الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عد النقود يمنع المشاكل ويحفظ الحقوق

عد النقود يمنع المشاكل ويحفظ الحقوق
19 فبراير 2010 20:16
هل تعدّ نقودك قبل تسلمها من الآخرين، سواء أكانوا أفرادا أم جهات رسمية كالبنوك أو الشركات؟ أم هل تعد المبالغ الكبيرة فقط وتهمل حق الصغيرة منها؟ وهل أنت حذر في تعاملاتك المالية؟ أسئلة من المهم طرحها على الناس ليتحقق كل منهم من ممتلكاته ويتجنب الشك ويقطعه باليقين، ويقلل من نسبة الخطأ وكذلك من الاستغلال المادي للبعض، لكن ما تمت ملاحظته من خلال هذا الاستطلاع العشوائي البسيط، أن أكثر الناس لا يعدون نقودهم بعد تسلمها إلا إذا كانت مبالغ كبيرة، وذلك لمجموعة من الأسباب بعضها يعود إلى العجلة الزائدة، وبعضها للثقة الزائدة بالآخرين، وبعضها الآخر ناتج عن عدم اتخاذ هذه العادة كمنهج للتعامل المالي اليومي. وككثيرين غيره لم يتعود سفيان بدرية على عد الباقي من نقوده لدى تسلمها من أحد، كبائع البقالة أو شيشة البترول أو المطعم أو غيره، معللا ذلك بقوله إنه أحيانا يكون المبلغ واضحاً بحيث لا يستدعي عدّ النقود، لكن بشكل عام يوضح بدرية أنه منذ قدومه إلى الإمارات وحتى الآن، وقد مرتّ على ذلك 6 سنوات، لم يتعود على عدّ نقوده لدى تسلمها، وذلك بسبب وجود مصداقية ونزاهة عالية في التعامل المادي، نجمت عنهما ثقة كبيرة بالمحلات والأشخاص الموجودين هنا، فضلا عن عدم الحاجة إلى الشك بالآخرين، فالناس هنا لديهم اكتفاء ذاتي، وهم بذلك لا يحتاجون إلى السرقة أو الاختلاس، كما انَّ الناس هنا يمتازون بالكرم، يعطون «البقشيش»، ولهذا لا يحتاج البائع أو العامل إلى استغلال الزبائن. ويتذكر بدرية أنه تكرر معه نفس الحادث مرتين حيث أعاد له البائع ما تبقى له من نقود، لكنها كانت زائدة عن المبلغ المطلوب وقد أعادها له، ومن هنا يرى بدرية أن على الناس أن يكونوا حريصين على ممتلكاتهم ونقودهم بأن يعدّوها، وذلك للتأكد من عدم وجود خطأ، ربما يكون غير مقصود، لأن الإنسان أحياناً قد يسهو أو يفقد تركيزه. عادة غير حميدة من جانبه يقول علاء العلي، إنه لا يعد نقوده أبدا، وهي عادة، يعترف بأنها ليست حميدة، درج عليها في حياته لا سيما أنه لم تحدث معه أخطاء سابقة اضطرته لتغييرها. ثم يستدرك بقوله إنه لا يعد نقوده قبل وضعها في جيبه، ولا بعد وضعها، لذلك فمن الصعب عليه أن يعرف إذا ما حدث خلل ما أو لخبطة في النقود، بالنسبة لي، يتابع: «لا أعدّ سوى المبالغ الكبيرة، أما المبالغ الصغيرة فلا أعدّها». وعلى حذو العلي تسير إيمان أحمد، موظفة في إحدى الدوائر الرسمية في الدولة، مشيرة إلى أنها لا تعدّ نقودها بالعموم، إلا إذا كان مبلغا كبيرا 500 درهم، أما المبالغ الصغيرة فتضعها فورا في المحفظة دون أن تعدّها. لكن ما يحدث أحيانا، حيث تلفت إيمان، أن الصالونات النسائية على سبيل المثال أو المطاعم تضيف لفاتورة الزبون خدمات لم يعملها بها أو يطلبها أصلا، لذلك فإنني أراجع الفاتورة وأتحقق منها كي أتأكد من عدم وجود خلل ما، كذلك فإنني عندما أرتاد التاكسي أقوم بمراجعة المبلغ لأنه حصل معي أكثر من مرة أن ردّ إلي الباقي فيه