الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الدانوب: ممر مائي شاسع وغير مستغل

الدانوب: ممر مائي شاسع وغير مستغل
15 مارس 2009 23:24
عندما يلقي المرء ببصره على نهر الراين من أعلى أحد الجسور بالعاصمة الألمانية السابقة بون، فإنه يفكر على الفور في أحد الطرق العلوية والسفن تمخر تحته مثل سيارات تجري على الطريق والسفن الأخف تتجاوز الأبطأ قبل أن تعود إلى خط سيرها المحدد· وتكشف نظرة من فوق جسر بانسيفو، الذي يعبر نهر الدانوب بالعاصمة الصربية بلجراد عن مستنقعات في جانب المدينة في الجانب الآخر- ونهر هائل فارغ بالأسفل· وعلى خلاف الراين- أكثر الأنهار ازدحاماً بالحركة في أوروبا- فإن الدانوب الذي يزيد عنه طولاً بمقدار الضعف ما يزال غير مستغل بصورة واسعة، فيما يتعلق بعمليات الشحن رغم أنه من الناحية الواقعية طريق سريع واسع ورخيص وصديق للبيئة يمر عبر 10 بلدان· ورغم أنه يقع عند أهم محاور النقل بين الشرق والغرب على الإطلاق عبر أوروبا ويربط موانئ بحرية في غرب أوروبا بالبحر الأسود، فإن الكيلومتر الواحد في الدانوب حمل واحداً على ستة عشر فقط مما حمل نظيره في الراين· وكان الدانوب، قبل أن تتسبب حروب البلقان في التسعينات في وقف حركة المرور فيه، ممراً مائياً مستغلاً على نحو جيد، حيث نقل نحو 90 مليون طن عام ·1987 وتراجع هذا الرقم إلى 20 مليون طن فقط العقد الماضي ويدور الآن حول 40 مليون طن في العام· ووضع الاتحاد الأوروبي قرب أبرز أولولياته عملية تنمية الممر الذي أعيد تسميته بممر ''بان يوربيان السابع'' والتي تشمل إزالة الممرات الضيقة في الدانوب بحلول عام ·2015 وشهدت السنوات الأخيرة إزالة أسوأ العقبات أمام حركة المرور في الدانوب مثل بقايا الجسور التي ضربها حلف شمال الأطلسي (ناتو) في صربيا أثناء حرب كوسوفو عام ·1999 ويريد القائمون على الملاحة الآن تحديث البنية التحتية للنقل لتواكب المعايير الغربية، كما يضغطون بشكل خاص من أجل إنشاء محطات يمكن استخدامها عبر طرق النقل المختلفة من نهرية وبرية وسكك حديدية· ويقول الخبراء إنه في حين أن بناء محطات يتطلب وقتاً، فإن إجراءات الجمارك المعقدة والمبددة للوقت التي تعوق حركة نقل البضائع عند حدود دول الاتحاد الأوروبي يمكن أن ترفع بشكل أسرع· وتبدو العملية البطيئة بالنسبة لكل من البنية الأساسية وإصدار التشريع في دول شرق أوروبا الشيوعية السابقة· ويقول توماس هارتل المسؤول بهيئة إدارة الممرات المائية النمساوية ''فيا دوناو'': إن تنمية الممرات المائية الداخلية لا تحظى بأولوية كبيرة في ظل التغيرات الهيكلية التي ما تزال جارية في شرق أوروبا· وما يزال يركز النقل هناك على الطرق البرية والشاحنات؛ لأن ''النقل عبر الممرات المائية الداخلية ليس وراءه جماعات ضغط مؤثرة في شرق أوروبا حتى الآن'' -بحسب هارتل- وإن كانت ثمة تغييرات تبدو واضحة· وعلى سبيل المثال، فإن صربيا بدأت بشكل بطيء في تبسيط إجراءاتها الحدودية وبدأت في أبريل بسفن الركاب، الأمر الذي يفيد صناعة العبور النهري المزدهرة في الدانوب· وزاد عدد الركاب المتجهين شرقاً عبر منطقة عبور ألمانية - ميناء باساو- بمقدار عشرة أضعاف على مدى السنوات الـ15 الماضية· ويقول خبراء إن صربيا ستستفيد أيضاً من التخفيف من القيود الحدودية· وصرح جورج روشه مدير الجمعية الاتحادية الألمانية للنقل عبر الممرات المائية الداخلية قائلاً: ''وقت أقل في الجمارك يعني مزيداً من الرحلات بالسفن''· بيد أنه يظل دائماً مأزق ما، ففي حين تأمل شركات النقل في خفض الإجراءات الروتينية في مجال نقل البضائع أيضاً، فإن أنصار البيئة يحذرون من أنه قد يثبت أن ضرر عملية تنمية الدانوب أكبر من نفعها· فأكبر مناطق عنق الزجاجة هي في الغالب أيضاً أجمل مناطق المحميات الطبيعية· ومع ذلك، فإن النقل في الدانوب سيشهد نمواً سريعاً في السنوات المقبلة حسبما يؤكد هارتل·
المصدر: بلجراد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©