الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

قلق وخوف وتوتر على الحدود اللبنانية السورية

25 أكتوبر 2011 00:21
حتى أيام قليلة مضت، كان معبر جوسية الرسمي الذي يربط بلدة القاع في أقصى شرق لبنان بالأراضي السورية يشهد حركة ذهاب وإياب لا تهدأ.. سوريون يعبرون يومياً من أجل العمل، ولبنانيون يقصدون القرى المقابلة للتبضع، لكن التوتر حل فجأة محل الألفة وحسن الجوار. وقال مختار القاع منصور سعد “هناك خوف وقلق بين ابناء البلدة، فقد تتجدد حوادث اطلاق النار في اي لحظة في حال فر مسلحون مثلا من الجانب الآخر الى هنا”. وكان المختار يشير الى مقتل سوريين اثنين في 18 اكتوبر خلال ملاحقة امنية توغل خلالها الجيش السوري عشرات الامتار في البلدة، مطلقا النار عشوائياً ومتسبباً بحالة ذعر بين السكان. واضاف “طالبنا الجيش اللبناني بتعزيز وجوده في المحيط وباقامة مراكز ثابتة على الحدود الشاسعة الهشة الخالية من اي وجود امني”. في إحدى هذه المناطق المتداخلة التي يفصل بينها سور لا يتجاوز ارتفاعه المتر هنا او ساتر ترابي هناك أو ساقية ضيقة، سقط احمد ابو جبل السوري الجنسية برصاص جنود سوريين. وفيما ذكرت وسائل الاعلام السورية انه كان يهرب السلاح، روى احد اقربائه رافضا الكشف عن هويته “انه كان يحاول انقاذ شقيقه الذي اعتقله جنود سوريون، فاطلقوا النار عليه، وقد قتل شقيقه في وقت لاحق”. واوضح الشاب “ان منزل احمد ابو جبل يقع على السور، بابه الخلفي يفتح على بلدة جوسية السورية، وبابه الامامي في الارض اللبنانية”. بينما اشار آخر يدعى عادل، وهو تاجر لبناني، إلى آثار رصاصتين في منزله في حي البياضة الذي دخله السوريون، موضحا انه عاد من عمله في ذلك اليوم ليجد ان افراد عائلته وجيرانه فروا الى قرية مجاورة بسبب الذعر الذي اصابهم. واضاف “ان عددا كبيرا من النساء والاطفال لم يبيتوا في منازلهم في الحي منذ الحادث.. يأتون اليها نهارا، ويغادرونها ليلاً”. وينتمي سكان القاع بغالبيتهم الى طائفة الروم الكاثوليك المسيحية، ويشكون من استقرار آلاف السوريين المجنسين والعائلات اللبنانية في المنطقة خلال سنوات الحرب الاهلية (1975-1990) بشكل غير قانوني. ومعظم المقيمين في “مشاريع القاع” من البدو ومن اصل سوري حصلوا على الجنسية اللبنانية في مرسوم صدر في 1994، وهؤلاء مناهضون بمعظمهم اليوم للنظام في بلدهم الأم. وأكد عدد من سكان القاع “ان السوريين في المراكز الامنية في الجهة المقابلة والذين يعرفون عددا كبيرا منهم بالاسم بحكم سنوات الجيرة الطويلة صاروا يتصرفون بعصبية بالغة منذ فترة، ويمنعون الصحافيين من التقاط الصور”. وقال علي، وهو يفتح بوابة حديدية تطل على باحة تنتهي ببوابة اخرى تفتح على الاراضي السورية، ما يسهل عمليات تهريب السلع على انواعها والمواشي بين البلدين: “نحن نعيش منذ سنوات وكاننا في بلد واحد”. ثم دعا جنديا سوريا لارتشاف القهوة، فاجتاز الجندي الحدود الواهية، وهي عبارة عن كومة من التراب في المكان وجالس الجيران، مبدياً قلقه من التطورات المتسارعة في بلاده. وشجع التراخي الامني خلال السنوات الثلاثين الماضية حركة التهريب عبر معابر ترابية غير شرعية منتشرة في محيط معبر جوسية تسلكها شاحنات صغيرة او سيارات ودراجات نارية. لكن بعد الحادث الاخير، اقفل السوريون المعبر الرسمي وشددوا الرقابة على التهريب. وتمتد الحدود اللبنانية السورية على مسافة 330 كيلومتراً، وهي غير مضبوطة تماماً، كما أن فيها نقاطا عديدة لم يتم ترسيمها منذ الاستقلال العام 1943. واوضح المختار سعد “ان حركة العبور بين البلدين تراجعت الى اقصى حد”، مشيراً إلى أن اللبنانيين اعتادوا الذهاب إلى سوريا للتبضع. وقال “كل الاسعار هناك متدنية، من المؤونة ومواد التنظيف والمازوت والبنزين حتى الخبز، والى هناك ايضا يذهبون لمعالجة اسنانهم وللطبابة او حتى للسهر”. وإضافة إلى ذلك لجأ قسم كبير من العمال السوريين الذين يعملون في المشاريع الزراعية الى القاع خلال الايام الاخيرة بعد أن أصبح العبور اليومي سواء عبر المعبر الرسمي أو المعابر الأخرى مهمة شاقة.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©