دبي (الاتحاد) - تنتهي وزارة التربية والتعليم، بنهاية العام الدراسي الحالي، من إعداد دليل خاص بالمدارس النموذجية، يتضمن المعايير والشروط وأدوات التحكيم المتعلقة بتلك من المدارس، وذلك لإتاحة الفرصة أمام جميع المدارس الحكومية في الدولة الاطلاع عليها، وتطبيقها في خطوة تستهدف تحويل جميع المدارس الحكومية إلى نموذجية، وفقاً لمحمد عيسى الخميري مدير إدارة المدارس التخصصية في الوزارة.
وأوضح الخميري، أن الإدارة شكلت لجنة خاصة لإعداد الدليل، وانتهت بالفعل من إعداد المسودة الأولى منه، لافتاً إلى أنه سيتضمن جميع الأحكام والشروط ومعايير التقييم المرتبطة بالنموذجيات، لتتمكن إدارة كل مدرسة لديها الرغبة في التحول إلى «نموذجية» من الإحاطة بجميع جوانب تلك الخطوة، لتسهيل عملية التحول، والحصول على ترخيص رسمي من وزارة التربية والتعليم، مشيراً إلى أن الدليل سوف يتضمن عصارة تجربة المدارس النموذجية منذ تأسيسها، والتغذية الراجعة من المدارس، وعدد من التجارب الناجحة والبارزة.
وقال، إن مشروع تحويل المدارس الحكومية إلى نموذجية الهدف منه أن تكون تتميز الأخيرة بمعايير عالمية مواكبة لرؤية ورسالة وزارة التربية، مشيراً إلى أن المدارس النموذجية ستكون مراكز تدريب لبقية المدارس الحكومية الراغبة في التحول.
وأكد الخميري، أن المشروع مستلهَم من قرار صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بتحويل 50 مدرسة من الحلقة الأولى في الإمارة إلى مدارس نموذجية.
وقال، إن المدارس النموذجية الموجودة حالياً في عدد من المناطق التعليمية ووفقاً للائحة الشروط المطبقة، لا يستقبل إلا الطلبة الحاصلين على معدل عام يتراوح بين 70 و80 في المئة، وبالتالي فإن الأنشطة المطبقة في تلك المدارس تخاطب فئة واحدة الطلبة، مشيراً إلى أن المعادلة حالياً اختلفت، إذ إن قرار صاحب السمو حاكم الشارقة، ينطبق على المدارس العادية التي تضم جميع المستويات من الطلبة، وبالتالي فإن التحدي أمام تلك المدارس والمدارس الأخرى التي ستلحق بها يكمن في كيفية التوجه إلى الطلبة بمختلف مستوياتهم.
وعن مبادرة صاحب السمو حاكم الشارقة، قال الخميري، إن الإدارة انتهت خلال الشهر الماضي من المرحلة الأولى من المشروع، وهي التدريب التعريفي للمدارس الـ 50 المستهدفة، مضيفاً أن الإدارة ستبدأ خلال أكتوبر الجاري ولمدة سنة في المرحلة الثانية من المشروع التي تمتد لسنة كاملة، وهي مرحلة تطوير الأداء أو الخطة التطويرية التدريبية، أما عملية التطبيق والتقييم فتبدأ في العام الدراسي 2013-2014.
وتوقع الخميري أن تكون بداية التطبيق الفعلي النهائي للمبادرة في العام الدراسي 2014-2015، معتبراً أن النجاح سيتفاوت بين مدرسة وأخرى، وأن هذا يعتمد على قيادة كل مدرسة، مشيراً إلي أن الإدارة ستستفيد من تلك التجربة والتغذية الراجعة منها في تطوير الدليل الذي تعده الإدارة، وذلك بناء على تجربة تطبيق نظام النموذجيات في مدارس حكومية عادية، والاستفادة من التجارب الناجحة للمدارس ونشرها في المدارس الأخرى، سواء كانت نموذجية أو حكومية.
وكان معالي حميد القطامي وزير التربية والتعليم أوضح أن المدارس النموذجية تهدف إلى إعداد مخرج تعليمي متميز يوظف كل الطاقات من خلال استخدام مقاييس عالمية لدعم جهود التعليم، كما تحرص على غرس المبادئ والقيم الإسلامية السامية في نفوس الطلبة، وترسيخ الانتماء الوطني لديهم ورعايتهم رعاية كاملة ومتوازنة في شتى المجالات التعليمية، والصحية، والثقافية، والرياضية، والسلوكية، والاجتماعية، كما تقوم بتدريبهم على البحث والتعلم الذاتي المستمر، إلى جانب توفير الرعاية الخاصة للموهوبين والمتميزين والمبدعين، وكذلك الطلبة الذين يواجهون صعوبات في التعلم، كما تساهم في تفعيل دور المعلم والطالب والأسرة عن طريق توفير بيئة تعليمية تأخذ بأيدي الطلبة وتمد جسور التعاون بين الأسرة والمدرسة.
وأشار معاليه إلى أن الوزارة شكلت عقب توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، فريق عمل ضم في عضويته مجموعة من المسؤولين المتخصصين في الوزارة، ومنطقة الشارقة التعليمية لتنفيذ توجيهات سموه، لافتاً إلى حرص وزارة التربية والتعليم على دعم تلك الخطوة الفاعلة التي من شأنها تعزيز العملية التربوية في إمارة الشارقة، بما يتوافق مع المستجدات العالمية المتلاحقة في ذات المجال.
عدد اليوم
