السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«شباب الدار» مرشد إلى عالم المعارف والمهارات الحياتية

«شباب الدار» مرشد إلى عالم المعارف والمهارات الحياتية
13 أكتوبر 2012
يدفعه طموحه للتعرف على كل الأشياء الجديدة، كما يرغب في التجريب وركوب المغامرات، لكن يحاول جاهداً كبح جماح مشاعره لتمر مرحلة المراهقة بسلام وتخطيها بأمان، هكذا قال حمدان محمد المرزوقي 16 سنة بالصف الأول الثانوي، ويستفيد من برنامج شباب الدار الذي نفذ في مؤسسة التنمية الأسرية مركز أبوظبي ضمن باقة برامج عنوانها «بذاتي ترتقي حياتي». البرنامج استغرق 5 أيام، وحضره أكثر من 20 شاباً، واستهدف الفئة العمرية من 13 إلى 18 سنة، وركز على تزويد الشباب بالمعارف والمهارات الحياتية اللازمة لنجاحهم، في القرن الحادي والعشرين. عن البرنامج وأهدافه تقول موزة عتيق سيف الهاملي منسقة «شباب الدار» إنه ضمن مسؤولية المؤسسة تجاه فئة الأطفال والشباب، وتستمدها من قانون إنشائها، والذي يركز على كل من المرأة والطفل في التنمية المستدامة للأسرة، وفي إطار ذلك قامت المؤسسة بإعداد وتنفيذ برامج متنوعة لتعزيز قيم التراث والأصالة وتحافظ على الهوية الوطنية، وتعزيز روح الانتماء لدى كل من الأطفال والشباب جيل المستقبل وتنمي هذه البرامج الثقافة والفكر والسلوكيات الإيجابية لدى كل منهم. المفاهيم والقيم وأضافت أولويات المؤسسة الاستراتيجية تتمثل في تعزيز المفاهيم والقيم الاجتماعية والثقافية لدى الشباب والأطفال وإعدادهم لأهداف الاستدامة بالإمارة، ولذلك أطلقت المؤسسة مبادرة تعزيز الدور الفاعل للأطفال والشباب في الأسرة والمجتمع وتنمية قدراتهم الاجتماعية والثقافية التي تهدف إلى تزويد الشباب بالمعارف والمهارات الحياتية اللازمة لنجاحهم في القرن الحادي والعشرين، والذي ينبثق منها برنامج شباب الدار، وهو باقة من البرامج التدريبية المتسلسلة التي تركز على أربعة مهارات تتكامل في منظومة رائعة لتعطينا منهجاً متميزاً تفي بناء الشخصية وتقدير وتنمية الذات، وذلك وفق منهج قيمي تربوي معتمد عالمياً من جامعة ميسوري الأميركية، ويهدف إلى تعزيز مشاعر الاعتزاز بالنفس والذات وتوسيع المعارف والارتقاء بالمهارات، وهو برنامج موجه للمراهقين. المهارات الحياتية أما عن أهداف البرنامج، فقالت عتيق الهاملي إنه يروم تزويد الشباب بالمعارف والمهارات الحياتية اللازمة لنجاحهم، والمساهمة في إعداد جيل متوازن نفسياً واجتماعياً قادراً على إدارة ذاته وواثقاً من نفسه، كما يهدف إلى تعزيز قيمة حب الوطن في نفوس الشباب، وتدريب المشاركين على مهارات اتخاذ القرار وحل المشكلات، وترسيخ قيم المسؤولية الفردية والمجتمعية لدى المشارك تجاه أسرته، مجتمعه ووطنه، وإكسابه مهارات التواصل والحوار الإيجابي مع الآخرين. من جهته يقول حمدان محمد المرزوقي أحد المستفيدين من برنامج شباب الدار إنه استوعب محاضرات الدكتور بدر العبد الجادر بشكل جيد، وكان وقعها عليه كبيراً، حيث يقول، تعلمت كيف يجب أن لا يلقي أي شاب فشله على الآخرين، وكيف يجب أن يتحمل المسؤولية في كل تفاصيل