الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبوظبي.. في طقس السينما

أبوظبي.. في طقس السينما
24 أكتوبر 2013 12:49
تدخل أبوظبي اليوم في مزاج مختلف.. وللمدن أمزجة متكررة لا تختلف عن بعضها إلا نادراً. اليوم.. تفرج أبوظبي عن بعض ما تحمله الحياة من جماليات، ربما تغيب عن الكثيرين لأسباب كثيرة، تلك الجماليات التي تفتحها في أرواحنا السينما، بكل سحرها وجمالها ودالتها على القلوب والعقول. اليوم، في السابعة مساء على وجه الدقة، تفتح صالة العروض الكبرى في فندق قصر الإمارات ستارتها لتعرض فيلم “حياة الجريمة”، معلنة انطلاق فعاليات الدورة السابعة لمهرجان أبوظبي السينمائي الدولي، ومعها تفتح العاصمة المشهد السينمائي العالمي لتدخلنا فيه، فيما هي تدخل في مزاج ثقافي محمول على ألق الصورة. بالكادر والشريط والصورة ولغتها المشهدية تعلن المدينة هذا المساء حضورها السينمائي بوصفها واحدة من المدن التي تحتضن مهرجاناً بارزاً يعنى بالفن السابع. لا تنبع أهمية مهرجان أبوظبي السينمائي من كونه يفتح العين على الصورة السينمائية بكل ما تحمله من جماليات وسطوة سحرية، وإنما أيضاً من كونه ينتبه إلى أثر السينما البليغ والبالغ في الأفراد والمجتمعات، وبالتالي في تغيير الناس، ومع التغيير بكل ما يحمله من دلالات ومعان وإشارات يمكنك أن تضع ما تشاء أيضاً من ألفاظ تفيد معنى بناء الإنسان روحياً وجمالياً خصوصاًً في منطقتنا العربية التي تعاني كماً هائلاً من اللاجمال لأسباب كثيرة تبدأ بالأمية والجهل ولا تنتهي بمشاهد القتل التي تجري على قدم وساق في غير ساحة عربية. بهذا المعنى، يقوم مهرجان أبوظبي السينمائي، مثل كل فعل ثقافي آخر، على جملة من التصورات والبرامج والفعاليات التي تمنحه قسماته. وتشكل ملامحه العامة.. فيما تتكفل العروض السينمائية وحواراتها والأنشطة المصاحبة لها بإكمال التفاصيل. أرقام.. وأقسام يكرّس مهرجان أبوظبي السينمائي جهوده لاكتشاف أفلام جديدة، لتقديم أفضل الأعمال التي عرضت في أبرز مهرجانات العالم. وبحسب علي الجابري، مدير المهرجان، فإن المهرجان اختار “باقة من الأفلام والأسماء السينمائية التي حققت حضوراً في المشهد السينمائي العالمي وحازت ثناءً نقدياً كبيراً.. وجمعت فقرات هذه الدورة أفضل ما أنتج سينمائياً على الصعيدين العربي والعالمي لهذا العام”. ويعرض المهرجان في دورته السابعة التي تستمر حتى الحادي عشر من نوفمبر المقبل (166 فيلماً) من 51 دولة في أقسامه المختلفة، (92 روائياً طويلاً، 72 فيلماً قصيراً من العالم العربي والعالم ). ومن بين الأفلام المعروضة 11 فيلماً في عرضها العالمي الأول، و 6 أفلام في عرضها الدولي الأول ويقصد به عرضها لأول مرة خارج بلد الإنتاج. وتعكس عروض المهرجان ومسابقاته طيفاً واسعاً من التقنيات والأساليب الإخراجية ونوعيات الأفلام (روائية ووثائقية وتسجيلية، طويلة وقصيرة)، والموضوعات (21 حقلاً ونوعاً أدبياً تكاد تغطي مجالات الحياة الإنسانية في تجلياتها المختلفة، منها على سبيل المثال: أفلام الإثارة، الاغتراب، التحريك، الحرب، الخيال العلمي، الدراما، الرعب، الرومانسية، السياسية، الموضة والكوميديا وغيرها). ويضم المهرجان ست مسابقات هي: (مسابقة الأفلام الروائية، مسابقة الأفلام الوثائقية، مسابقة آفاق جديدة، عالمنا، مسابقة الأفلام القصيرة ومسابقة أفلام من الإمارات)؛ فضلاً عن عروض السينما العالمية التي تعرض نخبة من الأفلام التي حازت صدى إعلامياً لدى عرضها في مهرجانات السينما العالمية، مثل: “فصل في حياة جامع خردة” لدانيس تانوفيتش، “لمسة الخطيئة” لجيا زانجي، “غيرة” لفيليب جاريل، “لهؤلاء الذين لا يبوحون