الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«البولو الوردي».. الرياضة في خدمة التوعية بمخاطر سرطان الثدي

«البولو الوردي».. الرياضة في خدمة التوعية بمخاطر سرطان الثدي
24 أكتوبر 2013 20:46
ليس هناك أقسى من الإصابة بمرض خطير مثل سرطان الثدي الذي تفشي في الآونة الأخيرة، وحصد العديد من الأرواح، فهو مرض لا يفرق بين شابة صغيرة، وامرأة ذهب بها قطار العمر إلى محطة الشيخوخة، لكن المبادرات التي تبذلها العديد من الجهات في الدولة ساهمت بدرجة كبيرة في زيادة وعي النساء بمخاطر سرطان الثدي، ومن ضمن أبرز هذه المبادرات “البولو الوردي” التي تواصل مسيرتها للعام الرابع على التوالي، محققة نجاحات واسعة بفضل الجهد الذي يبذله نادي غنتوت لسباق الخيل والبولو، من أجل تقديم أفضل سبل الوقاية من هذا المرض الخطير. لاقت مبادرة “البولو الوردي”، التي ينظمها نادي غنتوت لسباق الخيل والبولو، استجابة واسعة من قبل العديد من الأسر المواطنة والمقيمة بالدولة، واللافت أن معظم العائلات جاءت بكاملها للمشاركة في برنامج الأنشطة التوعوية والترفيهية المتنوعة، التي أضفت على الأطفال السعادة، وعلى الحضور مشاعر مفعمة بالأمل، فالوقاية من سرطان الثدي تحتاج إلى تجديد إيقاع الحياة، والاهتمام بالغذاء الصحي، ومحاولة التخفيف من ضغوطات الحياة. صدمات نفسية حول الهدف من إطلاق مبادرة البولو الوردي، ودورها في توعية المجتمع بأخطار سرطان الثدي، يقول مدير عام نادي غنتوت لسباق الخيل والبولو أحمد علي النعيمي إن “التوعية عامل مهم في المعرفة بهذا المرض الذي يخطف الأرواح، ويسبب صدمات نفسية فور اكتشافه في أسرة ما، والنادي لعب دوراً كبيراً عبر ثلاث سنوات في تحفيز العديد من السيدات على الذهاب إلى المؤسسات العلاجية المختصة من أجل الاطمئنان على صحتهن، والكثير منهن اكتشفن مرضهن مبكراً، وتحققت في الأعوام الماضية الكثير من الإنجازات، وما زال النادي يواصل إطلاق مبادراته، ويعمل على توفير بيئة ترفيهية للعائلات، والتوعية بحجم الأخطار التي تحيط بالنساء”. ويلفت إلى أنه في العام الرابع للمبادرة ارتفعت نسبة التبرعات، وهو ما يعني أن المشاركات الاجتماعية تتفاعل مع هذه المشكلة الخطيرة. ولا يخفي النعيمي أنه دعا إحدى السيدات اللواتي تربطه بها قرابة للمشاركة في فعاليات المبادرة، فقررت أن تجري كشفاً على ثدييها، فاكتشفت بالمصادفة أن لديها ورماً سرطانياً حميداً، وعلى الرغم من ذلك فإنها لم تركن للتشخيص لكنها استمرت في المتابعات حتى لا يتحول إلى ورم سرطاني “خبيث”. ويلفت إلى أن التوعية تقي النساء من الإصابة بهذا المرض الذي يهدد حياتهن بصورة مفاجئة. أهداف تتحقق بخصوص مشاركة بعض لاعبي نادي غنتوت لسباق الخيل والبولو في برنامج الفعاليات الخاص بمبادرة “البولو الوردي”، يورد أحمد السويدي أنه منذ أربعة أعوام، وهو متطوع في هذه الحملة، ويعمل بكل طاقته من أجل أن تتحقق أهداف النادي التي ترمى إلى انخفاض نسبة الإصابة بمرض سرطان الثدي لدى النساء، لافتاً