الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مهرجان التسوق يعكس ملامح عودة الانتعاش لاقتصاد دبي

مهرجان التسوق يعكس ملامح عودة الانتعاش لاقتصاد دبي
19 فبراير 2010 21:35
جسدت مؤشرات النمو الذي توج كافة القطاعات في دبي منذ انطلاقة مهرجان دبي للتسوق 2010 القوة الكامنة التي ينفرد بها هذا المهرجان في تحريك كل ما هو ساكن وإحياء آمال الازدهار التي كادت أن تبددتها غيوم الأزمة العالمية، مجدداً قدرته على مواصلة إنجاز الأهداف الأساسية التي انطلق من أجلها قبل 15 عاماً. وعكست المؤشرات الإيجابية الأولية التي زفها مديرون وعاملون في مختلف الأنشطة التجارية والسياحية والمالية، مدى التفاؤل بعودة الانتعاش لاقتصاد دبي، وذلك بعد أن شهدت الإمارة بعد مرور ثلاثة أسابيع على انطلاق المهرجان ازدهاراً قوياً في مختلف القطاعات الاقتصادية، فارتفعت مبيعات التجزئة ومراكز التسوق بمعدلات تراوحت بين20 إلى 40%، كما استعادت نسب الإشغال في الفنادق والشقق الفندقية مستوياتها الطبيعية لتزيد عن 90%، إلى جانب النمو الكبير في نشاط الصرافة الذي وصلت نسبته إلى أكثر من 20%، مدفوعاً بزيادة الطلب على استبدال العملات مع تزايد التدفقات السياحية إلى الإمارة والتي أنعشت بدورها أعمال مكاتب السياحة وحجوزات الطيران ومكاتب تأجير السيارات ومبيعات الذهب والمجوهرات والسجاد. التدفقات السياحية وفيما سادت حالة من الترقب أوساط العاملين في مختلف القطاعات قبيل انطلاق المهرجان، بدأت دلالات الانتعاش تظهر مع تزايد معدلات الحجوزات التي تلقتها شركات الطيران ومكاتب السياحة والفنادق تدريجياً لتقترب من ذروتها مع انطلاقة الحدث المتزامنة مع إجازة منتصف العام الدراسي في دول مجلس التعاون والتي احتلت خلاها دبي المرتبة بين الوجهات الأكثر جذباً للسياح الخليجين الراغبين في قضاء هذه العطلة خارج البلاد، وفقاً لغسان العريضي الرئيس التنفيذي لشركة ألفا تورز. وقدر العريضي نسبة النمو في التدفقات السياحية الخليجية إلى دبي خلال المهرجان هذا العام بما يتراوح بين 17 إلى 20%. واعتبر أن هذا الارتفاع يعكس نجاح الجهود الترويجية الضخمة التي بذلها القائمون على المهرجان وجاذبية العروض الترويجية التي أطلقتها الشركات السياحية والطيران والفنادق. وأوضح العريضي أن زيادة التدفقات السياحية الخليجية إلى دبي تزامنت مع انطلاق فعاليات مهرجان دبي للتسوق، ويؤكد حقيقة أن الأسر الخليجية تصنف دبي بشكل كبير كأحد أفضل الأماكن لقضاء إجازة قصيرة بفضل توجهها للأسرة، وكذلك للأمان ولتقديمها عروضاً تسويقية جيدة وإجازات فخمة، فضلاً عن قرب المسافة. حركة المسافرين وفي الوقت الذي بثت فيه الحجوزات المرتفعة حالة من الطمأنينة لنجاح جهود التسويق، إلا أن مستويات الثقة بالنجاح لم تكن لترتفع إلا بانطلاق رحلات الطيران القادمة إلى دبي من كافة الوجهات وبمعدلات إشغال مرتفعة، وهو الأمر الذي انعكس على حركة المسافرين عبر مطار دبي والتي زادت بنسب جيدة خلال الأسابيع الماضية، بحسب دائرة الطيران