الأحد 5 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإعلام·· وفن الشنق!

19 فبراير 2007 02:38
لعب الإعلام الفضائي في عصرنا الحاضر دورا كبيرا ومهما في اختراق المفاهيم والمعتقدات لدى الكثير من الناس، وأصبح كالساحر في توصيل المعلومة إلى جهات أرحب·· حيث تنتقل المؤثرات الخارجية بسرعة هائلة وفي نفس الوقت، حتى أنك تستطيع أن تتابع الحدث وأنت في غرفة نومك· وقد أصبحت الرسالة الإعلامية ذات أبعاد ومضامين أكبر ودلالات نفسية أشمل، ولهذا سعت كثير من الدول المتقدمة الى تقديم رسائلها الإرشادية وبث سياساتها العامة عن طريق وسائل الإعلام خدمة لمصلحتها أو مصلحة توجهات أخرى· ولهذا فإن الإعلام في عصرنا الحاضر له الكثير من الإيجابيات والسلبيات، ومن تلك الإيجابيات عملية التواصل الفكري مع الأحداث ومتابعة الأمور الأخرى الداخلية وسهولة الحصول عليها دون مزاحمة ولا مشاكل، حيث تصلك المعلومات والأحداث بسهولة ويسر، ومن سلبياته التقليد الأعمى، والذي لا يقوم على أساس أو حتى قناعة، اللهم تقليد قد يفضي إلى الموت، وهذا ما تابعناه وقرأناه عن قيام بعض الأطفال في مختلف دول العالم بشنق أنفسهم كما رأوا صدام حسين وهو يُشنق على شاشات الفضائيات، وكأن الإعلام أصبح من ضمن خدماته تقديم الدروس في فن الشنق··! إن الأطفال لا يدركون حقيقة ما هي عملية الشنق وما هي نهايته، ولكنه تقليد لا يدركون عواقبه، وتلك نقطة سوداء تحتسب على وسائل الإعلام، ومهما يكن فإن الوسيلة الاعلامية يجب أن تتمتع بالمصداقية ودراسة رسالتها قبل أن تصل إلى الآخرين· ولأن التأثير الإعلامي على المشاهدين، صغاراً وكباراً، لا يستهان به في وقتنا الحاضر، لذا يجب أن نراعي جودته ونقاءه، فالأمور الرخيصة دخلت بيوتنا ''غصبا'' عنا، وأصبحنا غير قادرين على أن نقف ضد هذا التيار، الذي أشبهه بالفيروس· فالوسيلة الإعلامية نعمة، يجب أن نستغلها لصالح قضايا المجتمع والأمة، ولخدمة قضايا التعليم، والذي أصبح على شفا حفرة من النار، فما يتعلمه الطفل في المدرسة وما تنفقه الدولة خلال سنوات التعليم ينهار وينتهي في لحظة من لحظات مسلسل أو برنامج لا يغني ولا يسمن من جوع، بالطبع نحن لا نعارض الاستمتاع بالمشاهدة ونحن لسنا رقباء على الناس فيما يشتهون، ولكننا ندعو إلى الاستغلال والتوظيف الأمثل والأفضل لهذه الوسيلة والتي أصبحت تؤثر على أنماط وسلوكيات حياتنا اليومية· عبد الله حميد رأس الخيمة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©