الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ميركل في أثينا... وشعارات مناوئة لألمانيا

13 أكتوبر 2012
وسط إجراءات أمنية مشددة تسببت في إغلاق جزء كبير من العاصمة اليونانية أثينا، قامت المستشارة الألمانية ميركل، يوم الثلاثاء الماضي، بزيارة عاصفة إلى قلب أوروبا المريض بأزمة الديون. لكن إذا كانت زيارتها المصحوبة بالاحتجاجات قد سلطت الضوء على مشاكل اليونان المزمنة، فإنها أيضاً أبرزت الصعوبات التي تواجهها ألمانيا الصاعدة، تلك الصعوبات المرتبطة أساساً بصورتها، فباعتبارها الاقتصاد الأكبر والأكثر ازدهاراً في أوروبا، صعدت ألمانيا إلى أوج قوتها منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية لتصبح فعلياً البلد الذي يسدد فواتير الآخرين من خلال مجموعة من خطط الإنقاذ الرامية للخروج من أزمة الديون والموجهة للدول المتعثرة. وفيما قادت ألمانيا مطالب تقليص الإنفاق مقابل الحصول على المال، تحولت ميركل إلى رمز التقشف في أوروبا. بيد أن ألمانيا الحريصة على صورتها وتبديد أي ذكريات قديمة مرتبطة بماضيها العدائي، دفعت في السنوات الأخيرة ثمناً مرتفعاً لصعودها على الساحة الأوروبية، وهو ما تأكد يوم الثلاثاء الماضي خلال زيارة ميركل لأثينا عندما انتشر أكثر من سبعة آلاف شرطي يوناني لتأمين المدينة واحتواء عشرات الآلاف من المتظاهرين الذين خرجوا احتجاجاً على إجراءات التقشف المفروضة من قبل ألمانيا، محمِّلين برلين جزءاً من المشاكل الاقتصادية التي يعيشونها، وعلى رأسها الارتفاع الصاروخي في معدل البطالة، وإفلاس العديد من الشركات. وفي هذا السياق أيضاً تحاول برلين التعامل مع الذكريات السيئة المرتبطة بتاريخ ألمانيا، والتي تعود إلى المرة الأخيرة التي سعت فيها للهيمنة على أوروبا. ومع أنه لا أحد يتخوف اليوم من تهديد عسكري لألمانيا الملتزمة بسياسة سلمية، إلا أن شعوراً بانعدام الثقة ما فتئ يتصاعد تجاهها تغذيه مشاكل الحاضر وتعقيداته. والحقيقة أن هذا الشعور بانعدام الثقة يتضح أكثر في اليونان، حيث الاستياء الشديد من سياسات التقشف وصل مداه، ما يضع الكثير من العقبات أمام مساعي ميركل لمزيد من الاندماج وسط الاتحاد الأوروبي. فمع ازدياد وزن ونفوذ ألمانيا داخل الاتحاد الأوروبي، سعت ميركل إلى إظهار تضامنها مع اليونانيين، مشيدة بالجهود التي بُذلت، ومبديةً تعاطفها مع معاناتهم. لكن في ظل إشارات قوية عن عدم قدرة اليونان على الوفاء بالتزاماتها المرتبطة بخطط الإنقاذ التي تستدعي إما اللجوء إلى تقليص أكبر للنفقات، أو تخفيف شروط الإقراض من قبل الأوروبيين، لم تبد ميركل أية نية لتليين موقفها إزاء الأزمة في اليونان. فإذا لم تعالج اليونان اليوم مشكلة الديون لديها، كما أصرت ميركل في تصريح لها، فإنها "فقط ستعاود الظهور بطريقة درامية في وقت لاحق". وبالنسبة للأحزاب اليسارية اليونانية التي عادة ما تهاجم الولايات المتحدة، فقد حولت انتباهها إلى ألمانيا، حيث ترددت الشعارات المناهضة لميركل على امتداد شوارع أثينا، كما أن إضراباً نظمه موظفو القطاع الحكومي تسبب في إغلاق المدارس والمستشفيات وتعطيل المواصلات العامة، فيما رفع آخرون ملصقات تظهر ميركل في زي الشرطة النازية