إلى أن الإقبال من قبل الأسر الإماراتية والوافدة يزداد في كل عام، وهو ما يؤكد أن الناس حريصة على درء هذه المرض ومكافحته بكل السبل. وحول سبيل مكافحة المرض، تقول مدير إدارة الأمراض السارية في قطاع الصحة العامة والأبحاث في هيئة الصحة أبوظبي الدكتورة جلاء طاهر إنه لا يمكن مجابهة سرطان الثدي إلا بعاملين رئيسيين، الأول يتعلق بالوقاية من قبل السيدات ومن ثم الكشف المبكر، والثاني يتحقق باطلاع الأطباء في التخصصات كافة على أحدث الأبحاث التي تجرى في مجال مكافحة مرض سرطان الثدي. وتشير إلى أن هيئة الصحة تقدم دورات بصفة مستمرة لرفع كفاءة الأطباء في هذا الصدد. وتؤكد أن مبادرة “البولو الوردي”، واحدة من ضمن الحملات، التي تطلقها وترعاها هيئة الصحة منذ سبع سنوات، وهي تبدأ في أكتوبر وتنتهي في مارس. وتنصح جلاء الأزواج بعدم التخلي عن الزوجات في حال إصابتهن بسرطان الثدي، موضحة إلى أن السمنة من العوامل التي تسبب سرطان الثدي، والعامل الوراثي لا يمثل نسبة 10 بالمائة، لكن الرياضة تصنع المعجزات، لذا فمن الضروري أن تمارس النساء تمارين رياضية بشكل يومي. وتلفت إلى أنه في عام 2007 كانت نسبة الحالات المتأخرة نحو 65 بالمائة، وبلغت نسبة الوفيات نحو 44 بالمائة، وفي عام 2012 انخفضت نسبة الإصابة بسرطان الثدي في الإمارات إلى نحو 16 بالمائة، بفضل حملات التوعية المستمرة. قصة مؤثرة بدت علامات التأثر واضحة على المذيعة بتلفزيون أبوظبي سلامة المهيري في أثناء متابعتها لمبادرة “البولو الوردي” إذ إنها تذكرت خالتها التي أصيبت بسرطان الثدي، ورفضت الخضوع إلى أي إجراء جراحي، فوقعت فريسة للموت. وتقول سلامة إن هذا المرض يشكل خطراً كبيراً على معظم السيدات خصوصاً، وأن هذا العصر كثرت فيه الأمراض، لكن سرطان الثدي من أشدها ضراوة، ولو لم يتم اكتشافه مبكراً، ومن ثم علاجه بشكل دقيق، فإنه يؤدي إلى الوفاة الحتمية. مخاوف امرأة من بين المشاركات في برنامج هذه المبادرة عامرة الطنيجي (37 سنة)، التي تبين أنها استفادت كثيراً من المشاركة الفعاليات المصاحبة للمبادرة، خاصة أن سبل التوعية جاءت في إطار ترفيهي وتعليمي في الوقت نفسه. وتشير إلى أنها قرت أن تطمئن على نفسها بالخضوع إلى الكشف الطبي. ولا تنكر أنها قلقلة جداً على نفسها وخائفة من أن تظهر نتائج إيجابية من خلال وجود خلايا سرطانية غير حميدة في ثدييها، وعلى الرغم من تلك المخاوف إلا أنها لن تتراجع عن قرارها بمراجعة مختص في علاج الأورام وتشخيصها. مرض شائع يعد سرطان الثدي المرض الأكثر شيوعاً بالنسبة لأمراض السرطانات التي تم تشخيصها في دولة الإمارات، ويأتي في المرتبة الثانية، ضمن قائمة أبرز الأمراض المسببة للوفيات بين أوساط النساء، وإذا لم يتم الكشف عنه مبكراً، ومن ثم معالجته، فإن نسبة الشفاء منه تصل إلى نحو 98 بالمائة، ومع ذلك فإن 30 بالمائة فقط من النساء المصابات بسرطان الثدي في الإمارات يتم تشخيص حالاتهن في وقت مبكر.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©