السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

عبدالله بن زايد: الإمارات تتمتع بنسيج سياسي متناغم واجتماعي متماسك

عبدالله بن زايد: الإمارات تتمتع بنسيج سياسي متناغم واجتماعي متماسك
20 فبراير 2007 02:15
أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية حرص دولة الإمارات العربية المتحدة على إنهاء الأزمة العراقية المعقدة، وشدد على دعمها لاستعادة العراق أمنه واستقراره وتعزيز وحدته، داعيا كل أبناء الشعب العراقي بمختلف قواه وأطيافه للمشاركة في بناء العراق الجديد· وطالب سموه في حديث أدلى به للصحفي جورج بورداراس محرر الشؤون الدبلوماسية في صحيفة ''كاثيميريني'' اليونانية بضرورة التوصل إلى صيغة سياسية شاملة ترضي جميع الأطراف العراقية، وذلك كمخرج من الأزمة الراهنة، واصفا استتباب الأمن على الساحة العراقية بأنه في صالح المنطقة كافة· وفيما يلي نص الحوار: ü دعوني أبدأ بالسؤال عن أهم مشكلة تواجه المجتمع الدولي في الوقت الحالي، والتي تتعلق بما يجري في العراق، يعتقد الكثيرون أن الأمور قد وصلت إلى طريق مسدود، لكن لا بد أن يكون هناك حل لوقف إراقة الدماء وتوفير الاستقرار والأمن والسلام، في رأيكم··ما هي الخطوات التي يجب اتخاذها للتوصل إلى سلام دائم في المنطقة؟ üü إننا في دولة الإمارات نحرص كل الحرص على إنهاء الأزمة العراقية المعقدة، ونؤكد دعمنا لاستعادة العراق أمنه واستقراره وتعزيز وحدته الوطنية، وندعو لأن يشارك كافة أبناء الشعب العراقي بمختلف قواه وأطيافه في بناء العراق الجديد· وكمخرج من الأزمة الراهنة لابد من التوصل إلى صيغة سياسية شاملة ترضي جميع الأطراف العراقية، ومن المهم بهذا الخصوص الوفاء بوعود الحكومة في تعديل الدستور وتنقيحه· إننا نؤمن أن استتباب الأمن على الساحة العراقية سيكون لصالح المنطقة بشكل عام· ولهذا نرى أن من واجب جميع الأطراف العمل على إنجاح الجهود الرامية لإنجاح الخطة الأمنية في العراق· كما أن هناك حاجة للإسراع في نزع سلاح جميع الميليشيات وحصره في يد القوات النظامية فقط لكي يتوقف العنف والفوضى وتستأنف العملية السياسية من أجل تحسين الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية في العراق· هيكلة القوات العراقية ونرى في الوقت نفسه وجود حاجة ملحة لإعادة هيكلية قوات الأمن في العراق، وذلك لتشجيع كل الأطراف خصوصا السنة منها، للمشاركة في العملية السياسية والعودة إلى الحوار من أجل أمن العراق واستقراره ووحدة أراضيه· وإن عدم التدخل في الشأن العراقي خصوصا من دول الجوار وحصر تعامل كل الأطراف مع الحكومة المركزية ضروري من أجل مساعدة الشعب العراقي والحكومة العراقية· كما نرى أن على المجتمع الدولي اتخاذ الخطوات الإيجابية والفعالة لمساندة العراق وشعبه على إحلال السلام والاستقرار· العقبات الرئيسية ü ما هي العقبات الرئيسية التي تعيق الجهود التي يجب علينا بذلها في سبيل إيجاد عالم أفضل وأكثر أمانا من أجلنا ومن أجل أولادنا؟ üü تتمتع دولة الإمارات العربية المتحدة بنسيج سياسي متناغم واجتماعي متماسك، وانطلاقا من تجربتنا نؤكد دوما على ضرورة التعايش المشترك بين الشعوب والحضارات وإرساء قيم التسامح والاحترام المتبادل بغض النظر عن الدين أو العرق· وفي الوقت الذي نحرص فيه على الدعوة إلى نشر قيم التسامح، فإننا نقف ضد ثقافة الإقصاء ونبذ الآخر لأي سبب من الأسباب· نحن نؤمن بعالم تسود فيه مبادئ التعايش الإنساني المشترك في بيئة صالحة مفعمة بالتفاهم تحكمها المبادئ والمثل الدينية والأخلاقية الفاضلة· ونعتقد أن الضمان الأمثل لمستقبل أولادنا والأجيال اللاحقة هو تعزيز جهودنا المشتركة لبناء عالم يقوم على المبادئ الإنسانية وسيادة القانون والعدالة والتسامح· الاتحاد الأوروبي ü هل تعتقدون أن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة قد لعبا دوريهما بشكل مرض حتى الآن، أم أن هناك حاجة لنشاط أكبر كي تتمكن الجهود الدولية من إثبات فعاليتها؟