حياته، وإذا واجهته أي معيقات في حياته أو أي فشل لا يسببه في جهات أخرى مهما كانت، كما أدركت كيف يجب أن أتحمل مسؤوليتي وأكبح رغباتي الكثيرة كاللعب ومرافقة الأصحاب وغيرها، وذلك نظراً للعواقب التي يمكن أن تترتب عن هذه الأفعال وتتحوَّل إلى سلوكيات دائمة، لتمر هذه المرحلة بسلام. وتميز شعار البرنامج بألوانه المتميزة وهو يرمز إلى روح المرح والابتكار لدى الناشئة والشباب، حيث يركز على أربعة ألوان تتمثل في أربع مهارات تتكامل في منظومة لتعطي تدريبياً متميزاً للشباب وفق المسؤولين عن البرنامج، حيث يضم اللون البرتقالي، وهو يرمز إلى الإبداع والابتكار والحيوية، والأزرق ويرمز إلى الحياة والمعرفة، والوردي يرمز إلى الثقة والسعادة والشخصية القوية، الأخضر يرمز إلى السلام والهدوء. تطوير قدرات ويؤكد بدر العبد الجادر المتخصص في العلوم الإدارية منفذ «شباب الدار» أن مادة البرنامج مهمة جداً خاصة في هذه السن التي تعتبر فترة مفصلية في حياة المراهقين، وهي الفترة الناقلة لحياة أخرى أكثر نضج، وهي مرحلة الشباب، وأن أي تصرف أو سلوك غير سوي فإنه يستمر، في حين إذا تم تطوير ذوات هذه الفئة والتركيز على إشغال وقتها بأنشطة وتوجيهها بطرق غير مباشرة، فإن ذلك سيكون له تأثير كبير على شخصيتها وعلى مردودها المستقبلي، مشيراً إلى ضرورة التأكيد على تطوير قدرات فئة المراهقين. وأضاف، ركزنا خلال البرنامج على أربع مهارات أسـاسية منها اكتشــاف الذات وتعزيز الثقة بالنفس، تحمل المسؤولية تجاه النفس والآخرين، اتخاذ القرار وترتيب الأولويات، الحوار وفن حل المشكلات عن طريق الحوار. واعتمد العبد الجادر في طريقة تواصله مع الشـباب على طريقة الحوار المفتوح والتفاعلي، إذ جعل من الحركات الرياضية والمنافسة عاملاً لإكسابهم الثقة بالنفس وتحمل المسؤولية. ولفت إلى أنه لاحظ تحسناً كبيراً على الشباب بعد ثالث يوم من تطبيق البرنامج، حيث كان هُناك خجل وتخوف، كما كان هناك إحجام عن المشاركة والتفاعل والرد على الأسئلة، لكن خلال الأيام الأخيرة تبين اهتمام كبير من طرفهم كما لاحظ تنظيماً أكبر وتحمل مسؤولية، والتزام بكل التمارين وبوقت الصلاة. ويوضح أن هذا العمر أي من 13 إلى 18 سنة مهمل في برامج تطوير الذات، في حين يعتبر من أهم الأعمار التي يجب التركيز عليها في هذا الإطار، حيث يصعب تعديل السلوك إذا اعوجّ، ويســهل التأثير بشـكل كبير على هذه الفئة، وإذا اســتقبلت النصح والإرشـاد وتم تصويب سـلوكها وتزويدهـا بكم من المعلومات الحياتية، فإن ذلك يستمر معها طيلة حياتها. وشدد على دور البرامج التدريبية ووجوب تنوعها لتعزيز الثقة بالنفس بعيداً عن الدراسية لتنمي قدراتهم الفكرية والنفسية في اتجاه دعم وتطوير ذواتهم وخلق قنوات للتواصل وربط جسور الحوار، حيث إنه من الملاحظ أن التركيز غالباً في تطوير الذات يتم على الفئة الأكبر أي بعد التخرج من الجامعات، بينما هذه الفئة تحتاج أكثر لهذا التطوير، ولعلَّ هذا ما فطنت له المؤسسة وتعمل على تنفيذه على فئة الإناث والذكور معاً.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©