الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صحفيو «بوسطن غلوب» يؤدون عملهم على أنغام الموسيقى

صحفيو «بوسطن غلوب» يؤدون عملهم على أنغام الموسيقى
27 يناير 2013 20:09
أبوظبي (الاتحاد) - ليس جديداً أن تقوم بعض الشركات الصحفية بتأجير بعض أصولها من أجل تأمين بعض الإيرادات وخاصة في أوقات الضائقة المالية لكن الجديد الذي قامت به صحيفة بوسطن غلوب الأميركية العريقة هو إدخال بعض الأفكار المتنوعة منها فرق موسيقية إلى قلب مكاتبها، ساعية من وراء ذلك إلى ما هو أبعد من الحصول على دخل يغطي بعض النقص الذي أصاب ايرادات الصحف الأميركية في السنوات الأخيرة، وذلك ضمن توجه أراده ناشرها الجديد كريستوفر م.مايور بعد فترة من التفكير والبحث عن كيفية تغيير النمط السائد في مكاتبها. والجدير بالذكر أن بوسطن غلوب صحيفة يومية مقرها بوسطن في ولاية ماسايوشست وتملكها منذ 1993 شركة نيويورك تايمز، وسبق لها أن فازت بـ21 جائزة بوليتزر الشهيرة للصحافة. وكانت قد تأسست في 1872 على يد ستة رجال أعمال من مدينة بوسطن. والتغيير النوعي الذي تمر به بوسطن غلوب الآن كان موضوع تحقيق موسع في صحيفة نيويورك تايمز تحدثت فيه عن بدء المشروع الذي مع طموح مايور منذ تسلم مسؤولياته في الصحيفة في 2010 إلى احداث تحولات فيها والاستفادة من مكاتب مهجورة في الطابق الثاني من مبناها كانت مشغولة سابقا بأكثر من مائة من العاملين في أقسام تضاءلت أهميتها مع الوقت بسبب الانترنت والأجهزة الرقمية، ومنها أقسام الإعلانات المبوبة والاعلانات عموماُ في الصحيفة. وقبل ان يرسو على هذا التغيير واجه ماير وضعا أصبح معتادا لكل ناشري الصحف في الولايات المتحدة وهم يرون فرق العاملين لديهم تتضاءل، ويعاني معظمها من نقص في السيولة والاستراتيجية الواضحة اللازمة للعثور على ارباح في العصر الرقمي. في المقابل لم تكن الصحف تعاني من أي نقص في مساحات المكاتب. وهكذا انطلق ماير في البحث عن طرق مبتكرة لاستخدام هذه المساحات، واختار أن يجعل المكاتب الشاغرة فضاء اجتماعيا ومدنياً عاماً، بحيث اصبح يستضيف على مقربة من مكاتب المحررين والصحفيين شركات تكنولوجيا متخصصة في المنصات، وزيارات فرق فنية لأداء اغان خاصة بمحطة راديو (راديو بي دي سي) وتنظيم فعاليت متخصصة، مثل ماراتون هواة البرمجهة المتحمسين للتكنولوجيا. وتلك المساحات الشاغرة سابقاً اصبحت خليطاً من أصحاب المشاريع الشباب، وصحفيون ذوي شعر رمادي وفرق فنية وموسيقية بلغت 17 منها «ستريت دوغ» و»أنيمال كينغدوم» و»لومينير» و»كاليفورنيا وايفز»، كما أن فضاء الصحيفة أصبح جذابا بما يكفي حتى اصبح المحررون والصحفيون يتوافدون للجلوس على الأريكة ومشاهدة شاشة التلفزيون أو الكتابة عن الأحداث الجارية التي تستضيفها صحيفتهم مثل احتفال جوائز غلوب الذهبية. ومؤخرا صورت «ايه بي سي» مسلسلا عن «المحطات النهائية» الذي يحكي عن صحفي شاب يكتب لبوسطن غلوب. وقامت احدى صحفيات غلوب بتغطية عملية التصوير الفيلم للصحيفة نفسها مع الإشارة إلى بعض اللمسات «الهوليوودية» التي اضافها الديكور والانتاج التلفزيوني على مناخ الصحيفة. ويمكن القول إن الصحيفة أصبحت نوعاً ما مركزا فنيا وثقافيا وتكنولوجيا. ويشير تحقيق نيويورك تايمز إلى أن من غير الواضح للآن كم هي عائدات هذه الاتفاقات مع هذا النوع من الشاغلين «ولكن ماير قال في مقابلة صحفية إن هذه الشراكات تساعد على اضفاء حيوية في مكان العمل. كما أنها تساعد قراء الصحيفة على الشعور بأن غلوب تحاول أن تبقى أكثر التزاما وتواصلا معهم. وما قامت به «الغلوب» يختلف بعض الشيء عن عقود الاستفادة من المساحات الشاغرة التي وقعتها صحف أخرى مثل الأمكنة التي كانت تشغلها «ديلي نيوز» في بروكلن والتي تحولت إلى شقق سكنية، أو عقود التأجير الطويلة المدى التي وقعتها صحيفة لوس انجلوس تايمز مع شركة تكنولوجية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©