الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

منى الدرمكي: أمتلك خلطة سرية للعطور وتجاوزت ثقافة العيب

منى الدرمكي: أمتلك خلطة سرية للعطور وتجاوزت ثقافة العيب
15 مارس 2009 23:27
امرأة إماراتية على أعتاب الثلاثينيات من عمرها، لم يحالفها الحظ في إكمال دراستها فبحثت لنفسها عن وجود وتميز يشعرها بلذة الحياة وقيمتها وعرفت أن لا سبيل لذلك إلا عبر رسم أهداف واضحة ونبيلة تشق بها طريقها نحو العمل والنجاح والتميز· منى محمد الدرمكي تبرهن لنا، عبر تجربتها في تحضير العطور والدخون، على أن في داخل كل منا طاقات وقدرات ومواهب مدفونة تحتاج إلى التعرف عليها وإخراجها بصورة صحيحة وصقلها لتطفو على السطح فتسكب على زوايا الشخصية لمعانا وبريقا لا يزول· ''دنيا الاتحاد'' التقت الدرمكي في معملها الذي جهزته في منزلها بالمسعودي في مدينة العين والذي تحضر فيه مبيعاتها من العطور والدخون وغيرها منذ عامين·· تتحدث الدرمكي عن بداياتها فتقول: ''منذ سنوات بدأت تلفت انتباهي زجاجات العطر التي تشتريها أسرتي فكنت أقوم بخلط أكثر من زجاجة ذات نوع مختلف مع بعضها ثم أشتمها وأميز مدى التغيير الذي حصل ولكنني توجهت إلى تجهيز الدخون أولاً ثم العطور، وكان ذلك بمحض الصدفة حيث قدمت لوالدتي هدية من أحد أقاربنا والتي كانت عبارة عن سلة فيها عطور ودخون فلفتت انتباهي وتساءلت كيف يصنع هذا الدخون؟ وعزمت في اليوم التالي على الذهاب إلى دبي وتجولت في محال العطور والدخون والتقيت سيدة لا أعرفها في المحل واكتشفت عبر حديثي معها أنها تعمل في تجهيز الدخون منذ سنوات طويلة فسألتها وشرحت لي آلية تجهيزها والمواد التي أحتاجها وفعلاً ذهبت مباشرة لمحل العطارة واشتريت المواد وعدت إلى المنزل وخلطت المواد وحضرت كمية من الدخون تقارب الكيلو جرام بنجاح ففرحت بي أسرتي كثيراً وشجعتني فشعرت حينها بطاقات تفجرت كالبركان في ثنايا روحي''· وتضيف الدرمكي: ''أما بالنسبة للمواد التي استخدمتها في تجهيز الدخون فتشتمل على عود مطحون وعنبر ومسك وعطر الورد وماء الورد أقوم بخلطها جميعا ضمن كميات أو نسب متفاوتة، كما قامت صديقاتي بالإلحاح علي لبيع ما أحضره من دخون، تخوفت في البداية من المجتمع المحيط بي لأنهم يعرفون أنني أنحدر من أسرة لها مكانة اجتماعية مرموقة وليست بحاجة لبيع الدخون لجلب المال، ولكني تغلبت على هذا الهاجس ودست على ثقافة العيب بقدميّ لأنني أردت أن أشعر بلذة النجاح التي لا تشبهها لذة وفعلا ساعدتني صديقاتي في بيع الدخون وبتوفيق من الله عز وجل كان الإقبال كبيرا فتوجهت لعمل كميات أكبر ونوعيات مختلفة وأسميها بأسماء عبر إلصاق طابع عليها يحمل اسما ما مثلا دخون باسم موزة وآخر باسم هدى وغيرها وتوزعت على بعض المحال فصار لي زبائني، ثم انطلقت إلى خارج العين وصرت أعرض بضاعتي على المحال في دبي فلاقت استحسانا أيضا ثم طلب مني تجهيز كميات وبيعت في قطر والبحرين الذين يعشقون الدخون الإماراتي كغيرهم من دول الخليج العربي ''· سر النجاح وتعتبر الدرمكي أن سر نجاحها بعد توفيق الله عز وجل هو إخلاصها في العمل فهي لا تختار أية مواد كما يفعل البعض يختار مواد رخيصة يحضر بها الدخون حتى يحقق أكبر ربح ممكن، كما أنها وعبر الذوق الرفيع الذي تمتلكه تحرص على أن تختار العبوات الجميلة والمميزة ذات الشكل واللون والتصميم الراقي لتضع فيها الدخون