بالحكايات” لياسميلا زبانيتش، “إيدا” لبافل بافليكوفسكي، “الولد سر أبيه” لهيروكازو كور- إيدا، “الأحباء وحدهم تركوا أحياء” لجيم جارموش، “فيلومينا” لستيفن فريرز وفيلم الافتتاح “حياة الجريمة” لدانييل سكشتر من بطولة تيم روبنز وجينيفر أنيستون. ويتنافس في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة 16 فيلماً: “إعادة البناء” لخوان إستيبان تراتوتو، “إيدا” لبافل بافليكوفسكي، “بلادي الحلوة.. بلادي الحادة” لهينر سليم، “تحت رمال بابل” لمحمد جبارة الدراجي، “تحركات ليلية” لكيلي رايخات، “حكايات الحلاق” لجون روبلز لانا، “السطوح” لمرزاق علواش، “سيدهارث” لريتشي مهتا، “عدو” لدني فيلنوف، “غيرة” لفيليب غاريل، “فرش وغطا” لأحمد عبدالله، “فصل من حياة جامع خُردَة” لدانيس تانوفيتش، “فيلومينا” لستيفن فريرز، “لمسة الخطيئة” لجا جنكي، “لهؤلاء الذين لا يبوحون بالحكايات” لياسميلا جبانيتش. أما في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة فهناك 14 فيلما: “بلح تعلق تحت قلعة حلب” لمحمد سويد، “ثورتي المسروقة” لناهيد بيرسون سارفستاني، “جدران” لفرانشيسكو كونفرسانو، نيني غرينيافيني، “جمل البروُطة” لحمزة عوني، “الحوت الأسود” لجابرييلا كوبرثوايت، “الدكتور فابر سيعالجك” لبيير كوليبوف، “فريق القتل” لدان كراوس، “في الحياة الواقعية” لبيبان كدرن، “القيادة في القاهرة” لشريف القشطة، “مدرسة بابل” لجولي برتوتشيللي، “من هو دياني كريستال؟” لمارك سيلفر، “هذه الطيور تمشي” لعمر موليك، باسم طارق، “همس المدن” لقاسم عبد. ويتنافس في مسابقة آفاق جديدة 15 فيلماً: “أحبّني” لهانه ميرين، “اسمي همممم” لأنييس تروبليه، “بستاردو” لنجيب بلقاضي، “بِل” لأَما آسانتي، “بوتوسي” لالفريدو كاسريوتا، “حياة ساكنة” لأوبيرتو بازوليني، “زرافاضة” لراني مصالحة، “سالفو” لفابيو جراسادونيا، أنطونيو بياتسا، “الشبيه” لريتشارد أيودا، “الظلّة” لآرون ويلسون، “فيللا 69” لأيتن أمين، “قبل سقوط الثلج” لهشام زمان، “قصَة” لأنوب سينغ، “مصطلح مختصر 12” لدستن دانييل كريتون، و”مواعيد عشوائية” لليفان كوغواشفيلي. وعلى جائزة “عالمنا” تتنافس 8 أفلام هي: “اتسينكي: قصة رعاة بقر القطب الشمالي” لجيسكا أوريك، و”إفراغ السماوات” لدوجلاس كاس، و”الحقل المقدس.. الحرب المقدسة” لليخ كوفالسكي، و”الحوت الأسود” لجابرييلا كوبرثوايت، و”المساعدة المهلكة” لراوول بيك، و”هارلوك: قرصان الفضاء” لشينجي أراماكي، وأخيراً و”عد باندورا” لروبرت ستون. وتضم مسابقة أفلام الإمارات (المنصة الأولى للإماراتيين والخليجيين لعرض أفلامهم ومشاركة تجاربهم) مجموعة متنوعة من الأفلام، منها 16 فيلماً روائياً قصيراً: “أبجديات الأبوة” لحمد العور، “ترام” لهالة مطر، “ثلج” لعمر إبراهيم، “سراب” لمريم فروحي، “صافي” لأحمد زين، “غرفتي زهرية اللون” لفشان شارما، “كتاب الرمال” لبدر الحمود، “مدرسة” لديفيد مور ومحمد بن إسحاق، “بدون” لمحمد الإبراهيم، “تمرد” لابراهيم المرزوقي، “سيد الأفكار” لبلال أنتيلي، “عبور” لهيثم الموسوي، “عيد ميلاد يونس” لمحمد العتيبة، “فلسفة ديك” لياسر النيادي، “كاتشاب” لحسن الجابري، و”مع الزمن” لملاك قوته. أما الأفلام الوثائقية القصيرة في مسابقة أفلام من الإمارات فهي: “إطعام خمسمائة” لرافد الحارثي وري حداد، “أناس صغيرة” لدانيال ملاك، “بدر” لسارة السعدي وماريا أسامي ولطيفة الدرويش، “التداوي بالجمل” لفهد الكندري، “تركيب الأمل” للطيفة الدرويش وروضة المغيصيب. ويتسع البرنامج لأفلام تعرض خارج المسابقة وهي: “أوراق” لعبد العزيز البطاشي، “التاجر” لحمزة سامي، “تضحية ملكية” لراشد النعيمي، “حادث” لياسر