كُتب عليها "لا للرايخ الرابع". وإلى جانب الفئات المحتجة المعروفة، خرجت إلى الشارع أيضاً بعض فئات الطبقة الوسطى اليونانية مثل "مونوليس" و"أناستازيا موارتيس" اللذين تجاوزا الستين من عمرهما، وهما يحتجان على تقليص معاشهما التقاعدي بنسبة 35 في المئة خضوعاً لسياسة التقشف التي تطالب بها ألمانيا. غير أن الزيارة تمثل بالنسبة لرئيس الحكومة اليوناني، "أنتونيس سماراس"، الذي يحتاج إلى صفقة عاجلة مع الدائنين الدوليين قبل نفاد خزينة الدولة نهاية شهر نوفمبر المقبل، نوعاً من الدعم والتأييد للحصول على القروض، لذا وصف "سماراس" ميركل بأنها "صديقة" لليونان، مشيداً بزيارتها الهادفة إلى "بدء صفحة جديدة" في العلاقات اليونانية الألمانية المتوترة. وتسعى الحكومة اليونانية إلى تأمين خطة الإنقاذ المقبلة والمقدرة قيمتها بحوالي 40 مليار دولار بعدما تأخر صرفها بسبب النزاعات حول ما إذا كانت الديون اليونانية قابلة للاستمرار، وتساؤلات أخرى حول السرعة التي ستقلص بها الحكومة من الإنفاق. هذا الخلاف بين المتدخلين الدوليين دفع صندوقَ النقد الدولي إلى إعلان نيته عدم المساهمة في خطة الإنقاذ الجديدة، لتبقى ألمانيا وباقي دول الاتحاد الأوروبي ملتزمين بإنقاذ اليونان، وهو الدور الذي سئم دافعو الضرائب الألمان من القيام به. ولا شك أن الشروط الثقيلة المرتبطة بالديون الممنوحة لليونان، أيقظت مشاعر مريرة تعود إلى الماضي البعيد، فقد أُنشئت لجنة يونانية مستقلة لدراسة ما إذا كانت ألمانيا ما زالت مدينة لليونان نظير الاحتلال النازي للبلاد بين عامي 1941 و1944. بل إن بعض السياسيين اليونانيين سعوا لتمويل موازنة العام 2013 عبر التفكير في مطالبة ألمانيا بإعادة تسديد دين فرض على اليونان تقديمه للنازيين في عام 1941. غير أن هذه المحاولات اليونانية الساعية إلى إحياء الماضي تُعتبر، في جزء منها على الأقل، نوعاً من المناورة السياسية لبلد مفلس يريد استخدام كل الأوراق الممكنة للدخول في مفاوضات شاقة وعسيرة مع الاتحاد الأوروبي من أجل الحصول على قروض جديدة. وفي تعليقاتهم الصريحة، يقر العديد من اليونانيين بمسؤولية بلادهم فيما يعانونه من مشاكل اقتصادية، مرجعين الأمر إلى الطبقة السياسية غير المسؤولة، وثقافة التهرب من الضرائب المنتشرة على نطاق واسع في اليونان، فضلاً عن الإفراط في الإنفاق الذي انخرطت فيه اليونان عقب انضمامها إلى منطقة اليورو في 2001. أنثوني فايولا اليونان ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس» زيارة تمثل بالنسبة لـ وأخيراً أُعيـد ذلـك الطفـل إلى وطنه وهـو أصغر سجناء أحد أسوأ السجون في العصر الحاضر "جوانتانامو"، بعدما شغلت حكايته الرأي العام وكتبت آلاف الصفحات وسجلت مئات البرامج والأحاديث في الولايات المتحدة وكندا عن قضيته، وربما ستظل "حكايته" تروى إلى عقود قادمة من الزمن. لقد أعادت الولايات المتحدة عمر خضر إلى موطن ميلاده بعد مماحكات ومناورات وتخلصت إدارة الرئيس أوباما من هذا (الصداع) وتركته إلى كندا (وطنه) لتتحمل كندا هي الأخرى جزءاً من هذا "الصداع"، وإن كانت غير راغبة فيه ولا مرحبة به بكل
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©