السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كيف نتخلّص من مشكلة النفايات الرقمية؟

كيف نتخلّص من مشكلة النفايات الرقمية؟
3 يناير 2011 19:42
كل عام، تُباع في العالم مليارات الأجهزة الرقمية مثل مشغّلات الموسيقى والكاميرات الرقمية والهواتف المحمولة؛ وبعد عامين على أكثر تقدير، يكون مصيرها الذهاب إلى مكبّات النفايات الأكثر قرباً إلى المستهلكين. ولم يأتِ تقدير هذا العمر الافتراضي للأجهزة الإلكترونية من عبث، بل من خلال إحصائيات ميدانية. وحتى لو كان بعض أصحاب هذه الأجهزة حريصين على المحافظة عليها، فإن الزمن يكون قد فاتها بعد استخدامها لأكثر من سنتين بسبب دورتها التطورية السريعة من حيث الوظائف والتطبيقات التي يمكنها إنجازها. لعلّ الأمر الخطير الذي لا يتنبّه له المستهلكون أثناء الاحتفال باستخدام أجهزتهم الجديدة، هو الذي يتعلق بصعوبة التخلص منها بعد القذف بها في المكبّات. وخلافاً لما يتردد في وسائل الإعلام، فإن إعادة تدوير الأجهزة والمؤلفات الإلكترونية هي مهمة صعبة ومعقدة وشاقّة ومكلفة. يعالج “دافيد بوج” محلل ثورة المعلومات في صحيفة “إنترناشونال هيرالد تريبيون” هذه القضية في عدد يوم أمس، فيشير إلى أن هناك من طرح مبادرة تحمل عنوان “التصنيع المستدام للأجهزة الإلكترونية”، إلا أن هذا الطرح لا يعدو أن يكون مجرّد وهم ليس إلا. ولقد اتضح أن إعادة تدوير كل النفايات الرقمية أمر مستحيل ولا يصبّ في مصلحة الشركات التي تصنعها. ويكمن السبب الأساسي في زيادة النفايات الإلكترونية، في الدورة السريعة للتطوير التي تنتهجها المصانع ذاتها. وأجهزة آي فون وآي باد وآي بود التي تشتريها اليوم سوف تصبح قديمة فاتها الزمن بعد عام واحد عندما ستظهر طرازاتها الجديدة أو المعدلة. وكل كاميرا رقمية تباع اليوم في الأسواق لن تجدها في الأسواق بعد ستة أشهر. وقد تكون هذه الدورات التطورية أكثر سرعة بالنسبة لأجهزة الهاتف الذكي التي تعمل بنظام “أندرويد”. ويرى البعض من عامة الناس ممن استطلعت آراؤهم حول هذه المشكلة بأن على الشركات المتخصصة بصناعة الأجهزة الإلكترونية أن تخفّض من عدد الطرازات التي تنتجها من الجهاز الواحد. واقترح أحد الخبراء أن تعمد الشركات إلى تصميم جهاز واحد بشكل جيّد، وعلى النحو الذي لا يتطلب إعادة النظر في تصميمه بعد سنتين أو ثلاث، وأن يكون خالياً من العيوب التصنيعية قدر المستطاع. ويضرب البعض مثالاً بساعات “رولكس” السويسرية التي تشتهر بأنها “منحوتة” بالبراعة الكافية لبقائها في المعصم لعدة عقود دون الشعور بالحاجة إلى تبديلها. ولسوء الحظ، فإن الأجهزة الإلكترونية ليست كالساعات اليدوية، بل إن “بطونها” تكاد تتفجّر من كثرة الوظائف والتطبيقات التي تضاف إليها كل عام. ولا يكاد يظهر في الأسواق طراز جديد حتى يقذف به الطراز المقبل المعدّل إلى مكبّات النفايات. وقد يفتخر المرء بساعة الرولكس التي اقتناها قبل 30 عاماً، ولكنه قد يشعر بالخجل من استخدام هاتف محمول عمره 4 سنوات. واقترح بعض المحللين أن تقوم المصانع بتصميم أجهزة رقمية قابلة للتعديل بحيث يمكن إضافة الأجيال المتوالية من البرمجيات والتطبيقات إليها من دون الحاجة لتبديلها أو القذف بها في المكبّات. ويرى بوج أن هذا الاقتراح الأخير ليس عملياً لأن من مصلحة شركات صناعة الأجهزة الإلكترونية أن تبيع أجهزة جديدة تماماً حتى تزداد أرباحها. ويضاف إلى ذلك أن أجهزة الهاتف المحمول تشكّل أكثر بكثير من مجرّد غلاف صلب يضم في داخله معالجاً رقمياً؛ ومثال ذلك أن الطراز الحالي من جهاز الهاتف الذكي “آي فون 4 جي” لا يتميز عن الطراز الذي سبقه بمجرد احتوائه على رقاقة إلكترونية مختلفة، بل إنه مجهّز أيضاً بشاشة أكثر اتساعاً وببطارية أطول عمراً وبمدخلات أكثر للتوصيل بالأجهزة الأخرى. ومن الحلول الأخرى المقترحة لحل هذه المشكلة، الاعتماد على تطوير البرمجيات مع الإبقاء على التركيب المادي للجهاز “الهاردوير” من دون تغيير. ولقد اختارت بعض الشركات المنتجة هذا الحل الأخير، ومنها شركة “آبل” التي تعمد سنوياً إلى تحديث التطبيقات الرقمية لأجهزتها الشهيرة “آي فون” و”آي باد” و”آي بود تاتش” وتطرحها أمام المستهلكين عبر مخزنها الإلكتروني الافتراضي لتنزيلها على الجهاز من دون مقابل. وأطلقت “جوجل” خدمات مماثلة عندما عمدت إلى إضافة المزيد من التطبيقات إلى أجهزة الهاتف القديمة التي تعمل بنظام التشغيل “أندرويد”. ولا تزال النسخ القديمة من منصّة الألعاب “إكس بوكس” التي تصنعها مايكروسوفت تستفيد من عمليات التحديث السنوية التي يتم إجراؤها على البرنامج التطبيقي الذي تعمل به. ولكن، كثيراً ما يكون العمل بهذا الاتجاه مستحيلاً. إذ لا يمكن مثلاً إضافة وظيفة تسجيل صور الفيديو لجهاز “موبايل” غير مجهّز بكاميرا. وهناك بعض السلوكات التجارية التي تسهّل من فكرة إعادة الأجهزة الإلكترونية المستهلكة إلى الشركات الصانعة لها بعد استهلاكها من أجل تدويرها. ومنها مثلاً أن شركة “هيوليت باكارد” عمدت قبل بضع سنوات لإضافة ما يسمى “مغلّف إعادة التدوير” لخراطيش الحبر المستخدمة في طابعاتها الليزرية؛ وعندما يستهلكها المستخدم يعيدها إلى المغلف ويرسلها إلى أقرب وكالة للشركة. وتأسست مؤخراً شركات مهتمة بجمع وإعادة تدوير الأجهزة الإلكترونية المستهلكة من أشهرها “راديو شاك” و”بيست باي”؛ وهي تستقبل أنواعاً كثيرة من الأجهزة الإلكترونية مثل أجهزة التلفزيون والطابعات والشاشات والكوابل وأجهزة “الموبايل” وسماعات الرأس. وحتى لو لم تقدم هذه الشركات ثمناً لهذه الأجهزة المستهلكة، فإن من الواجب التعاون معها من أجل سلامة البيئة على الأقل. وبعض هذه الشركات تقدم حوافز للمعاملين معها مثل الحصول على خصميات على الأجهزة التي تبيعها في الأسواق.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©