القرمزي، “سائق التاكسي” لشداد المسلمي، “قهر الرجال” لسعيد الماس، “ماريونيت الدمي المتحركة” لصوفيا جواد، “هدية” لصادق بهبهاني. انتباهات ثمة عدد من الانتباهات والالتفات التي تميز مهرجان أبوظبي السينمائي هذا العام، منها جائزة جديدة مهمة تضاف إلى جوائزه المعروفة وهي “جائزة حماية الطفل” التي تم استحداثها بالشراكة مع مركز حماية الطفل بوزارة الداخلية الإماراتية، وتهدف إلى لفت الانتباه إلى ذلك النوع من الأفلام التي تعزز الوعي بالقضايا المتعلقة بالأطفال، وضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لحمايتهم من سوء المعاملة والإهمال. تبلغ قيمتها مائة ألف دولار أميركي تمنح لأفضل فيلم بواقع 70 ألف دولار وأفضل سيناريو بواقع 30 ألف دولار. ويتنافس على جوائزها 13 فيلماً طويلاً و7 أفلام قصيرة من أهمها: “الولد سر أبيه” لهيروكازو كوري – أيدا، و”مدرسة بابل” لجوني برتوتشيللي، و”اسمي هممممم..” لأنيس تروبليه، و”زرافاضة” لراني مصالحة. وفي لفتة إلى الأعمال التي حققت حضوراً في المشهد السينمائي العربي بشكل خاص والعالمي بشكل عام، يقدم المهرجان تحت تظاهرة بعنوان الفيلم الأول استعادات لتسعة أفلام لسينمائيين عرب: “أحلام المدينة” لمحمد ملص، و”بيروت الغربية” لزياد دويري، و”الرحلة الكبرى” لإسماعيل فروخي، و”عرق البلح” لرضوان الكاشف، و”الصعاليك” لداود عبد السيد، و”صمت القصور” لمفيدة تلاتلي، و”عصفور السطح.. حلفاوين” لفريد بوغدير، و”غير صالح للعرض” لعدي رشيد. وإذ يستعيد المهرجان هذه الأفلام فإنه يقدم صورة لحالات سينمائية مميزة في بدايتها الأولى، ليضعهم على الطريق التي من خلالها يمكن إنتاج فيلمهم الأول المهم. ومن الملامح التي لا تخطئها عين الراصد أن المهرجان يكتظ بأفلام المخرجين الشباب والصاعدين، الذين تمكنوا من حجز مساحة لهم على خريطة السينما الجادة: “تحت رمال بابل” لمحمد الدراجي، “بستاردو” لنجيب بلقاضي، “فرش وغطا” لأحمد عبدالله، “فيلّلا 69” لأيتن أمين، “زرافاضة” لراني مصالحة وغيرهم. وحين يقدم المهرجان هذه التجارب إلى جانب تجارب أخرى سبقتهم في هذا المجال (مرزاق علواش، محمد سويد، قاسم عبد، وهينر سليم) علاوة على الأفلام المستعادة، فإنما يتيح للعين أن تشاهد بانوراما سينمائية واسعة وأن تقرأ السينما العربية في تشكلاتها العامة وفق تسلسل تاريخي وزمني، فضلاً عن كونه يلقي ضوءاً زائداً على أسماء حاضرة بقوة في السينما العربية المعاصرة. ويمكن القول: إن المهرجان يركز بشكل واضح على الأصوات الجديدة الجريئة من السينما العربية، ولعل هذا يتصل بدور أبوظبي كعاصمة ثقافية في المنطقة، تضع نصب عينيها أن يتميز المهرجان باختياراته، وانحيازاته الفنية والجمالية والفكرية، بحيث يكون مرآة لما يجري في العالم العربي على الصعيد السينمائي. وتأتي التفاتة المهرجان الثالثة نحو الممثلة والمخرجة الفلسطينية هيام عباس التي سيمنحها المهرجان جائزة الإنجاز المهني باعتبارها من الممثلات العربيات القليلات اللواتي منح حضورهن السينمائي بعداً استثنائياً، ولعبت هيام عباس أدواراً مهمة في أفلام عدة، منها: “عرس الجليل” لميشيل خليفي، و”حيفا” و”حتى إشعار آخر” لرشيد مشهراوي، و”ساتان أحمر” لرجاء عماري، و”باب الشمس” ليسري نصرالله، و”ميونيخ” لستيفن سبيلبيرج، و”حدود السيطرة” لجيم جارموش، و”ميرال” لجوليان شنايبل. كما أخرجت أفلاماً قصيرة وفيلماً طويلاً عنوانه “ميراث” عام 2012. وفي تكريم المهرجان لهذه الفنانة تكريم لحضور المرأة المبدع في العمل السينمائي وتحية لسينما جادة مؤرقة بهاجس الوطن والإنسان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©