الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الإعلام السياحي.. إلى أين؟

26 أكتوبر 2011 09:52
بدعوة كريمة، كان لي شرف حضور المؤتمر الأول لتدريب الإعلاميين العرب المتخصصين بالإعلام السياحي الذي ينظمه المركز العربي للإعلام السياحي بمشاركة 16 دولة في بيروت. وهدف المؤتمر، الذي عقد تحت عنوان “السياحة العربية منا وفينا” واستمر على مدار خمسة أيام، إلى تمتين وتعزيز أواصر التعاون بين الدول العربية في المجال السياحي، والعمل على حل المشكلات والمعوقات التي تعترض السياحة البينية العربية. وكان لي شرف إلقاء محاضرة عن أهمية الإعلام السياحي وتأثيره المباشر على صناعة السياحة في المنطقة، فالكثيرون لا يعلمون أهمية ودور الإعلام السياحي في دعم صناعة السياحة ونشر الثقافة السياحية، وتهيئة المجتمع لقبول المشروعات والتوجهات السياحية، والتعريف بها. فمهما أعطيت من إمكانات ومقومات تخدم صناعة السياحة وما يتم انفاقة من أموال لخدمة هذه الصناعة وازدهارها، فلا يمكن أن تكتمل المنظومة أو يتحقق النجاح الفعلي دون الإعلام السياحي المتخصص. ناقشنا أثناء انعقاد جلسات المؤتمر الجوانب كافة التي تؤثر على انتعاش السياحة البينية العربية وأسباب عدم تحقيق الأهداف المرجوة رغم الإمكانات كافة التي أصبحت الآن متوافرة في البلدان العربية، ورغم ما يتم إنفاقة سنوياً من مبالغ طائلة على فعاليات ومنشآت سياحية في أرجاء الوطن العربي كافة.. ولكن لم يتحقق ما نريده. أنا أرجح أن العامل الأساسي في عدم نجاح السياحة البينية العربية، هو ضعف الإعلام السياحي العربي والقائمين علية.. فغالباً، ومع احترامي للزملاء العاملين كافة في الحقل الصحفي، ما يعتمد المحرر السياحي العربي على الأسلوب الخبري في نشر موضوعاته، فنجد أننا نتناول فقط الفعاليات والأحداث والمناسبات... إلخ، وهذه الموضوعات جميعها تكون موضوعات وقتية مصاحبة لحدث ما، واختفت من وسائل الإعلام لدينا التحقيقات السياحية عن صناعة السياحة والمقومات السياحية والمعايير والمناهج السياحية التي تم العمل بها لإنجاح هذه الصناعة.. أو موضوعات عن صناعة الطيران والسياحة البحرية كل هذا أذا وجدناه في وسائل الإعلام يكون مصادفةً وغالباً ما تكون أخبار بمناسبة انعقاد مؤتمرات دولية. أنا لا ألقي باللوم على الإخوة الزملاء الصحفيين بالمؤسسات الصحفية أو الإعلاميين في وسائل الإعلام المختلفة، وإنما ألقي باللوم على صانعي السياحة أنفسهم.. لكونهم لا يقومون بتبني فكرة خلق إعلام سياحي احترافي عربي متخصص، كما هو معمول به في دول العالم كافة، لماذا لا يقوم المجلس الوطني للسياحة والآثار أو الهيئات والدوائر السياحية بتنظيم دورات تدريبية متخصصة في مجال الإعلام السياحي للصحفيين العاملين في مجال الإعلام السياحي أو المسؤولين عن صفحات السياحة أو معدي برامج السياحة، فلماذا لا نجد لدينا إعلاماً سياحياً متخصصاً، كما نجد إعلاماً صحياً وإعلاماً عسكرياً متخصصاً. وإذا استمرت الهيئات والمؤسسات السياحية في تجاهل الإعلام المتخصص، وعدم الاكتراث بدعمه ودعم العاملين به كجزء من منظومة الصناعة، باعتباره الطرف الأضعف، سيكون المصير هو الاختفاء التام للإعلام المتخصص من عالمنا العربي، ولن نعرف قيمته وأهميته إلا بعد أن يختفي وينقرض، وسيستمر السائح العربي يتجول في أنحاء العالم كافة عدا وطنه العربي الذي لا يعلم عن إمكاناته السياحية شيئاً. إبراهيم الذهلي | رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©