· üü نحن نكن كل الاحترام والتقدير للاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة على الجهود المخلصة التي يقومان بها في منطقة الخليج والشرق الأوسط والعالم، لإحراز المزيد من التقدم الاقتصادي والاجتماعي والحفاظ على السلام والأمن والاستقرار، لكننا نرى أن هناك المزيد من الخطوات المتوجب القيام بها في الوقت الراهن لإشاعة ثقافة السلام والعدالة· إننا نشعرأحيانا بقلق شديد من جراء عجز المجتمع الدولي عن حل العديد من القضايا في العالم، وخاصة حل قضية فلسطين وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية في كثير من مناطق التوتر وبؤر الحروب في العالم، كما نشعر بالقلق حيال عجز المجتمع الدولي عن معالجة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية في الدول النامية والقضاء على بؤر الفقر والمرض والبطالة في هذه الدول· الدور المطلوب ü بكلمة أخرى بوصفكم الجار المهم الذي يعرف الحقائق المتعلقة بمنطقة الخليج، ما هي النصائح والمقترحات التي تودون تقديمها لنا جميعا في أوروبا والغرب كي نتمكن من لعب دور أكثر فعالية وفائدة؟ üü كل ما يهمنا في دولة الإمارات هو التعاون الإيجابي البناء الذي يقوم على الاحترام المتبادل وتحقيق المصالح والمنافع المتبادلة· تجمعنا مع الغرب علاقات تاريخية قديمة، واليوم نشهد تطورات إيجابية لإقامة شراكات استراتيجية وعلاقات ثقافية· إننا نتطلع إلى السياسيين والمفكرين والعقول النافذة في أوروبا والغرب لأن يواصلوا رسالتهم لبناء المزيد من جسور التعاون بين الشرق والغرب من أجل إزالة التوترات التي سادت في المرحلة الماضية· الإمارات واليونان ü فيما يخص العلاقات الثنائية، ما هي توقعاتكم حيال العلاقات الإماراتية - اليونانية؟ وما هي النقاط التي يجب التركيز عليها من أجل تعزيز وتعميق العلاقات الثنائية؟ üü تشهد العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية اليونان تطورا ملحوظا على المستويين السياسي والاقتصادي، ويتم باستمرار تبادل وجهات النظر بين البلدين حول الوسائل الكفيلة بمعالجة الأزمات في المنطقة· وسنواصل العمل معا لتعزيز التعاون فيما بيننا في مختلف الميادين، بما في ذلك القضايا الإقليمية والدولية· ولابد أن نشير أيضا في هذا السياق إلى الدور البناء الذي قامت به دولة الإمارات· في إطار قوات حفظ السلام في إقليم كوسوفا، لقد أمضت قواتنا في كوسوفا أكثر من عامين قامت خلالهما بدور بارز في إرساء الأمن والاستقرار، وتقديم خدمات جليلة في خدمة السكان المدنيين الذين عانوا من ويلات الحرب· كان هدفنا المساهمة في إحلال الأمن والسلام، لينعم به جميع سكان كوسوفا، ونعتقد أن الدور الذي قامت به قواتنا في عمليات حفظ السلام كان بمثابة شهادة عملية على سياسة الإمارات الرامية إلى تعزيز الأمن والسلام في كافة أرجاء العالم· وعلى الصعيد الاقتصادي، فإن الشركات اليونانية في الدولة في تزايد مستمر ويوجد حاليا أكثر من 22 شركة بناء يونانية تعمل في مجال الإنشاءات في دولة الإمارات· ويعمل في دبي حاليا أكثر من 75 شركة تجارية يونانية، إضافة إلى العديد من شركات الشحن البحري التي تستخدم موانئ الدولة· كما أن هناك زيادة ملحوظة في الزيارات التبادلية للوفود التجارية من كلا البلدين والمشاركة في المعارض التجارية التي ينظمها الطرفان، حيث تعد الإمارات من أهم الشركاء التجاريين لليونان· (وام)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©