الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المحادثات النووية الإيرانية... وشبهة «التنازلات السرية»

المحادثات النووية الإيرانية... وشبهة «التنازلات السرية»
23 أكتوبر 2013 23:32
سكوت بيترسون إسطنبول قدمت سرية المحادثات النووية بشأن البرنامج النووي الإيراني في جنيف مادة خصبة للشكوك والانتقادات. فقد شن المتشددون في الجمهورية الإسلامية هجوماً على فريق التفاوض الإيراني، وقالوا إن رضا الولايات المتحدة عن نتيجة المحادثات في جنيف الأسبوع الماضي، يوحي بأن إيران قدمت الكثير جداً من التنازلات. فبعد يومين من المحادثات بين إيران والقوى الدولية بشأن كبح البرنامج النووي الإيراني، قال مسؤول أميركي بارز إن الفريق التفاوضي الأميركي، «لم يشهد قط مثل هذه المحادثات المكثفة والمفصلة والمستقيمة والصادقة» في عام ونصف العام من الجهود غير المثمرة. ووصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف المحادثات بأنها «خطوة إيجابية للغاية». ومازال هناك خلافات بين إيران ومجموعة الست التي تضم الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا بالإضافة إلى ألمانيا، فقد قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف إن الجانبين مازال يفصل بينهما «كيلومترات». لكن الصحفيين والسياسيين المتشددين في إيران، ركزوا على التعليقات التي تشير إلى تحقيق تقدم واستنتجوا أن ظريف وفريقه، لابد أنهم يُعدون سراً صفقة ليست جيدة لإيران. ويرى كثير من المتشددين أن الرئيس الجديد حسن روحاني يقدم تنازلات كثيرة من أجل التوصل إلى اتفاق نووي وتخفيف العقوبات. وكتب حسين شريعتمداري رئيس تحرير صحيفة «كيهان» المتشددة الناطقة بلسان المرشد الأعلى- في تحليل بعنوان «لماذا العدو راض؟» إن «سعادة الدول الست غير المسبوقة تبين أننا لم نحصل على أي تنازلات في مقابل التنازلات التي قدمناها أو وعدنا بتقديمها». وأضاف أن السرية تثير «شكوك الرأي العام بأن فريق إيران، ربما قدم تنازلات غير ملائمة». ورغم العلاقة الرسمية لصحيفة «كيهان» ورئيس تحريرها بخامنئي فقد تقلص تأثيرها كثيراً منذ الهزيمة المدوية للمرشحين المحافظين في انتخابات الرئاسة الإيرانية في يونيو الماضي. وتكثر التقارير الصحفية الأميركية والإسرائيلية التي تستند إلى مصادر إيرانية مجهولة أو مسؤولين غربيين أو أميركيين قدموا إفادة لإسرائيل بشأن محادثات جنيف ويعتقد أنها على دارية بتفاصيل مقترح ظريف. وتحتوي هذه التقارير على نقاط يتوقع أن يتضمنها أي اتفاق نهائي، ومنها أن تتوقف إيران عن تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، وهي النسبة التي تقترب كثيراً من إمكانية استخدامها في إنتاج قنبلة نووية وتقييد عمليات التخصيب بمستويات أدنى وعمليات تفتيش أكثر تطفلاً بكثير. وقال ظريف في مقابلة مع موقع صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور»:«هذه تكهنات لا تمت للواقع بصلة... رفضنا كشف تفاصيل المقترح هو علامة على إخلاصنا وجديتنا». وكتب ظريف على «فيسبوك»: «أنا وزملائي مستعدون لتحمل ضغط وسائل الإعلام» لكنه أضاف قائلاً إن إبقاء المحادثات سراً «لا يعني خوفنا من كشف محتواها». ولدى إدارة أوباما أيضاً ما يعكر صفوها، فهناك عدد من أعضاء الكونجرس الأميركي يصرون على فرض عقوبات أخرى على إيران مما قد يفسد المحادثات. وإسرائيل تطالب بوضوح بألا يقتصر الأمر على تقييد عمل إيران النووي، بل بتفكك برنامجها النووي كلية. ومعكرو الصفو الإيرانيون كثر أيضاً، ولصحيفة «كيهان» تأثير بالفعل. فقد حرفت الصحيفة مقتبساً عن ظريف قاله في اجتماع مغلق مع مشرعين إيرانيين مفاده إن المكالمة الهاتفية التاريخية بين روحاني وأوباما في سبتمبر الماضي كانت «خطأ». وبعد أن رأى ظريف عنوان صحيفة كيهان، قال إن كل البيانات الرسمية سوف تعلن لأن «سوق الانتهاك رائجة جداً». وكان خامنئي قد طلب من كل الفرقاء الإيرانيين أن يدعموا حكومة روحاني الناشئة، وقبل جهود روحاني الدبلوماسية في نيويورك وجنيف قال إن «المرونة البطولية» قد تكون ضرورية. لكن بعد المكالمة الهاتفية بين أوباما وروحاني، قال خامنئي إن بعض الأعمال التي تمت في نيويورك لم تكن ملائمة دون أن يحدد شيئاً بعينه. وجاء التعليق كرد جزئي من خامنئي المنزعج من تأكيد أوباما على أن «كل الخيارات» مطروحة على الطاولة بما فيها الخيار العسكري أثناء وقوفه بجانب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو. وفتح تعليق خامنئي أيضاً الباب أمام متشددي إيران ليصعدوا هجماتهم. ويعارض المتشددون ما يدعونه «جماعة نيويورك» من المسؤولين الإيرانيين المقربين من ظريف الذي أمضى سنوات سفيراً لبلاده في الأمم المتحدة في نيويورك وتلقى تعليماً أميركياً. ويعتقد المتشددون أن أفراد جماعة نيويورك مقربون جداً من الولايات المتحدة، ويريدون تطبيع العلاقات بعد 35 عاماً تقريباً من العداوة المتبادلة. وجاء في ترجمة لموقع «روز أونلاين» أن صحيفة أسبوعية متشددة قالت «هذه العصابة معروفة جيداً في وزارة الخارجية، وهي مسؤولة عن إجراءات بعد الثورة الإسلامية أضرت كثيراً بالبلاد». وتحدث موقع «راجا نيوز» المتشدد عن «سجل واضح ولا يمكن إنكاره لأنشطة جماعة نيويورك في الإضرار بالمصالح الوطنية». لكن هناك الكثير من المصادر الصحفية الإيرانية تختلف مع وجهة النظر المتشددة. فقد وبخ أحد المواقع الإخبارية صحيفة «كيهان» لأنها لم تسرد القصة كاملة. وقال الموقع إنه بالإضافة إلى الإشادة من الدول الست بصدق نية إيران غير المسبوق، هناك أيضاً الاعتراف بأن العرض الإيراني الجديد «بعيد جداً عما يرغبه الغرب، وبالتالي ليس هناك سبب لاتهام الدبلوماسيين الإيرانيين بأنهم خونة». وهاجمت صحيفة «بهار» الإصلاحية الإيرانية صحيفة «كيهان»، فذكّرت بواقع الحياة السياسية الإيرانية، فخامنئي صاحب القول الفصل في كل الأمور وأن المفاوضات التي أجراها متشددون في الماضي تم جميعها في سرية ولم تلق إلا القليل من التذمر. وقالت بهار «السؤال هو: هل يستطيع الفريق الجديد التوصل لاتفاق وينفذه دون تصريح من المرشد الأعلى أو مجلس الأمن القومي؟ .... الجميع يعرفون أن أدق التفاصيل في هذه القضية يتطلب موافقة المرشد». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©