قتل 6 مدنيين برصاص قوات الأمن السورية و”الشبيحة” (الميليشيا الموالية للنظام) امس معظمهم في حمص التي أطلق عليها الناشطون لقب “عاصمة الثورة السورية”. في وقت كشفت مصادر رسمية أن قرارا سيصدر خلال أيام لتشكيل لجنة تحضيرية تمهد لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني خلال شهر في دمشق برئاسة الرئيس بشار الأسد ومشاركة جميع مكونات الشعب والمعارضة الوطنية”.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان “إن 5 قتلى سقطوا في حمص اثنان برصاص قوات الأمن في حي البياضة وثالث خلال اقتحام رجال الأمن حي الارمن واثنين آخرين من حي جب الجندلي بنار الشبيحة”. كما قتل مدني بإطلاق قذيفة “ار بي جي” مصدرها حاجز عسكري على سيارته الصغيرة قرب خان شيخون في ريف ادلب. بينما تسلم ذوو سوري من حي جب الجندلي جثمان ولدهم الذي اعتقلته الأجهزة الأمنية قبل ايام.
وأشار المرصد الى سماع صوت اطلاق رصاص في حي بابا عمرو بالتزامن مع أصوات اطلاق الرصاص والرشاشات الثقيلة المستمرة منذ الصباح في أحياء البياضة ودير بعلبة حيث تصاعدت اعمدة الدخان الأسود في سماء المدينة. وكانت خرجت تظاهرات مسائية ليل الاحد في عدة احياء من حمص رغم العمليات الأمنية والعسكرية المتواصلة منذ أسابيع.
وفي ريف حمص، اكد المرصد قيام قوات عسكرية في قرية تلدو في تجمع قرى الحولة بقصف بعض المنازل بالرشاشات الثقيلة، مشيرا الى معلومات مؤكدة عن سقوط جرحى. وأضاف نقلا عن ناشط من المنطقة “ان اشتباكات جرت في الحولة بين رجال الأمن ومسلحين يعتقد انهم منشقون مما اسفر عن سقوط عدد من عناصر الامن بين قتيل وجريح”.
واكد المرصد استمرار الإضراب العام لليوم السادس على التوالي بنسبة 85% في درعا (جنوب) وعدة مناطق محيطة بها هي عتمان وداعل وابطع والصنمين وطفس وسحم وتسيل وعدوان ونوى وبصرى الشام وبصر الحرير وإزرع والحراك والجيزة وخربة غزالة وصيدا والطيبة والصورة وعلما والكتيبة والمليحة الشرقية والغربية وانخل وجاسم والمسيفرة ونصيب.
وأفادت لجان التنسيق المحلية “ان قوات الأمن اقتحمت مدينة الجيزة في ريف درعا مدعومة بفرق الشبيحة والجرافات تحت غطاء ناري كثيف من أسلحة متوسطة وثقيلة وقامت بالاعتداء على المحال والسيارات والممتلكات الخاصة”.
وفي ريف دمشق، ذكر المرصد “أن قوات أمنية نفذت حملة مداهمات واعتقالات في مدينة حرستا أسفرت عن اعتقال تسعة أشخاص”. كما تحول تشييع قتيل في دوما توفي اثر دخوله في حالة موت سريري بعد اصابته بإطلاق رصاص منذ نحو شهر الى تظاهرة حاشدة طالبت بإسقاط النظام.
وفي ريف ادلب، اكد المرصد مقتل مساعد اول من الجيش السوري ونجله في قرية الرامي برصاص مسلحين يعتقد انهم منشقون”، وأضاف “انه عثر ايضا على جثماني مدنيين وعليهما اثار تعذيب بالكهرباء”، مشيرا الى ان احدهما قرب بلدة سراقب والاخر قرب بلدة سرمين”. كما أشار الى اطلاق رصاص في بلدة إحسم ترافق مع حملة تمشيط للمنطقه بين إحسم ودير سنبل”، لافتا الى ان اطلاق الرصاص أصاب خمسة مزارعين يعملون في كروم الزيتون.
أما رسميا، فنقلت الصحف الصادرة امس “ان الجهات المختصة القت القبض على عدد من عناصر المجموعات الإرهابية في دير بعلبة في حمص وقتلت بعضهم الآخر”. وأضافت “ان هذه الجهات تمكنت مساء الاحد من تحرير محمد خضور عميد كلية الهندسة البتروكيميائية في جامعة البعث وذلك بعد ساعات قليلة من اختطافه من قبل مجموعة إرهابية مسلحة”. إلا أن المرصد اكد ان العميد لايزال مختطفا ولم يجر تحريره.
الى ذلك، نقلت صحيفة “الوطن” السورية الموالية للسلطة عن مصادر لم تسمها ان قرارا سيصدر خلال أيام بتشكيل لجنة تحضيرية برئاسة نائب رئيس الجمهورية فاروق الشرع تمهد لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني خلال شهر برئاسة الاسد ومشاركة جميع مكونات الشعب والمعارضة”.
من جهتها، ذكرت صحيفة “البعث” الناطقة باسم الحزب الحاكم في سوريا “ان الموافقة السورية على استقبال الوفد الوزاري العربي غدا الاربعاء رغم بعض التحفظات على تفاصيل ما جرى في القاهرة يعني أن سوريا تتعاطى مع هذا المسعى بمرونة ومن منطق الحرص والمسؤولية بآن معا مع الجامعة كمؤسسة”. إلا أنها اشارت الى أن تلك المرونة لا تعني بحال من الأحوال التهاون في مواضيع حساسة وسيادية أو القبول باقتراحات فضفاضة، مؤكدة الانفتاح والتقدير لكل جهد عربي مخلص يهدف الى المساعدة للخروج من الحالة الراهنة”. ولفتت الى أن سوريا تؤكد للأشقاء تصميمها على مواصلة برنامج الإصلاح على مختلف الصعد وبالقدر نفسه الذي تتمسك فيه باستقلالية قرارها السيادي والسياسي الوطني”.
عدد اليوم
