الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القط والفـأر·· ضحايـــا ارتفــاع الأسعــار

19 فبراير 2007 02:40
قبل التهاب أسعار المواد الغذائية قاطبة دون استثناء، كانت الصداقة عنواناً ينشده الجميع وكان الحب والرحمة ثوبين يرتديهما العامة من الناس، حتى بين الحيوانات كنت أرى - عجباً - القط صديقاً للفأر، يمشي كلاهما جنباً الى جنب في منظر ينم عن الوداعة والحب والألفة والصداقة، دون عداوة أو خصام أو شجار، فبطونهم شبعى وصغارهم لا يئنون جوعاً أو طلباً للحاجة· أما اليوم فتعالت أصوات الفئران والقطط في الشوارع خصاماً وعداوة، ليس بين الضدين فحسب، بل بين الجنس الواحد، وهجرت مضاجعها لتأوي في منازلنا الخاوية بحثاً عن الطعام المفقود· ومع ارتفاع مستوى المعيشة ''الصارخ'' في كافة مناحي الحياة وضيق الرواتب عن قضاء مصالحنا تملكنا الفكر والقلق وفقدنا الراحة و الطمأنينة، وانتزعت الرحمة والشفقة من قلوبنا وصار عامتنا يئن من شدة الحمى في جسده وبين أحشائه نظراً لارتفاع الإيجارات واشتعال الأسواق، فكدنا نراها كجمار ملتهبة نخاف الاقتراب منها أو حتى النظر إليها، ولكن لا غنى عنها، فهي معاشنا ولا حياة لإنسان من دونها، ففرض علينا أن نتقلب على جمارها، فتشعل نار الحقد والكراهية في نفوسنا وتقتل قيمنا النبيلة وتزيدنا توتراً وقلقاً وضيقاً، فغاب الدفء عن قلوبنا وجيوبنا· فبقلوب خاشعة ضارعة وأياد مرفوعة مبسوطة ندعو الله، عز وجل، أن يخفف عنا هذا البلاء ويكشف تلك الغمة·· كما ندعو المسؤولين للبحث عن حل لمشكلة الغلاء وما يترتب عليها من أخطار وآثام وسلبيات تلم بالفرد والمجتمع، فتقتل روح العطاء والتفاني والإخلاص لدى العامة وتضيع المبادئ السامية وتتفشى السرقة وتقتل القيم النبيلة ونغدو كالوحوش المسعورة يأكل القوي منا الضعيف· وكفانا ما قال الفاروق رضي الله عنه: لو كان الفقر رجلاً لقتلته· وما قاله الشاعر: ما أجمل الدين والدنيا إذا اجتمعا وأقبح الكفر والإفلاس بالرجل محمود عبدالباقي مدرسة الحباب بن المنذر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©