الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

حسن حجاج: تصميماتي حياة تمزج بين الثقافة والاستهلاك

حسن حجاج: تصميماتي حياة تمزج بين الثقافة والاستهلاك
8 نوفمبر 2014 00:17
أبوظبي (الاتحاد) كانت جلسة (حوار مع فنان في «فن أبوظبي»: الثقافات الاستهلاكية)، التي أقيمت يوم أمس الأول في منارة السعديات، متميزة في مضمونها، باستضافتها للفنان المغربي حسن حجاج الذي يعمل على التصميم كثقافة معيشة نواجهها كل يوم، ولا بد من فهم وتفكيك مبادئها ورموزها. فحتى ما يتم تصميمه وتنفيذه لأجل أن يلقى زبوناً يشتريه، هو ثقافة حقيقية تدلّ على رؤية صاحبها. طرح حجاج، عمله باعتباره حياة ثقافية تقوم على دراسة أبعاد المكان والزمان، وتعبّر عن فلسفته الخاصة التي تراكمت وتجسدت معه بفعل التجارب السابقة والظروف التي قابلها. مبيناً لنا من خلال الصور ومقاطع الفيديو التي عرضها، علاقة الفن بالاستهلاك، وكيف يمكن لهذين القطبين أن يلتقيا وسط مناخ من التفاعل والاندماج. مقدماً نوعاً ليس جديداً من الفنون، بل هو إشكالي يتطلب منا الوقوف أمامه والبحث في خطواته. وقد قال متناولاً الموضوع من بدايته: «ولدت في لاراش وهي قرية صغيرة شمال المغرب، ثم انتقلت مع والدتي إلى لندن في تسعينيات القرن الماضي، وعشت هناك تجربة صعبة للغاية لأني كنت وقتها مهاجراً لا يتقن اللغة الإنجليزية. فحاولت أن أجد القرويين مثلي من المهاجرين. وكوّنت صداقاتٍ مختلفة مع الذين يحملون ذات الهموم ويعانون نفس المعاناة، وتشاطرنا المشاكل ذاتها وكنا جميعاً من فئة العمال المهجرين ومن دول مختلفة. بعدها بدأنا بتحويل وتغيير أنفسنا، ووجدنا هوياتنا في تلك العاصمة الضبابية لنعرف من نحن؟ حيث شكلنا النوادي وقدمنا فيها فرقاً موسيقية وراقصة حضرها أشخاص من جنسيات عديدة». وأضاف: «أيضاً لا بد من أن أخبركم بأن جزءاً كبيراً من معاناتي هو تركي المدرسة في عمر 15 عاماً، ما يعني أني لم أكتسب المهارات اللازمة لعيش حياة جيدة. لذا بحثت عن بديل، ورحت أبيع الملابس في «بوتيك» صغير، وأنشأت استوديو موسيقى خاص بي استقبل الكثير من حفلات وجولات الرقص. واليوم وبينما نحن نتحدث عن الماركات التجارية الكبيرة، أذكر كيف كنت أحاول في الماضي أن أقلّد تصاميمها، ساعياً إلى إيجاد ما هو ملائم لنا. وقد أطلقت على متجري اسم «الراب» بعت فيه المنتجات التي جئت بها من أوروبا». يهتم حجاج بخلق ثقافة خاصة به، أوضحها من خلال الأزياء المبنية على الأصول التي انحدر منها. فهو لم يقبل العروض التي جاءته من مسؤولي الماركات الأصلية، طالبين منه التعاون معهم. مشيراً إلى أنه حرص في ذلك الحين على عدم الدخول في هذا المجال، تجنباً لما يبعده عن رسم ملامح ثقافته وتجسيد جذوره في أعمال وقطع فنية يرتديها البعض. وإن النساء اللواتي صوّرهن حجاج بطريقة فنية ليعرضن تصميماته الفنية، كنّ في الغالب يرتدين الحجاب وأحياناً النقاب. بل أنه وفي الحقيقة كان يعمل على تصميم حجاباتهن. وبيّن لنا، كيف أن هذه الصورة أصبحت تلقى ردود فعلٍ سلبية بعد أحداث 11 أيلول. فالنساء فيها تحوّلن وبلمح البصر إلى إرهابيات في عيون من يراهن. ثم قال: «من هذه المرحلة انتقلت وبعد إنجازي لكل هذا العمل، إلى التفكير بالمستقبل، وصرت أفكر بفنتازيا خاصة، مصمماً أزياء غرائبية بعض الشيء لكنها تناسب البعض، وأسميت جزءاً منها (موضة خريف 2018، وموضة صيف 2020)، باستخدام البطانيات العادية المستوردة من الشرق الأوسط ومن أفريقيا، وبعتها في المحال التجارية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©