قبل بيعه أو طرحه في الأسواق· أما بالنسبة للعطور فتقول الدرمكي: ''أحب العطور كثيرا منذ طفولتي وكما قلت كنت أخلطها وأجربها على اسرتي ولكنني بعد أن بدأت بمشروعي انطلقت نحو تجهيز العطور بصورة جدية ومنظمة حيث قمت بشراء عطور عربية وفرنسية وبدأت بخلطها بدرجات معينة وأخففها بالكحول وأضيف لها كذلك دهن العود حتى أنني تمكنت من تجهيز 40 نوعا للرجال والنساء يختلف عن بعضه البعض ووضعته في زجاجات مناسبة، وقد لاحظت ضمن تجربتي مع العطور أن العطور العربية أغلى من العطور الفرنسية كما أنها تعلق بالملابس أو البدن لفترة أطول فهذا دفعني في بعض الأحيان إلى إضافة مثبت إلى العطور الفرنسية''· جزء من التراث وتعتقد الدرمكي أن تجربتها مع العطور جعلتها تكتشف أن للناس رغبات وأذواقا مختلفة جدا لم تكن تتوقعها، كما تذكر أن الدخون والعطور هي جزء مهم من التراث الإماراتي كونها إحدى العادات والتقاليد التي لا زالت البيوت الإماراتية تتوارثها وتحافظ عليها فعند استقبال الضيف يتم تدخين البيت بالدخون قبل مجيئه وهذا نوع من حسن استقباله والترحيب به، وكذلك بعد مجيئه وجلوسه يتم تدخينه أضف إلى ذلك العطر الذي يقدم له ليتعطر به قبل خروجه وكذلك في المناسبات كالأعراس والأعياد وغيرها يقدم الدخون والعطور للضيوف· وتبين الدرمكي أن مشروعها اتسع وكبر بعد أن تقدمت لغرفة التجارة والصناعة وحصلت على رخصة مبدعة التي دفعتها إلى تخصيص إحدى غرف الفيلا التي تسكنها إلى معمل تجلس فيه الساعات الطوال، لتحضر فيها الدخون والعطور وتغلفه دون أن تشعر بالملل· وتشير الدرمكي إلى أنها شاركت في معارض سوقت من خلالها منتجاتها من الدخون والعطور، وكان ذلك عبر مشاركتها لسنتين متتاليتين في معرض الأسر المنتجة الذي تقيمه مؤسسة التنمية الأسرية فرع العين ''تعليم الكبار''· وفازت فيه بأجمل ركن نظرا لطريقة ترتيب الركن الذي وضعت فيه الدخون والعطور والديكورات التي ميزته عن غيره· وأيضا شاركت الدرمكي في معرض أقامته قرية العين التراثية استمر لمدة ثلاثة أيام وحققت فيه نجاحا آخر، ثم شاركت في معرض أقامته جامعة الإمارات بمناسبة يوم المرأة العالمي وحصلت فيه على زبائن جدد· كما أن الدرمكي تمتلك موهبة تجهيز الديكورات التي تناسب أي منزل أو مكتب أو محل وغيره فهي تتقن عبر الذوق الرفيع الذي وهبها إياه الله عز وجل اختيار الفرش والأثاث والستائر بالألوان والأقمشة التي يحتاجها، وكذلك البراويز والصور وغيرها مما يحتاجه ديكور أي مكان لدرجة أن إحدى الموظفات في هيئة شؤون القصر طلبت منها عمل ديكورات لمكتبها وتفاجأت به كثيرا بعد ما فعلته به الدرمكي من ديكورات قلبته رأسا على عقب· وتوضح الدرمكي أنه من المتعارف عليه في مجتمعاتنا أننا نربط القدرة والمهارة في تجهيز العطور والدخون بالعطارين والجدات الطاعنات في السن لكنها أثبتت من خلال عملها ونجاحها أننا كشباب وشابات نحتاج إلى منحنا الثقة من أسرنا ومجتمعاتنا فنحن قادرون على فعل الكثير على حد تعبير الدرمكي· ومن الجدير ذكره أن الدرمكي أطلقت على مشروعها اسم ''أرزاج'' أي أرزاق لأنها تؤمن أن الفكرة التي انبثق منها مشروعها كانت رزقاً من الله عز وجل· كما تدين الدرمكي لأسرتها جميعها وبالأخص أخيها الذي ساندها ماديا ومعنويا ولم يخجلوا بما تقوم به بل كانوا فخورين بها·
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©