زيادة عن المبلغ المطلوب، لذلك فقد أصبحت حريصة قليلا وأقوم بعد المبلغ بعد تسلمه فورا. كذلك توضح أمل عبد الرحمن أنها لا تعدّ نقودها، مع أن ذلك ليس من الصواب على حدّ قولها، تتابع قائلة: «المفروض أن ينتبه الإنسان ويكون حذرا في التعامل المالي، لكن الملاحظ أن كثيرين لا يعدّون نقودهم، ربما كان ذلك بسبب الاستعجال أو بسبب التسامح مع الآخرين والرغبة في مساعدتهم، مثل ما يحدث أحيانا في التاكسي، حيث يعلم الزبون أن السائق لم يعطه الباقي، لكنه يتغاضى عن مطالبته به رغبة في مساعدته». الحرص واجب يبدو الصادق عبد اللطيف مختلفا عن كافة الأشخاص الذين التقيناهم، فهو يحرص على عدّ نقوده دائما، لأن الحرص واجب، والثقة بين الناس انتهت وولّت منذ زمن، كما يقول، مشيرا إلى أنه لم تحصل معه حوادث «لخبطة» في النقود سابقا، لكنه رأى حوادث وسمع عنها، حيث يقوم شخص بتسليم المبلغ للبائع ثم تحدث مجادلات بين الطرفين بعد أن يستلم الباقي، وكل منهم يدعي أنه على حق، لذلك فهو ينتبه دائما ويحسب نقوده قبل أن يدفع فواتيره وبعد أن تتسلم النقود، حتى يجنب نفسه مثل هذه المواقف ويقطع الشك باليقين. أما فاتن سعيد فتقول إنها تحاول أن تغير من عادتها في التعامل مع النقود، مشيرة إلى أنها لم تكن في السابق تعدّ نقودها لكنها مؤخرا بدأت تفعل، وذلك نتيجة مرورها بعدة مواقف دفعتها للتغيير. تضيف فاتن: «في إحدى المرات تسلمت نقودي من احد المطاعم، وضعتها في المحفظة دون أن أعدها نتيجة ثقتي الزائدة، وخرجت من المكان مسرعة، ثم ذهبت لأتسوق من الجمعية التعاونية ولما هممت بدفع الحساب وجدت أن نقودي ناقصة، فانزعجت كثيرا لأنني كنت محتاجة لكل درهم حتى أسدد الفاتورة.. صحيح أن المبلغ لم يكن كبيرا، لكن ما أزعجني أنني لم أتنازل عن المبلغ بإرادتي وشعرت وكأنه استغلال، منذ ذلك الوقت وأنا أراجع الفاتورة وأعدّ بعد تسلمها». من جهته يقول عبدالباسط بيومي، موظف بنك، في تعاملات البنوك لا يتحمل البنك مسؤولية أي خطأ في المبلغ بعد خروج العميل أو المودع من البنك، فهو لديه الفرصة الكافية لعدّ المبلغ ومراجعة الموظف أو الصراف في حال وجود أي خطأ بالعدّ، ومن حق الموظف بل يجب عليه أن يعدّ نقوده حرصا على مصلحته وذلك لأن احتمالية الخطأ واردة جدا، حتى ولو كان المبلغ معدودا بواسطة ماكينة العدّ الإليكتروني. أما الدكتور محمود ربيع، فيؤكد هو الآخر أن الحرص واجب وهو من صفات الشخصية الناجحة، كما أنه يجنب الإنسان المشاكل والظنون، فعلى الإنسان أن يكون متيقظا دائما، ويعدّ نقوده قبل وبعد إنفاقها. يضيف ربيع، هنالك الكثير من الأشخاص، لا سيما في وطننا العربي يتصفون بالفوضوية وعدم التنظيم لحياتهم، وكذلك بالإهمال لكثير من الأمور الهامة في الحياة، وربما تحت هذا البند يندرج موضوع عدم عدّ النقود بالنسبة لهؤلاء الأشخاص، فالإنسان المنظم والدقيق، يعرف ما دخله وما خرج منه من نقود، وهو يعرف ما له وما عليه، فإذا أراد أن يسامح بعد ذلك أو يتصدق فهو حرّ، لكن من الأولى أن يكون متيقظا وحريصا على ممتلكاته حتى لا يكون عرضة للاستغلال أو السرقة
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©