركة الظاهرة الزراعية، كما حضر اللقاء عدد من المسؤولين في وزارة الاقتصاد وممثلين عن بعض الجهات الحكومية والخاصة. يذكر أن الإمارات تعد شريكاً اقتصادياً مهماً لولاية غرب أستراليا سيما أن قيمة التبادل التجاري السنوي بين الإمارات وولاية غرب أستراليا ارتفعت إلى 2.3 مليار دولار أميركي في العام 2010، أي ما يمثل أكثر من نصف إجمالي التبادل التجاري بين الإمارات وأستراليا بشكل عام، ومع ارتفاع صادرات ولاية غرب أستراليا إلى الإمارات بمعدل سنوي يبلغ 25 في المئة وارتفاع وارداتها من الإمارات بنسبة 49 في المئة في السنوات الاخيرة الماضية تعتبر ولاية غرب أستراليا محطة مهمة في العلاقات التجارية الثنائية بين دولة الإمارات وأستراليا.
«الاقتصاد» تبحث تعزيز التعاون مع «الاونكتاد»
أبوظبي(الاتحاد) - بحث عبدالله آل صالح وكيل وزارة بوزارة الاقتصاد سبل تعزيز آليات التعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية “الأونكتاد”، وذلك خلال لقائه الدكتور موخيسا كيتويي الأمين العام للمنظمة. وقال آل صالح خلال اللقاء، إن الإمارات تعد من الدول الرائدة في مجال جذب الاستثمارات الاجنبية في منطقة الشرق الأوسط لما توفره من مناخ استثماري واقتصادي مميز، يتيح للشركات والمستثمرين العديد من الحوافز الاستثمارية لممارسة اعمالهم وتنميتها. وعقد اللقاء، على هامش القمة العالمية الثالثة للتجارة الحرة العالمية والمناطق الاقتصادية المتخصصة. واستعراض اللقاء، سبل تعزيز التعاون بين وزارة الاقتصاد و”الاونكتاد” وآليات تعزيز العمل المشترك وتبادل الخبرات بين الجانبين في مجالات تعزيز الاستثمار وبناء القدرات وتحسين مؤشرات جذب الاستثمار. وسلم آل صالح، كيتويى دعوة من معالي المهندس سلطان المنصوري وزير الاقتصاد للمشاركة في منتدى الاستثمار السنوي، الذي تعقده وزارة الاقتصاد سنوياً. من جانبه، أشاد مدير عام “ الأونكتاد” بالنهضة التي حققتها الإمارات في فترة وجيزة وتنويع اقتصادها بعيدا عن القطاع النفطي، وتحقيق معدلات نمو مرتفعة في كافة المجالات الاقتصادية والتوجه نحو اقتصاديات المعرفة، وتعزيز الابتكار كنموذج للنمو المستقبلي.
عدد اليوم