المدني في دبي و”طيران الإمارات”. واعتبر أحمد خوري، نائب رئيس أول العمليات التجارية لمنطقة الخليج والشرق الأوسط وإيران في “طيران الإمارات” ارتفاع متوسط إشغال المقاعد على رحلات الشركة القادمة من العديد من الوجهات مع بداية المهرجان مؤشراً إيجابياً يعكس نجاح جهود الناقلة في دعم المهرجان والترويج له من خلال جميع القنوات التسويقية المتاحة عبر شبكة محطاتها الممتدة في قارات العالم الست، بالإضافة إلى توفير عروض خاصة للزوار حسب متطلبات كل دورة. وأوضح خوري أن “طيران الإمارات” وفرت بالتعاون مع “فيزا إنترناشونال”، بمناسبة مهرجان دبي للتسوق هذا العام، عرضاً متميزاً أتاح لزوار دبي من مختلف أنحاء العالم، الحصول على تأشيرة دخول مجانية إلى الدولة، وذلك عند السفر على إحدى رحلات الشركة وتسديد قيمة التذكرة باستخدام بطاقات الائتمان أو الحسم المباشر أو بطاقات مسبقة الدفع من “فيزا” داخل الدولة. الإشغال الفندقي وبينما يعج المطار بالحركة، كانت الفنادق والشقق الفندقية تتهيأ لاستضافة زوار المهرجان بعروض سعرية وتسهيلات في التنقلات إلى مراكز التسوق ومناطق الفعاليات الترفيهية التي غطت كافة أرجاء المدينة، لتستعيد معدلات الإشغال بها ذروتها لتتراوح بين 90 إلى 100%، بحسب عاملين في القطاع. وأعلنت مجموعة روتانا الفندقية وصول نسب الإشغال في فنادقها بدبي والبالغ عددها الحالي 11 فندقاً خلال مهرجان دبي للتسوق حتى الآن إلى 100%، مؤكدةً كامل الثقة بتعافي قطاع السياحة بدبي لهذا العام، وأن دبي ستتصدر قائمة الوجهات السياحية في الشرق الأوسط خلال 2010. وقال نعيم دركزللي المدير الإقليمي للمبيعات والتسويق في “روتانا دبي والإمارات الشمالية” إن جميع فنادق روتانا بدبي رفعت لافتة كامل العدد لما يزيد عن 3300 غرفة تديرها المجموعة في دبي مستفيدة من الزيادة الكبيرة بالطلب على الغرف. وأضاف أن فنادق المجموعة قد شهدت حركة متزايدة في الحجوزات من قبل العديد من النزلاء القادمين لدبي بغرض الأعمال والسياحة، سيما أن هذه الفترة من السنة تعتبر من أهم الفترات لقطاع الفنادق لتزامنها والعديد من المؤتمرات والأحداث المهمة، مبيناً أن الإمارة باتت وجهة منافسة بعد الانخفاض الذي لمس أسعار الفنادق وبفعل التنوع الكبير للمنتج السياحي فيها. بدوره، أكد محمد خوري المدير العام لمجموعة جولدن ساندس للشقق الفندقية أن النمو في معدلات الإشغال هذا العام قد تجاوزت التوقعات إلى حد بعيد، الأمر الذي يشير إلى تحسن كبير في السوق الذي بدأ في جني ثمار الجهود الضخمة التي بذلت خلال الفترة الماضية لاستعادة النمو للقطاع. وأوضح أن الشقق الفندقية سجلت زيادة بنسبة تراوحت بين 20 إلى 30% في مستويات الإشغال خلال فترة المهرجان مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مشجعاً على أهمية استثمار هذا المنحى الصعودي للإشغال بمواصلة الاستراتيجية الخاصة بالترويج الفندقي حتى نهاية العام من أجل تحقيق مستوى إشغال سنوي يضاهي السنوات الماضية. نشاط الصرافة كما أسهم المهرجان في إنعاش حركة السفر وإشغال الطيران والفنادق، طال الانتعاش كذلك قطاع الصرافة الذي سجل نمواً تراوح بين 15 إلى 20%، وفقاً لتقديرات أسامة آل رحمة المدير العام لشركة الفردان للصرافة، الذي أكد استفادة نشاط الصرافة من التوافد القوي للسياح إلى دبي خلال المهرجان وحرصهم على حضور ومشاهدة الفعاليات والأنشطة المتنوعة، وكذلك القيام بعملية التسوق في مراكز التسوق المختلفة، الأمر الذي يضطرهم إلى استبدال عملاتهم التي أحضروها معهم بالدرهم الإماراتي. وقال إن مهرجان دبي للتسوق استطاع أن ينشط حركة الأسواق التجارية، ومن بينها أسواق الصرافة، التي تشهد حركة نشطة في جميع عملياتها، لا سيما تبديل العملات. واشار الفردان إلى أن مجيء نسبة كبيرة من السياح سواء أكانت أوروبية أو خليجية، يرفع الطلب على الدرهم الإماراتي، وتزداد حركة التحويلات من الدول الخليجية إلى داخل الدولة. على صعيد الحركة التجارية والتي تعد أحد أهم الأهداف الرئيسة للمهرجان، كان الرواج حاضراً في مراكز التسوق سواء فيما يتعلق بأعداد الزوار أو بحجم المبيعات، حيث أكدت العديد من المراكز تسجيل نمو قوي في مبيعات المحال التجارية المشاركة في مهرجان دبي للتسوق وسط إقبال كبير من المتسوقين على الشراء والمشاركة في الفعاليات الترفيهية والعروض التسويقية التي تقدمها. وقال رونالدو جوميز الذي يعمل مديراً لأحد المحال التجارية: “يجتذب مهرجان دبي للتسوق أعداداً كبيرة من المتسوقين، وقد شهدت فترة المهرجان زيادة في المبيعات بنسبة 30% عن فترة ما قبل المهرجان”. وأشار جوميز إلى زيادة أعداد المتسوقين من الجنسية الصينية بشكل ملحوظ، حيث قال: “إنهم يمثلون الشريحة الأكبر من المتسوقين خلال دورة العام الحالي من المهرجان، وذلك لأن الأسعار مثالية للغاية وجذابة”. وقال تيم جونز، مدير العمليات في “العربي سنتر” إن المركز سجل ارتفاعا ًملحوظاً في أعداد المتسوقين خلال النصف الأول من المهرجان، فيما ارتفع عدد الزوار بنسبة 25%، مما أدى إلى تسجيل زيادة بنسبة 20% من حيث المبيعات. كما شهدت مبيعات مركزي ميركاتو وتاون سنتر جميرا نمواً لافتاً مع انقضاء ثلاثة أسابيع من مهرجان دبي للتسوق في دورته الحالية، حيث ارتفعت مبيعات ميركاتو بنسبة 14% خلال الأسبوع الثالث للمهرجان، بينما ارتفعت بنسبة 31% في تاون سنتر جميرا منذ بداية المهرجان. وقالت رنا جاسر، مديرة العلاقات العامة والاتصال لمركزي ميركاتو وتاون سنتر جميرا: “من الواضح أن ذلك انعكس على مبيعاتنا، حيث بدأ المهرجان بعدد لا يحصى من الأنشطة المثيرة في مختلف أنحاء الإمارة. وتدفقت أعداد كبيرة من الزوار إلى مراكز التسوق لتستمتع بالفعاليات ذات المستوى العالمي، وهذا الأمر ساهم في زيادة عدد الزوار والمبيعات”. وأضافت رنا جاسر قائلة: “من خلال استعراض سريع لمبيعات ميركاتو خلال الفترة الماضية منذ انطلاق مهرجان دبي للتسوق2010، لوحظ زيادة في مبيعات مركز ميركاتو بنسبة 14% في الأسبوع الثالث بالمقارنة مع الأسبوع الأول. حيث استفاد المتسوقون من العروض الترويجية الخاصة بالمهرجان والتنزيلات التي تصل إلى 75% في بعض المتاجر”. بريق الذهب وفي سوق الذهب، بدأت ملامح البريق تعود مجدداً بعد فترة من التباطؤ نتيجة ارتفاع إعسار المعدن الأصفر عالمياً، حيث أظهرت توقعات عاملون في الصناعة ارتفاعاً في المبيعات بنسب تتراوح بين 20 إلى 30% خلال مهرجان دبي للتسوق، وفقاً لفيروز ميرشانت رئيس مجموعة بيور جولد، الذي أرجع السبب في هذا النمو إلى ارتفاع مشتريات السياح من الذهب خاصة من الأفواج الصينية واليابانية، بالإضافة إلى الهند وباكستان. وأشار إلى أن العروض القوية التي تقدمها محال الذهب والمجوهرات خلال المهرجان نجحت في استعادة الذهب بريقه بعد أن انطفأ قليلاً خلال الفترة الماضية نتيجة العزوف عن الشراء بسبب الارتفاع الكبير في الأسعار العالمية، معتبراً أن تحقيق نمو بنسبة 30% في المبيعات مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي من شأنه أن يضع القطاع على طريق التعافي والعودة إلى الانتعاش. سوق الإلكترونيات سجلت مبيعات سوق الأجهزة الإلكترونية كذلك نمواً قوياً في المبيعات خلال المهرجان، حيث أشارت شركة جاكيس للإلكترونيات، إلى تسجيلها ارتفاعاً كبيراً في نسبة مبيعاتها بحوالي 18% مقارنة بمبيعات العام الماضي. واحتلت الأجهزة سهلة التنقل مثل الهواتف الذكية، والكاميرات وأجهزة الكمبيوتر المحمول، وشاشات الكريستال السائل النسبة الأعلى من مبيعات الشركة خلال هذه الفترة. وعزت جاكيس ارتفاع مبيعاتها خلال الدورة الحالية من المهرجان إلى عدد من العوامل أهمها تزايد أعداد السياح الوافدين إلى إمارة دبي والشراكة الناجحة التي عقدتها مع “سامسونج” خلال فترة المهرجان والتي تتيح لزوار منافذ بيع جاكيس فرصة الفوز بأحدث شاشات الكريستال السائل من “سامسونج”. السيارات والتأجير بدوره، نجح نشاط بيع وتأجير السيارات في تحقيق نسب مبيعات وتأجير مشجعه منذ بداية المهرجان، وذلك بعد حفزت العروض الترويجية التي أعلنتها وكالات السيارات والتي اشتملت على تخفيضات سعرية، وتسهيلات دفع، وعروض تأمين وتسجيل مجانية، وتيسيرات الحصول على التمويل اللازم للشراء، وفقاً لمدير المبيعات في “الحبتور للسيارات” كارل هاميي. وأشار إلى أن العرض الذي طرحته “الحبتور للسيارات”، وكيل سيارات “ميتسوبيشي”، والذي يتيح استرجاع الزبائن مبالغ نقدية عند شراء أي من سياراتها، فضلاً عن منح ثلاث سنوات ضمان، وعقود خدمة مجانية لبعض الطرز، قد نجح في رفع نسبة المبيعات خلال المهرجان بنحو 25% مقارنة مع الأيام العادية. وأوضح أنه “من المتوقع تحقيق معدلات بيع جيدة خلال فترة العروض الحالية التي تواكب مهرجان دبي للتسوق، الذي نجحنا، في دورته السابقة، في تحقيق نمو في المبيعات قادت إلى زيادة حصتنا من السوق إلى 27% ومن المنتظر تحقيق نسب النمو نفسها خلال دورة العام الجاري، وفقاً للمؤشرات الحالية”. وأضاف أن “المهـرجان خفف من حــدة تأثــيرات الأزمة في العام الماضي
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©